شِتَاءُ بِلَا أَمْطَارْ – شعر: احماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كَانَ الشِّتَاءُ بِلَا أَمْطَارْ ،
وَالْمَدِينَةُ تَغْفُو فِي أَحْضَانِ الضَّجرِوَالْغُبَارْ ،
وَكَانَتْ عُيُونُنَا مُتَرَقِّبَةً كَعُيُونِ أَبْقَارٍ عَجْفَاءْ ،
 وَكَانَتْ التَّنَانِينُ تُطَارِدُنَا ،وَتَخِبُّ خَلْفَنَا عَلَى قَوَائِمَ مِنْ خَشَبْ ،
وَالْعَنَاكِبُ تَسْتَدْرِجُنَا إِلَى فُوَهَةِ هَاوِيَةٍ سَوْدَاءْ ،
وَخَلْفَنَا ، كَانَ الْخَرِيفُ يُرَبِّتُ عَلَى خِنْجَرٍ تَحْتَ مِعْطَفِهْ .
سَمِعْنَا ثَرْثَرَاتِ الْمَفَاتِيحِ خَلْفَ أَبْوَابِ الَّليْلْ ،
رَأَيْنَا الذُّبَابَ الَّذِي يَرْكَبُ صَهَوَاتِ عُيُونِ أَطْفَالِنَا الصَّفْرَاءْ ،
 وَالْمَوْتَى يُضَيِّعُونَ مَفَاتِيحَ قُبُورِهِمْ وَيَلُوذُونَ بِالْعَرَاءْ ،

رَأَيْنَا الْأَقْزَامَ وَزَكَائِبَهُمْ الْمَلِيئَةَ بِالنُّجُومِ الْمُطْفَأَةِ وَخَشْخَشَةِ الْعِظَامْ ،
شَعَرْنَا بِالْوَحْدَةِ وَنَحْنُ نَرْنُو لِسَمَاءٍ كُنِسَتْ مِنْهَا الْحَيَاةْ ،
وَكَانَ حُلْمُنَا ، أَنْ نَظْفَرَ بِلَحْظَةِ  سَلَامٍ فَحَسْبُ .
كَانَ الْعَالَمُ حِينَهَا يُدَارُ وِفْقَ تَعَالِيمِ الْحَمْقَى ،
وَكُنَّا نَأْبَى أَنْ نَمُوتَ مَحْسُورِينَ وَبِمَرَارَةٍ أشدَّ .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟