في جُبَّة الأجمة – شعر: العربي الحميدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

جُبَّتِي
كَسَرْت جناحي /كي
لا أتمكن من الطيران.
ذُلَّت كرامتي ووضع كفني
بين يدي.

أَرْهَبْت نفسي داخلي
من رؤية جحيم الحمم.
و
رَميي في وديان النسيان
ضنكا
في عز الأيام العجاف.

جُبَّتِي
سَرَاباً جافا أنت أتنفسه
بين الموتى والأحياء.
جسد في أيام الصيف من الفخار.
أنت زهرة الخشخاش من إكسيرها..
طال طريق عذابي
وألم يولد كل يوم
في بطين القلب من العناء.

جُبَّتِي
أنت دَفَّتا صحراء تُفْقِدُ الشعور بالأمان.
لا أعرف أين أضع
قدمي من عمى الأحزان.
ضريرا
يبحث عن السَّحَال ضياء النجوم النيام.
أنت أعظم درس حب حُفِّظْت
مند الولادة على الإطلاق.
سحابة تحجب سِرَّ الكلمات
والحقيقة بِعِطْرِ الظلام والدخان.

جُبَّتِي
أنت المرئي والمخفي تحت زَبَد الْغُرْبة.
أبحت عن بذرة الجذور
بين الحجارة مَخْبَأ العقارب والأفاعي.
أنت مذبح يهوى دماء القربان
أنت أين أحببت العيش
مُجَاوِرا غُرْبَتي.
أنت صمت العطش القاتل في كل مكان.
صورة لامعة من
الماضي القديم / والقادم القاتم.

جُبَّتِي
أنت اللعنة التي أصابتني.
حطمت شوكة كبريائي وآمالي.
أنت كَوْر الدبابير
الخوف منك أشد من لهيب النار
أنت الريح الباردة لفحتها
تُلاَحِقُ جسدي العاري.
معك لا أعرف ساعة يقظتي
ولا وقت منامي.

جُبَّتِي
عندما تقترب نهايتي
سأقول للجميع أعرف كل شيء عن جمال
موطني..
سأقول لهم كيف أهواك مع كل المآسي،
بالأسود لون الحداد والأخضر لون الربيع
والأرق التي تفخر به  الشواطئ المداد.
ورائحة الرماد التي تأخذ أنفاسي بعيدا في الْأَزَلِ.

جُبَّتِي
أَصْبَحْتُ رمز المهانة في دروب الغرب.
فقط
واحدة من ابتساماتك الصادقة يا موطني
تذهب الأحزان بعيدا عني وعنهم… إخوتي
بين اضلع القوارب.
فَنُحْسِن بك الظَّنّ
لتعلو الرؤوس الصفصاف.
أعلم أني ابنك الأكثر حظا الذي
ولد فوق تربتك وتحت هذه السماء.
الصريح منك يطاردني.
المضمر فيك استفزني.
رغم كل المآسي.
أنت كل شيء بالنسبة لي
وأكثر من ذلك بكثير.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟