مازلتُ اذكرُ لونَ السماءِ
حينَ يهبطُ الظلامُ
على شواطئ نهرِ طفولتِنا*
ويرتمي القمرُ في أحضانهِ.
أتذكرُ ضحكاتك البريئةَ
قبلاتِ اللقاءِ والوداعِ
كلامَ العيونِ
وهمسَ الشجونِ.
آه .. يا سيدةَ العشقِ...
لقد طالَ الغيابُ
واصبحنا مكبلين بسلاسل الفراقِ
بقينا بلا وعودٍ
بلا عهودٍ
اشرعتُنا في شواطئ ِالانتظارِ
تنظرُ الرياحَ للابحارِ .
هذا … أنا...
أبقى بصمتي الدامي
كشمعةٍ تذوبُ في الظلامِ
ببابِ السنينِ
انفضُ همومَ القلبِ
وأتوكأ على عكازةِ الذكرى
أحلم بالماضي البعيدِ
بالقمرِ الضاحك ِوعطرِ الياسمين
أحلمُ أن أعودَ
أحلمُ بالرجوع.
آه .. يا فاتنةَ القلب.ِ..
الشوقُ يجلسُ على أريكة ِالانتظارِ
يهزهُ صدى الأنينِ
خانه الحرف...
تاه بين دفتيّ كتابِ الذكرياتِ
ودربِ الصليبِ.
آه لو تعرفين ...
الغربةُ تسقيني كأسِ عذابٍ
أنوحُ في مأتمِ الذكرى
ومقبرة ِالاحلامِ.
كالمجنونِ...
وصدقيني لايوجد في الدنيا مجنونٌ سواي.
*****
* نهر دجلة في مدينة العمارة .