سكراتُ الولادة ـ شعر : إبراهيم النفره

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

قربَ هذا الوقت صاحَ
الندى
في بلادِ الياسمين من يُفخخُ
الزهرَ و يخلعُ عن ليلِ دمشقَ
عباءةَ النجومَ
****
وضجَّ المدى بالسؤال
هل في تفاصيل الضوءِ يسكنُ
النشيجُ....
هل ميعادنا بينَ رصاصتينِ
و عودٍ من قصب الصبرِ

والأماني و جوم....!
****
يا أيها الليلُ...رفقاً باليتامى
رفقاً بالمدامعِ...
بالمآذنِ و الكنائسِ
بالسواقي و الرياحِ
ما ضرَّ عيشكَ في الموتِ
التزاما...
****
ها أنتَ ذا أيها الغريبُ
تسكبُ اللونَ فوق أشباحِ
القدر..
تفتَّرُ لبرقِ السنا
و تنثر فوقَ الدُجى
عبقاً يضئ
وكالماءِ تسائِلُ وِردَكَ
أن يجيء....!
****
أتعبتكَ سكراتُ الولادةِ
و لم تولد...
أيقظتكَ نشوةُ الموتِ
و لم توصَد...
حتى إذا ضاقَ الصدى
بينَ جنبيك
أذعنتَ للخلاصِ الأخير
لودقٍ يعانقُ الروحَ
و لا يرحل....
****
وهناكَ خلفَ النظر
يُولدُ طفلٌ من الموسيقى
يسرمدُ الأمل
يدق على إيقاعٍ جليل
لا أوتارَ تقيده ُ
و لا المرايا على الصدورِ العاريةِ
تنفيه...
يهدهدُ للنجومِ أغانيه
و يرسمُ من كلِّ رابيةٍ
حُلل...
****
لكنَّهُ صوتُ الغريقِ
يجلدُ الروح...
لم تعد أنتَ أيها الغريب
لم تعد أنتَ...
ثمَّ رتبَ أحلامهُ و غاب
كما الدغلُ الموغلُ بينَ
طيَّاتِ السحاب
****
و الآن وحدكَ في التيه
العالمُ الأسفلُ يبقيك
و عينُ اللِه تسربلُ خطاياكَ
وتقتلُ الآخرَ فيك
وبينَ أناك و أنت
ينقذكَ الموت
و يرديك...
****
وتظلّ ُمطرقةَ السؤالِ
أكنتُ أم سأكون
أجتازني الوقتُ
أم صرتُ لونَ الغروب
أعشتُ ، أمتُ
أم كنتُ جسرَ العابرين...؟
****
فأقول:لم نمت ولم نحيا
أما الحب فحياةٌ أخرى
و موتٌ آخر....
قربَ هذا السراب
****
وتنبسُ من صخورِ الزمن
تواشيحُ للسائلِ و المجيب
و الماورائيات تُسقطُ
الأسفار
تجلدُ الوجود....
فيصبحُ للحضورِ لونُ
الغياب
****
يا هذا المدى السماويِّ
يا إلهً في عتمةِ الكونِ
تجلَّ...
إن صرحاً من الأحلام
من عرشكَ اللازورديَّ
تدلى...
و هذا الشاطئ يبكي
و يزفرُ بالوقوف
و يسألُ غريبةَ الدارِ
نزفَ الإياب
****
و نحنُ....نحنُ،لم نفترق
كالحصى...كالرمال
كطيرٍ من الماءِ يحطُّ
على قرميدِ عينيكِ
ثمَّ يرحلُ إلى....
الله...
****
حتى إذا صُلبت أفراحُنا
تماهى في شوقنا
الشقاء
و اجتاحني النرجسُ و التمني
لكنه حظَّ التعساء
****
فأقول لنفسي:
لو كنتُ غيريَ في الماضي
لما كنتِ الآن أنتِ
لما كان الزهرُ فوقَ هذي
السماء
يشدو على تراتيلِ الندى
يدنو من خيطِ ماء
يعدُ بالربيعِ....
و يسافرُ مع كلَّ حلمٍ
إلى حيثُ أنت
إلى حيثُ المنتهى
و البقاء...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟