عاشقٌ ولابدّ لي
أنْ أكمِل ترَاتِيلِي في آخِرِ الإبتِهالاَت
وأنْ أنصُبَ تارِيخَ الهَزائِم تِذكارًا ومِيلادًا على واجِهةِ الإحتِضَار
نزْفا فَنزْفا وحرْفا فحَرْفا
لغةً مُمرّغةً على الأَسْفَلتِ دمًا ومِدادًا
واعتِرَافاتٍ بالجرَائِر كُلِّها
حيًّا أمْ قتِيلاً
وكيْفَ لي أنْ أعْشقَ بيْن أحضَانِكِ موْتِي
أوْ أُوَشِّحَ الجَبِينَ المُعلّقَ على الجُدرَانِ ، وِسامًا وقصِيدة
أو أعْتصِرَ ما بقِيَ منَ الرُّوحِ بيْن يدَيْ جنَازَاتٍ ، لُغةً مُمَشّقَةً
أو عِشقًا بَتُولا
أو حينَ يُصبِحُ مَخاضِي كآبةً على أرْصِفةِ المدِينَة
صُراخًا أو لغَطًا أو تِيهًا في العُيُون
وحَافةُ الهَزائِم تُحاصِرُني
لعَنَاتٍ عطْشَى تُقذفُ منْ كلِّ الجوَانِب
لُغةً وحرْفًا كلِيلا
***
عاشِقٌ ولابُدّ لي
أنْ أُعيدَ كلّ الهزَائِم المُهْملةِ بينَ السُّطُور
عَطفًا أو حَالا تحْت عناوِينِك المَلغُومةِ بالمُتشَابِهات
أوْ أُعْرِب عن أسَفِي لمَن سَيأتِي تابِعا لِي أو لِضَحايا حُبِّك المسْمُوم
إلى ذاكِرةِ العُشّاق المُهْملِين
سُؤالاً مسْفُوحا
أو وَشْمًا أو غَسِيلا
وكيفَ لي أنْ أعْبُر إلىَ شكْلِ اللّمسَاتِ المُنهكةِ تحْتَ أنفاسِك الحُبْلى
ودمِيَ المَسفُوحُ يقْطُر على صفَحاتِ يوْميَاتِك هوَسًا
أوْ كابُوسًا ثقِيلا
وكيفَ لي أن أعْشقَ فِيك هزَائمِي
أوْ شِعاراتِ االنّاعقِينَ علىَ الطّبُول
وتفاصِيلُ الإحتِمالاتِ تسْبقِنُي موَاجِيدَ وصَلْصَلات
عَلْقمًا أوْ سَلْسبِيلا
منْ ذا الذِي يَزرعُنا هُوِيّةً وأُغنِيةً للحُب ؟
ومَن ذا الذِي يَحمِلُنا عِشقًا وهَدْيًا علىَ هُداك ؟
ما كانَ شَغَفِي بهذِه المَلامِح هذيَانًا أو رقصَة ثُعبَان
فأنت منْ أيْقظَ ترَانيمِي لمجْدنَا الذّهبِي
أتُرَانِي جُنِنْتُ بِهذا العِشْقِ حتّى المَنُون
يا حسْرتا ضَاعَ العِشقُ وحلّ الجُنُون
أفلاَ أمْهَلتنِي وعشِقتنِي
قليلاً قلِيلا
***
عاشِقٌ ولابدّ لي
أن أُسقِطَ زوَاياك المُترَهِّلةَ منْ جبِينِ الوَاهمِين
ومنْ حنَاجِر المُطربِين على وَترِ النّزَوَات
والأوْسمَةِ والرُّتَب
ودنْدنَاتِ النُّسّاكِ المَجَانِين لعَلّها للْعتبَات تهْتدِي
دلِيلاً أمْ رَحِيلا
لا تُشبِهُك ذِكريَاتُنا الجمِيلَة
لا عَلى أرْصِفةِ المَدينَةِ ولاَ علىَ أسْوارِها
قضْبًا ولَا نَخِيلا
فلِماذَا تعَسّرَ مَخاضُك عندَما أوْقفُونِي أمَام حشْرجَاتِك ؟
ولمَاذا كانَ العِشقُ بيْننَا دمًا وحجَرا ؟
واعتِرَافاتِ عاشِقٍ لوَهْمٍ تذْرُوهُ الأيَادِي المُتلَهِّفةُ لِحُبّك
عسْفًا وحرْفًا دَخِيلا
فعَلامَ هذَا الضّجَرُ يَا منْ هامَ بوهْمِ الواهِمِين ؟
أوَ تَغارُ علىَ عِشقٍ مُستبَاح ؟
وتَعْمَهُ علىَ خُطى الثّكَالىَ بمَا يُشبِهُنا من الهزَائِمَ و الوَلْوَلاَت
مازَالتْ تَطفُوا علىَ مرَاسِيك اليَابِسَةِ منَ العِشْق
ومَا نفْعُ البُكاءِ علىَ عشْقٍ لمْ ينْضُج حَاضِرُهُ ومَاضِيه ؟
جِيلاً فجِيلا
رُوَيْدَك يا عاشقي ، رُوَيْدَك
فأنَا لمْ أُولَدْ بعْدُ لِكَيْ تعْشقني
أوْ تخُطّنِي حرْفا
أوْ تُغَرّدِني علىَ صفَحاتِيَ البْيضَاء
زَغْرُودةً أوْ هَدِيلا