حين يستيقظ الحلم
وليس معه زاد للرحيل
وما يحمل من جمال الوجع
إلا الأنين وضراوة النزيف
حفنة الدم تغسل وجه السماء
الوحل الموجوع يرتدي عراه
وصراخ الموتى يتناسل
بعض ألوية الحكمة بلهاء
تمحو شكوانا برماد الجثث
تتقمص وجه الصمت المطلق
لازال للحلم في جسدي
بقية وهم ترتعش
تغريها ظلال الصحو
وخريف يمتص رطوبة السفر
لو كان لي وهم اخر
لرتقت فتق ذاكرته
للقنته الضجيج والغضب
ولينتظر اللحظة المحمومة
حين يستيقظ الحلم
أنتعل قصيدة مبتورة الوزن
يكتبها الوجع
بين إغفاءة التاريخ وصمت الأجراس
تأتي حافية ترتدي أسمال الرياح
تستعيد ذاكرتها على طيف شج
من بقايا وجهي
هل مازال في الجسد متسع للوجع
على بقايا المدينة كنت أرقد
حين أمهلتني بعض الغبار
كي أرتب ملامحي
وألعق نزيف هويتي
لم يعد شيء ينتمي إلي
ولم يبقى من هذا الاسم
إلا رقم يقاسمني كسرة الفجيعة
أنت لم تصطحب أحدا غيري
كي يشيع نعشي
على أحبال الوهن
كنت دائما أتساءل
هل الأمر يستحق
أن نسكن التراب ذاته
أن نتقاسم الوطن ذاته
شحوبة الموت تمتص فورة الغضب
والتراب ينز احتضار عويلي
ولي...
أن أكدس أحقادي