الخميس, 31 آذار/مارس 2022 15:38

في ندوة مختبر السرديات بالبيضاء و مؤسسةأبو بكر القادري للفكر والثقافة: أبو بكر القادري...المثقف والإنسان - متابعة: عبد الرحمان الزنادي

قيم الموضوع
(0 أصوات)

في إطار أنشطته الرامية إلى المساهمة والدعم للنهوض بالثقافة المغربية وصون مشاريع أعلامها، وبتعاون مع مؤسسة "أبو بكر القادري للفكر والثقافة"؛ نظم مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك- الدار البيضاء، ندوة حول التراث التربوي والفكري والثقافي لأبي بكر القادري (1913-2012)، بعنوان: "أبو بكر القادري: المثقف والإنسان"، وذلك يوم الثلاثاء 22 مارس 2022.
وبحضور كثيف من الأساتذة وطلبة الإجازة والماستر والدكتوراه وحضور من خارج الكلية، استُهلت الندوة بعرض شريط وثائقي حول تاريخ مدرسة "النهضة" بسلا، ودور مؤسسها المقاوم أبو بكر القادري في مجالي التربية والتكوين، الذي تتحدد مدته في أربعين دقيقة وسبع ثواني (40:07)، وهو من إخراج: عثمان بلافريج ووليد أيوب، يحمل عنوان: "قصة النهضة". وقد شهد استحسان المشاهدين من الحضور، بالنظر إلى الطريقة الاحترافية التي أنجز بها، حيث أعادت التاريخ إلى سديم حيويته، كما ازدان ذلك وتوطد بالمتدخلين والمتدخلات، وكلهم من قدماء مدرسة النهضة، وهم: أحمد اليابوري، خالد القادري، عبد الجليل الناظم، فاطمة الطرابلسي، أمينة أوشلح، كريمة القادري، عبد السلام بنعبد العالي، نجيبة العلمي.

 

وقد سلط الشريط الضوء على الظروف التي تولد خلالها مشروع القادري، حيث أتى في فترة الحماية الفرنسية، التي كانت تقف عقبة أمام النهوض بالتعليم بالمغرب، وكذا انفتاحه على المستجدات التربوية والعلمية التي كان يحفل بها عالم القرن العشرين. كما أشار الشريط إلى نشأة "القادري"، التي تميزت بالنوعية والاستثنائية؛ إذ أثر خدمة الثقافة المغربية على التجارة. كما تميزت بالشخصيات التي التقى بها وأثرت في مساره الفكري والثقافي، ومنها شخصية "سعيد حجي"، المفكر والصحفي المغربي، الذي كان قصير العمر، إلا أن تأثيره الانفتاحي كان ممتدا في رجالات مغرب الحماية، كما في شخص صديقه ورفيق دربه القادري. كل هذا، وأكثر، ساهم في بلورة مشروع "مدرسة النهضة"، التي فتحت بابها في أوج سيطرة الحماية، لتستمر، بفضل تضحياته وإصراره، في تكوين كفاءات المغرب لمدة تناهز الخمسين عاما، حيث سلم "القادري" مفاتيح مدرسته إلى وزارة التعليم المغربية، وتفرغ لخدمة الثقافة والفكر عبر الكتابة والتأليف.
وفور انتهاء الشريط، استلم الكلمة شعيب حليفي، مدير مختبر السرديات ومنسق الندوة، مُسجّلا أن القادري قد اعتبر أن المعرفة هي مفتاح التحرر من المستعمر ومن الجهل، حتى يستطيع المواطن المغربي أن يمتلك كلمته وصوته، ليمتلك بذلك مستقبله. خصوصا وأن التعليم ما يزال يُعدّ، حتى يومنا هذا، إشكالية كبرى، إذ توفق القادري، رفقة زملائه، منذ ثلاثينيات القرن الماضي، في إيجاد سبيل إلى إنجاح التعليم بالمغرب.
ليمرر، بعد ذلك، الكلمة إلى فريد القادري، قدمها أصالة عن مؤسسة أبي بكر القادري للفكر والثقافة، حيث أشار فيها إلى أن الشريط المعروض، جاء لغاية التعريف بالدور الذي يلعبه رواد الحركة الوطنية، ابتداء من ثلاثينيات القرن الماضي لمقاومة السلطة الاستعمارية، التي كانت تحول دون تمكن المغاربة من الولوج إلى مقاعد الدراسة بصفة متساوية، إذ كانت حكرا على أبناء الأعيان والفرنسيين والمغاربة اليهود. وفي هذا السياق، تأتي جهود القادري، باعتباره أنموذجا لرجالات مغرب الحماية، من أجل مغرب يحظى فيه أبناؤه وبناته بتعليم عصري ومنفتح. مُضيفا أن المؤسسة، هي الأخرى، تهدف إلى تنوير الشباب والعمل على الوصل بينهم وبين تاريخ ومنجزات أجدادهم، وإطلاعهم على الجهود التي بُذلت في سبيل بناء مغرب عصري.
لتنتقل الكلمة إلى معروف الدفالي (كلية الآداب عين الشق)، حيث ضمنها مجموعة من الأفكار والتصورات التاريخية المهمة، ألمح، في مُستهلها، إلى أن تأسيس مجموعة من المؤسسات التي تحمل أسماء الوطنيين، هو دليل على الحاجة والرغبة في التعريف بهم أكثر، ليس فقط بشخصياتهم، وإنما، أيضا، للاستفادة من تجاربهم ومن القيم التي كافحوا من أجلها. وكذلك، التمثلات التي صاغوها لمغرب المستقبل، والتي لم تلقى منا ما تستحق من الإخلاص، وهذا ما يظهر، بحسبه، في التراجع الذي نعيشه الآن. وقد اختار المُتدخِّل، من بين ما جاء في الشريط من مفاهيم، التركيز على أربعة منها:1/ الهوية؛ 2/ النهضة؛ 3/ السياسة؛ 4/ التضحية. مُنبّها إلى أن الحديث عن أبي بكر القادري، هو حديث عن شخصية فريدة تنتمي إلى عائلة ثرية داخل سلا، وهنا تكمن إحدى أهم ميزات المغرب، حيث إن الحماية لم تنجح في تحويلهم إلى مساعدين لترسيخ ما تريد ترسيخه في المجتمع المغربي، إذ كان هؤلاء الأعيان هم أول المنقلبين عليها منذ حوالي 1925، مما شجع باقي الفئات للانضمام إلى هذه الحركة.
وبعد هذه الومضات المهمة، تحولت الكلمة إلى خالد السرتي (كلية الآداب بنمسيك)، والذي أشاد فيها بالجانب الفني للشريط، واصفا مستواه بالرفيع الذي يليق بمقام رجالات المغرب. وأشار إلى أن أبا بكر القادري قد قدمه كثير من الشخصيات التي عرفته ورافقته في نضاله وشاركته في اهتماماته، منها: عبد الهادي التازي، فاروق النبهان، ونجاة المريني. ليعرض، بعد ذلك، للمحات من هذه التقديمات. مشيرا إلى دور أبو بكر القادري الريادي في الساحة المغربية والعربية، بمواقفه وتوجهاته وأفكاره التي مهدت الطريق أمام رجالات، صنعوا مشهدا ثقافيا بارزا لرواد الفكر والثقافة في كافة المجالات.
ليتسلم الكلمة، بعده، محمد الصافي(كلية الآداب بنمسيك)، أبان فيها على أن أبا بكر القادري قد جمع بين النضال السياسي والنضال الفكري، حيث إن سيرته حافلة بالأحداث والقضايا، وهذا ما يثبته الشريط المعروض. وقد توقف المُتدخِّل عند مؤلفات القادري، التي تعدت الخمسين مؤلفا، حيث صنفها في أربع مجالات: 1/ الفكر الإسلامي؛ 2/ الدراسات الإسلامية؛ 3/ الرحلات؛ 4/ التراجم والتاريخ. مشيرا إلى مذكراته الشهيرة (مذكرات الحركة الوطنية)، التي لا بد للمؤرخ أن يعود إليها، للوقوف عند جزء مهم من تاريخ المغرب. ليعرض، بعد ذلك، لشهادات قيلت في حق أبو بكر القادري، منها ما قاله "قاسم الزهيني" بخصوص ريادته وقوة فعله الثقافي ودوره في تنوير شباب مدينة سلا. مُنتقلا صوب كتابه "قصة النهضة"، حيث توقف فيه عند خطوطه الرئيسية، التي تبرز تصوره لقضية التعليم ولغة التلقين، وهي، بحسب المُتدخّل، القضية الأولى التي حظيت بالنصيب الأكبر من اهتمام القادري.
واختتمت الندوة، بكلمة خالد القادري، رئيس مؤسسة أبي بكر القادري للفكر والثقافة، معبرا فيها عن مدى سعادته بحضور الندوة، منوّها بانتباه الحضور الذي لم يفتر منذ بداية الندوة، معبرا عن فخره باهتمام الأساتذة المتدخلين، ليس فقط بأبي بكر القادري، وإنما، أيضا، بالنبش في تاريخ المغرب، وهذا ما عدّه مُفتتحا لاستئناف العمل المشترك والجاد في هذا النطاق.

معلومات إضافية

  • طبيعة النشـــــاط: ندوة علمية
  • الجهات الداعمة للنشاط: مؤسسة "أبو بكر القادري للفكر والثقافة"
قراءة 7435 مرات

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

آخر المقالات