في الشتاءات البعيدة
كنا نجتمع أنا وإخوتي
حول مائدة كبيرة
يتوسطها فرح صغير
مرآة عيوننا الناعسة
تعكس احمرار الجمر الذي عليه
تتحمص قطع خبزنا البني
من الغرفة المجاورة
يصلنا نشيد " الشيخ إمام "
وصوت الثورة التي تعلنه
أختي الكبرى على ملصقات بيضاء صباحا
ويدفنها أبي مساء في مقبرة
عند انحدار حي " عين البومة "
في الشتاءات البعيدة
كنا نجتمع أنا وإخوتي
لتنجب الريح على خطوط كفوفنا
فراخ أسئلة
في أحشائها تبرعم سواد
قابل للحياة
قابل للحب ..
أيتها الشتاءات القريبة
شيدي على مرمى الغيم
وطنا بعينين واسعتين
فمرايا حريتي يغشاها الضباب الكثيف .