تدخل حسناء فارعة الطول من جهة اليمين، تمشي بخيلاء كعارضة أزياء، تمشي على أنغام الروح إلى السرير، تضطجع عليه كأميرة متوجة، عارية تماما، إلا من سطوة فتنتها وجبروت جمالها، وسحرها الطاغي..
من الجهة نفسها يدخل رجل ككلب صيد لاهث، ضامر الجسد، يرهقه الظمأ، يتشمم عطرها، يحيطها من كل الجهات، يلعقها من الغرة إلى الأخمص، ثم يقعي على حجرها، ويرتشف من واحة صدرها رحيق الحياة..
غير بعيد، ومن جهة اليسار، تجلس امرأة قرب نافورة ماء، تناغي طفلها، وتهدهده ليشرب صمته وحليب الحياة..
وكان، في الخارج، يلج الليل النهار، ويلج النهار الليل..
تسدل الستارة بسرعة، وينهض المخرج مخاطبا الجمهور: أيها الناس، أعتذر أن قد ضللناكم عن الهدى...
ينزل حجاب الليل، يسود الظلام، فيطعن الناس خنجر السؤال...