أنتِ في عمري كوكبُ النُّورِ و أسبابُ حضوري
و إدمانُ اشتياقي لرائحةِ التُّرابِ المُمْطَرِ
و إدمانُ اغتيالي في بساتينِ الزُّهورِ
حينما النبضُ يجري نحوَ ظلِّكِ الغضِّ
و حينما يسوقُني العبثُّ الشقيُّ
رغمًا عن الثَّلجِ في رأسي
و رغمًا عن البردِ في أقصى شعوري
كي ألاقي خدَّكِ النَّظرَ الموشَّى
بأحلامِ الحياةِ
فأسكبَ القُبُلاتِ عليهِ أمواجَ عبيرِ
و أمسكُ الأيدي الطَّريَّةَ في افتتانٍ
و أشدُّ قلبي إليكِ...إلى عينيكِ
كعصفورٍ أسيرِ
و في أحداقِكِ الغرقى بلونِ السَّماءِ
بوَهَجِ القمحِ في صيفٍ طَهورِ
و باخضرارِ اليباسِ في أرضِ البوارِ
حينما تهمي عليها
غيماتُ الحُبورِ
أسقطُ عندكِ و في كفيَّ روحي
و وجعي و ولعي
و كلُّ النجومِ و الأقمارِ
و أشياءَ منْ حبِّي الكبيرِ الكبيرِ
أغفو على حجركِ مثلَ طيورِ القطا
هدَّها السيرُ في مسافاتِ السَّماءِ
و أرهقَتْها حصاراتُ الصُّقورِ
.............................................................
أنتِ...أنتِ لو لاكِ ما كانَ لي لونٌ و لا طعمٌ
و لا حتى حروفٌ على جدارِ الوقتِ
كلَّ وقتٍ
و لا فرحًا لزيتونِ قصيدي
و لا مغزىً لأقدامي العِجافِ
تغذُّ الخُطا في سهوبِ الحياةِ
و في وعرِ الصَّعيدِ
أنتِ أكثرُ شيءٍ في معاني الحياةِ أعشقُها
و أكتبُها و أرسُمُها على
شبابيكِ وريدي
لأجلكِ لم تزلْ عينايَ على الطَّريقِ عصفورةً
تأتي بأخبارِ المسافاتِ القصيَّةِ
و الأفقِ البعيدِ
لأجلكِ كلُّ الجراحِ جميلةٌ
و كلُّ طعنةٍ في القلبِ يتلوها
دعاءٌ بالمزيدِ
أنتِ منْ يُنبتُ البسمةَ من صوَّانِ قلبي
و يبعثُ الدفءَ الرَّقيقَ الوسيمَ
في عنفِ جليدي
لا تغربي عن مسرحِ الوقتِ في أرضي
لا تبحري في يمِّ هذا الدّجى
مثلَ النوارسِ غرِّدي حولَ شطآني
و عودي
لا عينَ لي...لا...لا قلبَ يجترحُ السُّرورَ
إنْ باتتِ العينانِ عنكِ
في ركنٍ بعيدِ
أنتِ اخضرارُ العِرقِ في أرضِ يباسي
أنتِ انهمارُ آمالٍ ببيداءِ ياسي
و أنتِ الغيثُ في دروبي الشَّائكاتِ
فجودي
إنَّ أنينَ الوقتِ في وهنِ العِظامِ
أرَّقَ أجفانَ الليالي
فلا تتركي باحةَ عمرِي و انثري
طلَّكِ فوقي
يورقُ القلبُ و يخضَلُّ عودي