رقصة الأوثان – نص : محمد بقوح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسفجأة ، و دون إشعار يذكر ، نبتت أوثان في تراب الجسد الواحد كالطحالب تمتد . إنها  الآن في تناسل متزايد .
وصلني .. أن أوثاننا العاشبة  ، هنا ، زوجت كل إناثها الحوامل إلى أوثانهم اللاحمة ، هناك ، و سيقام حفل الزفاف في أجمل غابة في العالم .و التاريخ لم تحدده الزلازل .
هي أوثان شريفة ، رغم عيبها البارز كالشمس في بطنها ، الذي مافتئ يتسع ، و هو اليوم يمتد إلى ما لا نهاية ..ليشمل حتى ألعاب الأطفال و كراسي المعوقين . و أفاعي " الحلايقية" .
أوثان على عروش من أجساد شجرية اللون و الرائحة .
يلتهمون و لا يشبعون .
يرقصون و لا يشبعون .
هي رقصة الأوثان ..
كن  بحرا حالما ، بسواعد رذاذ الموج ، يصفع وجه صخور الوثن اللعين .
كن شغبا طفوليا في بوابات جسور المعنى ينقش أسماء صهيل الخيل الغاضبة .
و لا تكن شبحا تنفثه مدخنة العمود ../

لعل هذا المشي المثقل بأسئلة تلهب الشوق و لا تقبل الدخول معهم في لعبة الكبار غيمة حائرة .
  بين أقواس ليل الشارع الطويل ، و غربة صديق علبوه بورد العيد السعيد ، حولته علامات السوق المبتورة العين ،  إلى مجرد رائحة ظلال بلا هوية .
هي  كأس المعاني العارية من سطوح البيوت الأرضية ، بي تصعد  حمراء العينين ، إلى باقة حروف حليفة .
 زمن الأضداد  يعصف بما تبقى من ثمار شمس بعيدة .
هي حرب الأشكال و ليس عزم الأبقى .

أنت الأشطر منا يا صاحي ، حين تلبسك ابتسامة الصباح . أما عندما تخترق العمود ، و تختار ركوب موج البحر وقت السحر ، فتكون أنذاك من إحدى قبائل ابن آوى المشدود قسرا إلى قاموس الضياع .
هي رقصة أوثان مدينتي بصيغة الجمع  ، و  المسكونة بالمزيد الأحمق من أحلام الشارع الحارقة .
سليني يا جلالة شمس ، نفتها الريح عن تفاصيل سفر الحرف الآهل  بعناصر لوعة الحفر ، و لا تسألني يا وثنا عليلا ، يدخنه زمن الأمس ..عن سفر أحقاد جماجم ، تتهافت ليلا على انتشال فتات الأجساد الكريمة .

 في طلعة أولى حروف الفجر ، يولد المعنى بحرا صموتا ، لا يلبث أن يزبد ليعلن لهوات محارات الرمل أنه حزين و سكوته سيكون أحزن  ،
لم  ألتفت لا يمينا ولا يسارا ..،
 في يمين الأمس أبصرت أجساد شجر حافلا بترابي العذب ، يسفك دم الحجر المغسول بالأغلال . هذا الصمت المفروش اليوم بعناقيد الورد لا ترهبه حكمة / رقصة الأوثان .

 هذا الصيف الحالم غيمة خجولة ، لا تلبث أن تعري عن تفاصيل نبعها . أما في يسار رماد هذا الآن ،  الذي يدخنه لعاب أمس في مقهى ضباع اليوم ، ففيه  أدركت تشكيلات منافي السقوط نحو أعالي الجنوب .
إنها رقصة الأوثان في شمال جسدي ../
 إنها حفلة جوفاء تديرها مرايا سميكة ، و بالأسوار العذبة ألوانها ،  و الأقلام المقنعة وجوهها ، تنحدر بي الأيدي الدامية إلى أجمل هاوية في خريطة الماء ../

تشربني بحار الصعود البني ، على متن صهوة طريق لي تنحني مواكبه ، كلما تعمقت في الدخول غير الأفقي ، لأجد حروفي المزبدة ، رفقة الشوق العارف لخريطة ملح المدينة ، شمعدانا بلا فراشات أنوار ../
 أدخل من بوابة سماء مكتب الرئيس المقنع برائح ليل يعتقله . يتظاهر القمر البئيس بجبروت فأر أشقر الرائحة . بيراع ينفث رذاذ المطر كتبت درس الرئيس المختزل ، و تركت زمن قصيدة منفى الروح و المعنى .
إنها رقصة الأوثان الصاخبة . رقصة حجر بليد لنفسه يزعم صلابة جبل غير جبال كل البحار .


محمد بقوح
الدشيرة الجهادية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة