أنا وإدريس – شعر : غزلان شرعي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أحقا هذا أنت ؟
ما ارحم الصدف
حين تدخلنا عمدا
في دروب ملتوية
ضيقة
مظلمة
لنلتقي من جديد
بمن نحب
أنت يا صديقي كما أنت
ولم تتغير
ما عدا بعض الشعيرات البيضاء

كبرت قليلا فحسب
أتذكر ؟
كنت تقول لي
خير الأمور أصدقها
هذا بالنسبة إليك طبعا
كنت صادقا معي جدا
أما أنا
فكنت تقول لي
خير أمورك أجملها
فاكذبي قدر ما تشائين
فقط كوني وابقي جميلة
كما ترى يا صديقي العزيز
صرت صادقة ...مع مرتبة الشرف
أما أنت فمازلت جميلا جدا كالسابق
أنا أراك بمرآة قلبي ...والقلب لا يشيخ
وكعادتك السابقة ...أمسكتني من يدي
وجلسنا على مقعد الماضي ..بناصية الشارع
كم تغير الشارع
وهاجرت طيورنا القديمة
واتت طيور جديدة
ومات العم حسن
صاحب عربة بذور عباد الشمس
كنا نحبها ساخنة ...من المقلاة مباشرة
تحرق كفوفنا البريئة
هل تذكر يا إدريس العم حسن ...؟
لقد مات العم حسن
كنت أمر كل يوم من أمامه
أحمل حقائب الأولاد على كتفي
وأزم على كفوفهم الطرية بحزم
وأنا آخذهم للمدرسة
لقد كبر الأولاد يا إدريس
ولم اعد أغادر البيت إلا قليلا
كنت كلما مررت وأنا معهم ..من أمام العم حسن
يضحك ويردد بصوت عال
كي اسمعه
من بنا جامعة القرويين ؟
كنت اضحك ..والغصة في قلبي
أنا ...يا عم حسن
أنا من بنت القرويين
مرت عشرون سنة ...يا إدريس
كانت رسائلك إلي تصلني مع الكتب البالية
كنت آخذها من بائع الكتب البالية
وكنت اقرأ الكلمات التي تعلم عليها
بقلم الرصاص
كي أشكل الرسالة
أتذكر بائع الكتب القديمة يا إدريس
العم إلياهو اليهودي ...لقد غادر
واحرقوا بعده المحل والكتب
من يومها لم تعد رسائلك تصلني

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟