أنت المهيمنُ لا هذا ولا ذاكا
وليس يعلم ما في الغيب إلّاكا
لا أين أنت ولا ماذا وكيف متى
لن يستطيع إليك العقل إدراكا
في كفّك البحر يرسو وهو مرتبكٌ
ويستدير إذا ما شئت أفلاكا
ياخالق الحبّ والفردوس ياملكاً
لولاك ما الحبّ ماالفردوس لولاكا
تجري إليك تسابيحي بلا عددٍ
وعالمي الطفل يجري نحو يمناكا
لأنت أرأفُ من أمٍّ على ولدٍ
لكنّ بطشك فيمَن كان عاداكا
وفيك عزّ جبين الساجدين وفي
حريّةٍ عبد الأحرار إيّاكا
وكلّ مستوحشٍ مستأنسٌ أبداً
ومطمئنٌّ لياليه بذكراكا
تبّاً لكلّ طواغيتٍ جبابرةٍ
اللهُ أنت وما الجبّار إلّاكا
لمّا تجلّيت ( موسى ) خرّ منصعقاً
والطود أصبح دكّاً عند مرآكا
ربّاه ياغاية الآمال أجمعها
لن يبهج القلب شيءٌ غير لقياكا
لقد جفوت جميع العالمين أنا
وجئت أنشد ياربّاهُ مأواكا
فأنت وحدك مَن أهوى أيا ملكي
حاشاك تطرد مَن يهواك حاشاكا
فلو رميت بقلبي في لظى سقرٍ
لصاح قلبي برغم النار أهواكا
ومَن سواك إليه النفس يبعثها
ومَن سواك عطاياه عطاياكا
مسرايَ فيك سجودٌ لا انتهاء له
ومستغيثٌ بكلّ الدمع ناداكا
فارحم إلهي أسيراً أنت آسره
واغفر لعبدٍ بهذا الشعر آتاكا
**
العراق – الشاعر أبو يوسف المنشد