إني أرى فيما تركتم هاهنا
أثرَا
ما إن تُزِيحُ ظِلالَهُ شَفَةٌ
إلا وصاحَ بها النّدى
سحرَا
لا تتركوا بالقربِ من بئرِ الحديقةِ
خِفّةَ الأطيافِ تَعْبُرُها
شِعابُ الوقتِ
كلُّ شيءٍ راح هذرَا
الشرقُ تقتُلهُ الحبوب التي تَلفظُها الجزائرْ
و الريفُ يُدمى
لأن في عروق شبابهِ دمَ ثائرْ
هل أرى ظلامًا أم أرى
قمرَا؟
أم أرى شبحًا يسكن قصر "ماروت"
يأكلُ عِظامَ شعِبهِ في
’نية الذهبْ
و الجوعُ يفترسُ
الكرامةَ
و الغمامةَ
و القصبْ؟
من يُغيث المرضى؟
من يحمل عن هذه الطفلة
أعباء الموت في ثوب الحياة؟
إيديـــا !
هذه الشمس تأفلُ
والغدُ يحمل الخطرَا
وخلف هذه الأسماءِ يجهلُ آدمُ
المنسيُّ أوصاف ردائه الأبيضْ
هل مات آدمُ
أم أنه انتحرَا؟
إيديــــا!
يا أرضَ "نتغيرَ"
يا ترابًا أنجب الوجع الفقيرَا
يطوف حول مناجم الفضة
لا رداء على أهاليه
و الطفل يبكي في حضن أمه
كالغريبِ بأرضهِ
مكبّاً ومنحسرَا..