آخر رمق من الكبرياء ـ شعر : بويا أحمد عبدالخالق

وسماوي أصل اليقين
.................
كي تقف على أهبة الحكم والكراسي
لابد لك من الانزلاق والانصهار والاصطفاف
عليك أن تمشي على وجهك منحدرا
عليك أن تكون جلمودا دون أحاسيس ودون أوصاف
عليك أن تزحف على رمال المسؤوليات المتحركة
مثل العقارب والأفاعي
وعليك أن تميد بخصرك في اتجاه الريح
 مثلما تفعل كل المومسات
عليك أن تصرح بجميع ممتلكاتك
قبل أن تملك جميع الممتلكات
تلك بعض المراسيم والتقاليد والأعراف
لا تحاول ململة عقلك ودعه جامدا مثل الحجر
كن حارسا أمينا يضبط  سير القطيع ويسهر على حسن سلوكه
أنت الآن مسمار آخر يدق في نعش الحرية
مبروك عليك كفن المسؤولية
فاسهر على تعميم  لغة  الخشب
وعلى تكميم أفواه الكادحين
و قبل يد الطاغوت قبل الانصراف
************
في الماضي الذي أعيشه غدا ,
كنت أعرف مناضلا صلب المبادئ
هو الآن ترقى...... حين تنحى عن قارعة الطريق السيار
ارتدى معطفا جلديا ووضع قبعة كوبية ودخن السيجار
ثم تخلى عن أخلاقه كما تخلى عن جميع قمصانه البالية
و استبدل رفاقه كما يستبدل الأزرار
تنكر لما تبقى من الشرفاء في حياته
وتقلب من أجل منصبه بين اليمين وبين اليسار
ف............................. ,
تلك معايير العمل السياسي المبدع والخلاق
كن مناضلا متشددا .......... حتى الخنوع
انخرط في شبيبة حزب القوادين و الدراويش
إحمل مسبحة فستقية بين يديك واجمع بعض الزرابي المزركشة قصد الصلاة   
 مثلما يفعل مروض الدناصير والخفافيش
أو افتح حانوتا نقابيا ومارس لعبة "البهلوان المحتال"
حاول أن تبيع الأمل في علب الكبريت الأصفر
إعرض كل بضائعك وأفكارك القديمة في السوق السوداء
وضع أوراقك الثبوتية في قالب من الآجور الأحمر
ثم لا بأس ............... , إن كنت عضوا شرفيا
في بعض نوادي الخبث والبهتان والخضوع
إنه حقك المطلق حيث "لاهوادة"
إقطع جميع الرؤوس اليافعة و حطم الزهر والأشجار
واحترم دفتر التحملات ثم سدد فواتير المشروع
؟؟؟؟؟
مارس حقك في الإهانة واهرب مع المتخلفين "إلى الأمام"
حتى تتقن لعبة الصعود والطلوع
***************
!!! عجيب...........
في هذه الضفة , رثاء لاينتهي في خصال "نيرون" المستبد
وفي الضفة الأخرى ,  قهقهات تنعي "شباط الحزين"
فماهذا التأفف ...................؟
وهذا التقشف...................؟
وهذا التعسف.................؟
وهذا التعفف................ المشين ؟
أيها التعاطف.................. الذي بتنا نشتريه بطاعة عمياء
أيها العدل الذي باعونا إياه في علب السردين
هذه أفواه الأبرياء والمجانين والجائعين
مفتوحة للارتواء والاكتفاء
وهنالك...... مخالب من حرير تلملم جراح الضائعين
**********
" نريد ظلا.......... نريد حلا
قد مزقتنا خوذات وعصي"الواشمات" .....  خزيا وذلا ".
هكذا صاحت من تحت الأقدام فراشة تحتضر
حيث أصرت على أداء الشهادة
فلا وقت لتحرير الوقت من رتق ساعاته البطيئة
ولا مكان يأوي سفر الكلمات الجريئة
سنصنع قاربا سحريا عساه يحمل أحلامنا البريئة
...........................,
سنلبس حذاء للمعارك وخوذة للقيادة
فلا قناع مع الضياع ولا ضياع مع الولادة
*********
"ملء كل جنان ذكرى كل لسان"
أحب وطني ........... وأكره عصاه
طينه كفني ......................وثورتي في حماه
فليقتلوا آخر رمق من الكبرياء
و ليذبحوا على المقاصل كل الشياه
وليمسحوا حروفه من العيون وليمحوا آثاره من كل الجباه
تكفيني ثورة شعر تم اغتيالها 
وقليل....................
من بعض الانتباه .