كيف للسلام أن يزورك؟ - شعر : عبدالله بنان

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

تخيلت السماء أبوابا،
تخيلتها مقفلة أمام ارواح هاربة من بارود،
تخيلتها خائبة،
على أعقابها راجعة،
لتحتل مساكنها من جديد،
تخيلت الأجساد تتحرك،
تستنجد بالسلام،
تخيلت البارود يزمجر
وينادي سلام،
يا عجبا، كأن الواقع جزء من خيال؟
********

كيف للسلام أن يزورك ويحضنك
وأنت على شريعة اللئيم
تحصد من يختلف معك،
ككواسِر غابات تنقضّ على فريستها
بدون عقل أو شفقة أو رحمة.
********
كيف للحلم أن يترجل في بساتينك
وقد زرعتها
مَصايِدُ لابي براقش،
كنهر ممتد بِرُبُوعِ البِلاَدِ
وقد هجره البرق والرعد والمطر.
********
كيف لمعنى البصِيرة أن يستوعبك
وأنت كمن أَصابَتْهُ التَّماسِي،
كحيرة أمراء مسلمي الاندلس
من حال وأهوال
زمن سقوط غرناطة.
********
كيف للحزن أن يرحل
وهو مستوطن بين ضفاف آلامك،
كنسر في أعالي الجبال
يصول ويجول
في انتظارك رهينة.
********
كيف للأمل أن يسافر اليك
وأنت في هجرة
لا تعرف اتِّجاه ولا نظام،
كرياح هوجاء
يهابها البشر والشجر والحجر.
********
كيف للحب أن يطرق بابك وطريقك في اتجاه واحد،
كوديان الأرض وهي تحزم روافدها لانتحار جماعي بمَصابّ البحر.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟