غريبٌ
وبلدَتِي دعْوةٌ أنثرُها
ومْضَةً فوَمْضَة
بيْنَ القوَافِل صَوْمعَةً وصَلوَات
كنّا نسِيرُ معًا وسَط الجُمُوع
والبحْرُ يسْبقُنا مَوْجًا وسِرْجا
وكنتُ أمُدّ يدِي نحْو ظفائِرِها
لأُعْطِي الغَريبَ حُبّا ودَعوَات
وكنّا نفْترِشُ الأدْرُع لِضحَايَا الحُبّ القدِيم
كُلنَا غُربَاء
حِينَ يُلوّحُ الحِرْمَانُ ومِيضًا كالبرق
وحينَ تعْبسُ أمْوَاجُ البحْر
إمّا أنْ ترْكعَ هُنيْهةً لتُعطِي غُربَتك لوْن سفَرْجَلة
وإمّا أنْ تَغرَقَ في دعَواتِ حُسّادِك
لا بَقاءَ لِشَظايَاكَ العَفِنَة
لا بحْرَ يَقبَلُ قِصّتكَ الحَزِينَة
***
غريبٌ
وبَلدتِي إِغْرَاءَةُ آدَمَ
قضْمَةٌ فقضْمَة
والجُوعُ على قارِعَةِ الأوْهَام
كلوُا حِصّتكُم قبْل أنْ تجِفّ الضّرُوع
وقبلَ عوْدةِ القوَافِل الجَائِعَة
لا ضَمَان لِبلدَتِي
إلاّ غُرَابُهَا الكُحْلِي
يقُولوُن : الغُرابُ نذِيرُ شُؤْم
والحَمائِم بَشائِر خيْر
وهلْ يقْتنِصُونَ إلاّ الحَمَائِم ؟
طَالتْ غُربتُنا معَ الغِرْبَان
لمْ تَأتِ يَا ضَامِنَ بَلدَتِنا الكُحْلِي
وكمْ بقِيَ لِلْمَسْبُوقِ منْ رَكعَةٍ ورَقْعَة
إمّا أنْ تُسَلّمَ سَلامَكَ النّاقِصَ وَتُكمِلَ غُرْبَتكَ الأَخِيرَة
وإمّا أنْ تُعِيدَ التّشَهُّدَ الأخِير
***
غريبٌ
وبَلدتِي تنْضَحُ منْ كلِّ فنٍّ عَفِن
صَدْمةً تِلوَ الصّدْمَة
ونَحْنُ رفِيقانِ في المَلْحمَةِ والمَخْبَزَةِ والـْ ............
أيْنَ أنتَ أيّهَا الغُرابُ الكُحْلِي
أنْتَ يَا ضَامِنَ لُحْمَتِي ولُغَتِي ولـُ ...............
هلْ ستُمطِرُ السّماءُ رغِيفًا وحَرْفا ؟
هلْ سَيفْتحُ الغِرْبَانُ أبوَابَ القَصِيدَةِ لِيَكتَمِلَ عَجْزُهَا وعَجْزُك ؟
أَعْجَزَتْكَ القَصَائِدُ كُلُّهَا
ولمْ تَأتِ بِعَجْزِهَا فكيْفَ بِصَدْرِها
فهَلْ يَا تُرَى سَيكفِيكَ نَزِيفُ وعَجْزُ الْغُربَاء
وهَلْ يَعُودُ الغُربَاءُ إلىَ مَا تَبقّى منْ دَمِهِم ؟
وهَلْ أعْطاكَ اللهُ مَفاتِيحَ غُرفِ النّومِ وآذانَ الفجْر ؟
وهلْ .. ؟ وهلْ .. ؟ وهلْ .. ؟
أمَا شبِعتُم منْ دَمِنا ومِنْ لَحْمِنا
وعَجزِنا ..