خلف وهم يشتت انتباه الضوء لعتمتي
خلف سر يبوح بالذي أخفيه عن صمتي
وخلف الجدار الأحمق
يرمي سراب مشوه
تراجع الوضوح امامي
يقبل السكون عله يمتص صحوة أقدامي
للرؤى الأخيرة على المرآة
شكل من يستعجل الرحيل
صورة من يردد الهروب نشيدا
لأول العتمة شكل انكسار الضوء
ولي قامة شجرة جاثمة خلف بيتنا
منذ ولدت وإلى الآن
خلف حكايات المساء المنتظر ليلي
كنت أرتب فوضاي واسم حبيبتي
كنت أرحل إلى المدى المشتهى
إلى أول الضوء
وأول حب
كنت أرحل إلى عناد الطفل في
لأردد على مسمع من حولي
أنني هنا ..
وأن هذا السراب أحمق
يدنس جهتي المقبلة
يدنس روحي الصاعدة
ويقبل كالأفعى فم الجهات
خلف موت منتظر
وصحوة خائفة من الظهور
خلف احتمال الوضوح
وبعد الرحيل إلى وقتي
أتمرد على غبش المشهد
وأطيل بقاء وجهي في المرآة
لأحفظ ملامحي
وأجد تفاصيلي المبعثرة بين التشابه
لا شكل مميز لي
قامتي متوسطة
لوني قمحي
شعري قصير ككل الرجال
ولون عيني بني
يرتبك صوتي خائفا في حضرة الغريب
ويعلو غنائي في أهازيج عرس الجار
أتبع عادات المكان
أنصت للكبير وألقن الصغير
لا شكل مميز لي
لهذا أرتب كل يوم انعكاسي القادم من المرآة
وأنتبه أكثر على تجاعيد إضافية في جلدي
خلف الجهات البعيدة عني
وبعد فرح ينتظرني
كنت أناي التائه وراء الحكايات
كنت رؤاي الحالمة بذات
وبقليل من التمتع بالحياة
كنت أحارب شرود أفكاري المكرر
وأرتب على صفحة الهواء
كلام الأغنيات عن الفراق
وعن مواسم الحصاد المبتعدة
للبعيد هناك ..
أطيل التفرس في المرآة
وأحدث أثر السنين في جلدي
هنا خارطة انفلات الشباب
وهناك لمسة الأرق المكررة
خلف آخر الطريق
شكل للنهاية يليق
بسوسنة الحلم العتيق
وباهتمام أناي بالوصول
هناك سراب أحمق
يدنس أغاني العبور
ويكتم صوت الريح عن صوتي
للنهار القادم أنذر وقتي
ولنجوم تزيد في ليلي البريق
لحلم يكمل نقصي
ولوضوح الطريق
أترك ما للسراب من وهم
وأنثر على كلامي بعضا من أمانيات المواسم بالثمر
لا وقت للضجر
هو السفر ..
يتوج الجهات بالحريق
ويقيم عرس كلماتي
في أول قصيدتي
تبعد دنس السراب
وترتل على إيقاعي
حلمي المنتظر
هو السفر ..
خلف ضوء يشتت عتمتي
وينتظر وصولي
إلى جهتي..