وأمشي نحوَ فاجعتي وأمشي
وتتبعني لمذبحتي الصقورُ
وأتركني بأعماق الليالي
قتيلاً لايُزار ولا يزور ُ
وليس هو الجديد عليّ موتي
أنا في الأرض لي موتٌ كثيرُ
فمي والمقبلات بلا صباحٍ
عليه الليل من أزلٍ يدورُ
وأزمنتي ضواحكها بواكٍ
ومظلمتي خلت منها البدورُ
فما في الأرض فيضٌ آدميٌّ
وجفّ الطين بل جفّ الشعورُ
وظنّ السائرون وهم نيامٌ
بأنّ غداً لمسراهم ينيرُ
وذا قشر الحياة بغير لبٍّ
وحول القشر تصطرع الدهورُ
وحبلى بالسعير أتت لظاها
فأصبح ضاحكاً منها السعيرُ
فأهلاً بالبحار إذا تلظّت
وأهلاً بالجبال إذا تسيرُ
وأهلاً بالنهار إذا تدجّى
وأهلاً بالنجوم إذا تغورُ
هنا ذئبيّة الأكوان تعوي
هنا العتمات والفزع الكبيرُ
هنا يبكي الزمان على بنيه ِ
هنا كأس الدماء هي الخمورُ
صراخٌ وارتطامٌ وانهيارٌ
وبؤسٌ ضاحكٌ وأسىً يجور ُ
أللأنسان عائلةٌ سواه
أم الأنسان من جهلٍ ضريرُ
فليس هناك في الآفاق إلّا
جدارٌ فيه قد صُلب الضميرُ
ومقتولٌ بقاتله شبيهٌ
ومعشوقٌ بعاشقه كفور ُ
أتبصر بالعمى الكلّيّ ذاتٌ
فما في العالم السفليّ نور ُ
فماذا بعد أيّتها الليالي
وماذا بعد أيّتها العصور ُ
أيا أخت الظلام معاً لنبكي
فتلك الشمس ليس لنا تدور