ممر 1
قبل أن تتثاءب الظهيرة
على قفا المدينة
كان التعب , منهوكا ,
يقضم بأسنانه وجه المرأة التي
تسحل من بقايا الطين
وجها يشبهني
و كنت أترصد لهاثها
إذ تلقمها الشمس ثديها الساغب
كل هذا العشق كان لها
و هذا الأسى الذي يتمطى شجرة العمر
اشتعال الرغبة وجوعها
و كان الغياب رقيتي
حين ينهض الليل سادراً
ليرتب جزازات النهار المبعثرة
ممر 2
على مرآى من منتصف الليل
و على مقربة منك
كان يوقظ شجيرات الرعشة
و يطعم وريقاتها
مسام الجسد
ممر 3
الشحاذون
ذوو الأحذية المبتلة بعرق السنين
كانت الخيبة تجترح ذاكرتهم
بينما ( الجانكا**) تستاق أمعاءهم المثقوبة
لا شيء ينير حلكة ليلهم
غير تين
و جوع سنين
و خبز أقل .
ممر أخير
مهلا !!
من كان يظن
أن بوابة الحديقة
ستتواطأ و زوار الليل ؟؟
وحدها الكمثرى
خبأت دفتر الحقيقة
بين أغصانها و نامت .
---------
** الجانكا : كلمة من الدارجة المغربية تعني الكحول الذي يتناوله المشردون كبديل عن الخمر نظرا لثمنه المنخفض.
* اسماعيل بنهنية - المغرب