الـبـلوزة - عـبـده خــال

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

انفاستعبره كل يوم فتعمق في شغاف قلبه أخدودا من الوله،يتبع ممشاها فتسيل رغبته ويزداد توتره . تصليه حمم جسده ويفور ..يفور ..يفور بعجلة يبلله طوفان الرغبة،يغرقه في ماء آسن ويذوي قبل أن تغادر عينيه،يذوي ككلب ركض وركض فلم يكن نصيبه إلا نصف ظل ولهاث مديد .
اليوم وقفت على باب مغسلته .
ربما قال كلاما جما ..ربما تدلت من لسانه قطعة السكر فلعق شفتيه،لعق ريقه الدبق وماء خياله المنسكب ..ربما فكر أن يقول كلاما طازجا ..ربما سرق شيئا من مفاتنها الحائرة ليغذي به خياله حين تتيبس الطريق ..وربما انكسر أمام فتنتها الطاغية فلم يقدر أن يقول شيئا إذ هناك عميقا،في داخله تتلجلج الكلمات،وبقي يموج برغبة ظن أنها خرجت من مسام جلده ..يتذكر تماما ارتباكه وحيرته وبعضا من مفاصل كلمات تثير الضحك تفوه بها عندئذ ربما غدا نادما على خروجها.



من كل هذه اللحظات الخاطفة بقيت في ذاكرته نتف من لحظات التشتت التي اعترته . شيء وحيد بقي جليا يعرك بهجته ويطفىء نشوته،يحدث هذا كلما تذكر هزيمة عينيه اللتين طالما عادتا حسيرتين بعد كل غزواته لاختراق سماكة الغطاء الذي يحجب حسن قوامها الريان،المتمايل في الهواء كأنه غارق في نغم لا يمل من الرقص .

يضرب جبهته بعنف كلما تذكر انشغاله بالكشف عن وجهها وتفريطه في التمتع بمشهد تدفق نهر صدرها المتعطش لري جبليها الشامخين .

كما ندم على تخاذل يديه اللتين لم تواصلا الزحف للمس أناملها حين مدت له بالبلوزة،ندم وقضم أصابع يده اليمنى التي امتدت متخاذلة لاستلام ذلك الكيس الناعم ،وعندما لم يشف غليله منها قضمها مرارا وربطها في سارية المغسلة واستمر في عمله اليومي بيده اليسرى يجدف بحر الأمنيات القادمة بمزاجه المعكر .

* * *
كالحلم البعيد الباهت يذكر خضرا وهي واقفة في الحقل تغطى رأسها بشرشف برتقالي صبغ بأصبغة رديئة كاشفا عن لون حائل بعد أن هتكت سره شمس حارقة فنكبت ألوانه وشهب وظل شاحبا يفور بروائح عطور محلية نافذة بينما تراقصت ابتسامتها الطرية المتشتتة ،وزمت عينيها فظهرتا كعصفورتين حذرتين تزقزقان من عشيهما ..كان ذلك منذ عهد بعيد ..ربما سنتين أو عشر سنوات لم يعد يذكر بالتحديد ..فقد نسى الطرق المؤدية إلى هناك وقبع في هذه المغسلة يستقبل الوجوه الملاحة والملابس الرثة التى حافظت على روائحها ودرنها .

لازال يشمئز من ملابس العمال فيرفعها بعود خشبي ويقذف بها في برميل ماء يغلي ويتركها إلى حين وحين يسحبها يكون قفازه البلاستيكي فاصلا بينهما .

يصف ملابس الرجال بأنها مقابر لنتن الأرض،ويتعجب :

- كيف يقبل هؤلاء الثيران على قطف رغباتهم وهم يحملون كل هذا العفن .؟!!

ويزداد حنقه حينما يقف أمام المغسلة وهي تدور وتدور ،تعجن كل تلك الملابس فتختلط كل تلك الروائح لتثمر عن رائحة يشبهها برائحة منافحة التيوس المخصية . أحيانا يحترز فيضع مشبكا على خشمه كسد يقيه انبعاث تلك الروائح لكن هذا الاحتراز لايقيه انبعاث تلك الروائح إذ تخترق قحف جمجمته عنوة فيترك مهمة إكمال الغسل لمعاونه وينزوى جانبا ويريق على جسده ماء ممزوجا بماء الورد ،وكلما دنت خضرا من خاطره هرب منها متذكرا أنه سيأتيها حاملا كل هذا النتن .!!

* * *

تعبره بمشيتها المتثنية وجسدها البض بلا اكتراث فيهجس:

- ياااااالاااه

وعندما مضت الأيام من غير أن تثمر تعليقاته الخاطفة استعاض عن ذلك دندنة كل الأغاني المهيجة في مثل هذه المواقف،تلك الأغاني التي تمجد الجمال وتسترق السامع للوعة مهملة وكلما ابتكر وسيلة توصل صوته إليها نأت كمن لا يسمع .

مع الساعة الواحدة والنصف تكون قد انهت دوامها المدرسي،يقذف بكل ما في يده ويظل منتظرا عودتها ،تقف السيارة أمام المغسلة تماما ، في هذه اللحظة (بالذات ) تكون عيناه منفتحتين على اتساعهما فحين تدفع الباب تظهر ساقاها نافرين من تلك الغلالة السوداء فتبين قدمان ممتلئتان مستديرتان تنتهيان بحذاء ين يتغيران كل يومين أو ثلاثة ثم يستقيم عودها طاعنا الفضاء بقامة فارعة رطبة، تلملم عباءتها على صدرها مخفية ثمرتين نادرتين في استوائهما ..أصابع يديها ناعمة مرتوية كالأقلام الفاخرة تنتهي بأظافر مدببة منسابة أبقت على مداد قاني الاحمرار ..تعبر الرصيف تاركة جسدها يراقص الهواء والأمكنة بينما تتوقف رائحتها لتحرس مشيتها وتثبت الأمكنة في مواضعها كي لا تتساقط حجارتها كمدا على اختفائها،في كل هذا الارتباك يزهر بمقدمها بيت واحد إذ تدس فتنتها في بوابته الواسعة فيضمها ويعبس للدنيا مغلقا ردفتيه .

تغلغل عطرها في مستودع حاسته الشمية وأصبح يميزه من بين العطور كلها لكنه عجز عن أن يعثر عليه . وقف أمام محلات العطور محلا محلا،فتح كثيرا من زجاجات العطور ودس بها أنفه وظلت إجابته لكل بائع :

- ليس هو العطر الذي أبحث عنه .

احتقره الباعة وتنازلوا عن هذا الشعور متوددين حينما أبدى استعداده لشراء زجاجة العطر المعنية بأي ثمن كان وقبل استعراض زجاجات العطور يترك ألف ريال في يد عامل المحل ليتأكد من رغبته في الشراء ، يقف أمام العطور المرصوصة ويشد قامته رافعا رأسه ومغمضا عينيه،يهيم بعض الوقت حتى تتراخى عضلاته تماما ويسقط رأسه على صدره كمن داهمه نعاس ثقيل يظل هكذا ويبدأ بملامسة زجاجات العطر، يستبعد الزجاجات ذات النتواءت الملتوية قائلا :

- الجمال انسجام وانسياب فالطرق الوعرة مهما كانت جميلة فهي في النهاية وعرة .

برفق وليونة يمسك تلك الزجاجات ،واحدة واحدة يستنشقها بعمق،يترك لرئتيه فرصة أن تتشبع بتلك الرائحة ،وينفث زفيرا هادئا متقطعا رتيبا،تطفح حسرته من خلال مسام وجهه ويعاود طفر ابتسامته ملامسا زجاجة عطر مؤملا أنها هي . ابتلت أنفه بين زجاجات العطر النسائي من دون أن يمسك تلك الرائحة لكنه لم ييأس .

في العزبة( ) أحس رفاقه بأنه يخفى شيئا ما عنهم،اقتربوا بأحاديثهم منه فنفر منهم وخبأ رغبته في داخله وحينما أوشكوا أن يصلوا إلى هاجسه حمل عفشه البسيط وسكن وحيدا في بيت شعبي تصدعت جدرانه وتقرفص كعجوز اتكأت على عصا لينة .

مع الغبش تكون مغسلته مشرعة أبوابها وعندما تخطر وتدس جسدها في السيارة يغلق محله مسرعا ويعود إلى غرفته الكئيبة يستحضرها أغنية لايمل من ترديد مقاطعها .

اليوم وقفت على باب مغسلته .

نزلت من السيارة وفي يدها كيس (بلاستيكي) فاخر،كانت عيناه ترصدانها ،لم تسر بصورة عمودية صوب بوابة العمارة ،كانت مشيتها المتمايلة تتجه صوبه،تسارع وجيب قلبه ،أحس بالعرق يتفصد من جبينه مخرجا كل العطور التى استنشقها لتحل هي هناك ،مع اقترابها بدت أكثر فتنة :

- لو سمحت أريدك ان تغسل هذه الملابس ..

- …..
- أرجو أن تحرص عليها فهي غالية .

- أبشري من عيوني

- …………!!
- هل تريدين غسلها بالبخار

- لا أعرف،الذي أريده منك أن تحرص عليها

- سأكون أكثر من حريص

- شكرا

انعطفت مستعجلة وتركت بين يديه شيئاً منها ومضت بينما ظل عرفها يحرس الأمكنة من أن تتساقط على بعضها .!!

قفز داخل مغسلته..واحتضن جسده بكلتى يديه،لم يكن يعرف ماذا يصنع فقد تواصل حبوره حتى أنه خرج من مكانه وهرول أمام المغسلة رافعا طاقيته وملوحا بها بصورة دائرية في رقصة متوترة تخيلت ضرب الدفوف ويناعة الأغاني الجبلية .

أقسم أنه لم يسمع كلمة شكر بهذه الرقة والنعومة والعمق والدلال ،بل لم يسمع كلاما عاديا يتموسق فيرتقي درجات الغناء .. هل راوده هذا الحلم في السابق : أن تاتيه هي نفسها وتتركه يتنزه في بشرتها الفضية وتخاتله رؤية قرط تهاوى في واد سحيق .تقف على أهداب عينيه وتعقر سنوات عجاف من ملوحة الغربة وجفاف البال من طيف أنثى تحرق الأيام البالية الحامضة .

قبض على الكيس (البلاستيكي) منتشيا كشف عن ملابس ملساء ناعمة تفوح بذلك العطر الذي أرهقه البحث عنه،دلف إلى داخل المغسلة ونثر محتويات الكيس،غرس أنفه بين تلك القطعتين :

تنورة كريب أسود ضيقة ذات فتحة في أحد الجانبين تصل إلى الورك ،مغلفة بثلاث أو أربع أزارير مكبوسة بلون أحمر غير مبطنة ثمة رسم يدوي باللون الأبيض على الجانب الموازي للفتحة ، رسم بارز يبدي تشكيلا عشوائيا يوصل المدقق فيه هيئة امرأة انكفأت على نفسها تظم وردة متفتحة بينما كانت البلوزة من الشيفون المشجر بألوان ممزوجة بالأبيض والأسود والأحمر لها فتحة صدر واسعة بياقة عريضة بلا كم تزينها شرائط تدلت من الجانبين ،كل شريط جمع الألوان الثلاثة في حزمة واحدة .بينما ظهر ذلك الرسم البارز المشغول أسفل الكتف الأيسر مفترشا كل الألوان .

غمس وجهه وسط البلوزة واستنشق عبيرها بنهم ،وفردها بين يديه ،تخيل نهديها وكلما رفع البلوزة من جهة الصدر هبطت ..تخيل نهديها ،هاجسا :

- هما كتفاحتين ناضجتين ..ربما أكبر قليلا

أغلق مغسلته ،وخبأ الكيس البلاستيكي تحت إبطه، عرج صوب السوق ،وقف عند إحدى البسطات وطلب من البائع أفخر أنواع حمالات الصدر .

- أي مقاس تريد

ارتبك وأحس بالحرج يعتريه، حاول بيديه أن يقيس حجم تلك النهدين :

- هكذا

- ألا تعرف المقاس ..؟

هز رأسه موافقا فاتبع البائع بصلف :

- أهي زوجتك ؟

شعر بالمهانة وتمنى لو يقبض بحلق هذا البائع غير المهذب ،استقر رأيه على (سنتيان ) متوسط الحجم :

- كهذا

تناول (السنتيان) مستعجلا العودة،أغلق باب غرفته وفرش التنورة وركب عليها البلوزة، بعد أن حشرها بالسنتيان تكون نهدان مهيضان فبث مخدته وأخرج منها قصاصات أقمشة متنوعة عبأ بها السنتيان وألبسها البلوزة تكور السنتيان مظهرا ثديا منتصبا بينما ظل الثدي الذي يجاوره مهيضا يدعو إلى الضحك ،أخذ ينقص أقمشته حتى تساوى واستدار مع الثدي الآخر ،لم يأنس لهذين الثديين فقد تكرمشا من جهة الحلمتين وكلما جس أحدهما هبطت ربوته ولم تفق ،شعر بالضيق ..تذكر المنيكان - تلك الدمى التي يعرض عليها الباعة أفخر الفساتين - ركض إلى السوق وعاد حاملا إحداها ..ألبسها التنورة والسنتيان وخلع عليها البلوزة أدهشه أن تفقد المرأة نصف جمالها حينما تكون صلعاء، فركض مرة أخرى للسوق لاعنا سوء تقديره ليشترى شعرا ليليا مستعارا لتلك الدمية .

عندما انتهى من الباس المنيكان كانت تلك الفاتنة تقف أمامه تماما . تفور رغبته وسعار من جحيم الخيالات يغذي مخيلته فيتلضى وتجرى بحور مياهه ساخنة متدفقة .

كانت تهمس في أذنه :

-لو سمحت أريدك أن تغسل هذه التنورة والبلوزة

بدل تلك الجملة بما يشتهى أن يسمعه منها ،وعبره ليل لذيذ سمع منها كلمات لم تقلها امرأة لرجل وفي الصباح قبل أن يغادر فتاته قبلها في ثغرها ومضى إلى مغسلته جذلا تمطر من فمه أغنيات هربت من ذاكرته منذ زمن بعيد .

عندما استقر في مكانه خطرت وهي تغيض الفضاء بتمايل قامتها التي لاتعرف الانحناء بينما كانت مفاتنها تغرد لصباح هنأ بزف خطواتها المتريثة، فز من جلسته ومد عنقه صوبها فعبرته متناسية ما فعلت به ليلة البارحة هاهي تتحرك وتفور من مفاتنها سحر ليلة البارحة ..هتف لداخله :

- كانت البارحة أقل طراوة من الآن .!!

* * *

قفزت خضراء أمامه،فتاة بائسة امتص الجوع عودها،وجرى العطب بين راحتيها من مسكة المنجل وجرف سيل الانتظار جبلي صدرها اللذين كانا ينهضان لمقدم من زرع في مخيلتها رغبة الوقوف عليهما،غدت فتاة مهدمة،تقول الرسائل القادمة من هناك :

- خضرا تقترب من الثلاثين وهي لازالت تنتظرك ..حرام عليك لم تعد صالحة للزواج إلا بك

سقطت كل ذاكرته حينما لوت عنقها باتجاهه ..فقفز من مكانه صائحا :

- يآآآآالله

أجزم – فيما بعد – أنه لمح برق ابتسامتها يشق المدى وبعدها هطل ماء قلبه في كل الاتجاهات .

* * *
يعود ليليا،يقف أمام تلك الفاتنة التي صنعها،يقبلها،ويحرك ليله الراكد بها ..كان قد هيأ غرفته (بلمبات ) ملونة واهنة الضوء،يحمل تلك الدمية ويجلسها أمامه مباشرة ويبحر معها في لواعج الهوى ..في آخر مرة أحس بصمتها فحوط عنقها ولثم خدها :

- لم لا تتكلمين يا حبيبتي ؟!

غزت باله فكرة استوطنت تضاريس مخيلته فأخذ يخطط لها كي تفرش نفوذها وتخلصه من خرس فاتنته وقبل أن يغمض عينيه كانت خطته قد اكتملت وأضمر تنفيذها .

* * *

هيأ نفسه تماما،فقد وضع المسجل فوق طاولة استقبال خدمات الزبائن وأوصله بالكهرباء واضعا به شريطا جديدا بعد أن تاكد من حساسية التقاط المسجل لأي صوت يجول في محيطه ..وانتظر مجيئها،يوم ،يومان ،وفي اليوم الثالث وقفت أمامه ،رائحتها تصيبه بالخدر،فاختلطت أوهامه مع واقعه وكلما أوشك أن يحدث ذلك الخلط يضرب خده بيده فيلمح بروق ابتسامتها تتسع :

- هل انتهيت من غسل الملابس

-ستكون جاهزة بعد أيام قلائل

- لا، أرجوك فأنا أريدها عاجلا فلدى مناسبة

- أنا حريص على غسلها وكيها دون أن يحدث بها أي عطب ..ألا توجد لديك ملابس أخرى تودين غسلها ؟

- لا..سأعود غدا لأخذها

* * *
جلس مع تلك الدمية يصفف شعرها وأدار صوت المسجل وأخذ يسمعها،تخصبت مخيلته عن فكرة مضنية ،أحضر جهاز تسجيل آخر وأخذ يمنتج من جملها جملة ترضيه وتطبب مزاجه وبعد ساعات من المنتجة ظفر بهذه الجملة أخذ يكررها المسجل على مسامعه :

- هل انتهيت ..لدي مناسبة سأعود غدا ..أرجوك سأعود غدا

بينما غرق هو في لذته يجاهد في إغرائها بالبقاء إلى جواره بتوسل منكسر :

- أبق فأنا لا أقدر على فراقك لحظة واحدة .

* * *

مع ذهابها وإيابها تسأله :

- هل انتهيت

فيسوف مواعيده السابقة .

وكلما جاءت سائلة سكب وقودا يغذي مخيلته لليلته القادمة .

* * *
خطت خطوتها فتساقط بداخله غيث الأمنيات،وقفت أمامه كرمح ثقب الفضاء فجأة ،تخلى صوتها عن بعض رقته في حضرة قامة قدت من صخر له شارب كث سمع صريره حادا ثاقبا :

- هل انتهيت من غسل الملابس ؟

- ……….

- ألاتسمع

- ليس بعد

جاء صوتها مرتويا بالتذمر :

- شهر كامل ولم تنته.. والله لو طلبت أن تخيطها من جديد لانتهت ..أظن أنك بعتها أو أضعتها

صاح منكسرا :

- تقولين بعتها..حرام عليك ..بعتها..أنت لا تعرفين …….

-إذا أضعتها

ضرب الرجل المصاحب لها الطاولة بعنف :

- الآن تحضرها ..أفهمت

خرج من مغسلته مهزوما،وانعطف في شارع ضيق ،كان يشعر بهما يتبعانه لم يلتفت إليهما وأدار مفتاح الباب ودخل لغرفته..شاهدها تقف شامخة ساحرة وعطرها يتموج من باطيها بتكاسل احتضنها لثم ثغرها بينما كان صوتها يأتيه متمنعا :

- هل انتهيت ..لدي مناسبة سأعود غدا ..أرجوك سأعود غدا

طرق عنيف على باب بيته يكاد يصم الأذان ،تشاغلت يده بتعرية الدمية ،كوم البلوزة والتنورة في صدره تهاوى فجأة شعر بالذوبان ونار حامية تصهره فأخذ يشهج بالبكاء فيما كان طرق الباب يتعالى بضجيج .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة