1- حدثني قلمي ذات "شعر غير شرعي" :
" ما دام لكل بوح هوية و وطن
ما دام التشقق يلتف بحواشي الذات المعدمة،
كما ينخر الشقاء حوافر الزمن
ما دام الكلام الخشبي واقفا على مصراعيه
و ما دام الواقع الذي توقعناه..........أبدا لم يقع
فكل النوارس الحزينة إذن ..........، سوف تهاجر مع عودة الخريف
حتى عبق الياسمين تلاشت عبراته من غير رجع
أما الرياحين فسيغصبها، حتما، كشف الفحولة
لا............، ربما أكتب شعرا غرائبيا
خاليا من خيالات البطولة
وربما لن نزحف، مرة أخرى، نحو أرض العدو على بطوننا
كما ظلت تحكي "الحجايات" والتخاريف
لن نقتص بالسيف ولا بالرمح حتى......................... من الجبن الذي يعتري فرائصنا
ولن نعبر بالمداد حتى ................حدود الوشم على الجباه
نحو "الميدان" أو نحو "الرصيف"............ المسجى بالملح والعذاب والنزيف ".
*********
2- فكرت في ثرثرته مليا ............، وكفى
عدت أدراجي..........، نحو مغارات الصمت والغياب
أتفحص علبة الرسائل الإلكترونية وأعاين "الواتساب"
فحتى رحيق النحل الذي كنت أمتص عذوبته من شهد الكلمات الشجية
أضحت ملحا قاسيا يزحف على جراحي المفتوحة والغائرة
أما جباه الكادحين الموشومة بالحناء والخزامى،
والتي كنت أتمثلني مغتسلا بشذراتها،
فلازالت تلمع ببريق الأغلال والأصفاد والأرق
هي ذي وجوهنا كما صدورنا مرهقة ...........، ويثقلها زخم الجوع و العذاب
تتصدع التقاسيم من فرط هشاشتها ..............كما تنكسر المرايا سرابا على لفح الجليد
وهذا "البحر المهاجر السري"...........، الهارب من ثقل الأنواء على زرقته
يركض خائفا من ظله المعكوس على الورق
حارقا كل ما يجمعه بمرافئ الهوية
أما أنا الحائر بينهما و الانصهار........،
فأتيه.........................
؟؟؟
قرب ساحل للحبر الاستوائي أرخيت سدولي،
مثل "مجذوب" تتناثر روحه شغفا و تشوفا،
على إيقاع الموت وفي حضرة "صرعه"
أنثر مسوداتي المتربة على الريح
وأعب بعضا مما تبقى على جبهتي من عرق
*********
3- على الضفة اليسرى من جزيرة التيه والولع
قررت، فجأة، أن أشرب خمرا معتقا بالأعشاب البرية
فجلست فوق ذاكرتي القرفصاء،
كما يجلس الجبس على قشرة اليابسة
أحاكم الخيانة والولاء بلغة جد يائسة
آكل بعض الشوكولاتة السوداء
؟؟؟
على هذه التربة المكلسة بثقل الأحداث والأحاديث والمعاني،
اشتهيت رغيفا ساخنا بطعم "السمن البلدي"،
وحده القلب النازف قهرا و جراحا،
وحده هذا القلب التائه في مدى السماوات
يتبين مأزق الروح حين تعتريها كوابيس القلق
**********
!!!! 4- آآآآآه ..............
ولا زال قلمي يجرفني نحو سؤال اللانهايات
فأستمر في الغوص اللازوردي
باحثا عن ضفاف تأويني من نفوذ الفزع
أما بين نتوء الكدمات الرحيبة.............، فمازال بإمكاني النفاذ
مازال للاغتراب في هذا الكون الفسيح متسع
وأبحث عن رماد أخبو بين طياته الخامدة
أبحث عن "جدارية" أخضبها بلون العدم والفراغ
لن أهادن العقارب والأفاعي الحاكمة
لن أكون هكذا......................كي لا أكون
لن أبيع جنوني الشرعي للجنون
فلا زالت عروقي مثخنة بالوجع
..........................؟؟
رائحة القرنفل تتأرجح فوق جسدي الممزق
وتمائم الساحرات ما فتئت تحرس بريق عيناي
أقف جالسا............، على أنامل قلمي المرتعشة
أحادث لوعتي واغترابه،
أخط به زفيرا و ترحالا على مدار المسافات
أشطح بعيدا بعيدا في الهنالك.................،
ببعض الحروف "الفوارة" على قليل من الكلام المنمق
ومن فوهة رمسي المعتمة .............، بحرقة الحنين مع الغياب
أجعل من الكافور شرابي المفضل
فأنا لم أتذوق "بنا خاترا" كباقي الشعراء
إذ لا يزال الدخان الأسود يتمدد بين جحور رئتي العليلة
وينتشي مثل حبات غبار قاحلة،
على أثر "الغليون" المتوتر،
أراني أقاوم الموت من فتحة الموت
..........................؟
ومثل فارس من "الكاميكاز"،
أخذت نفسا منتحرا بين الخلايا........واحتسيت كأسا من "الكمد المعتق"
قفزت دون مظلة إنقاذ،
بين ظلال الصدى الجامح
أراقص "جنية مترنحة"، كعادتي، على إيقاع "نوبة صرع موثق"
*********
5- مرة أخرى ، تمايلت مع الملحون على "رمل الماية" و "جذبة الإدراك"
إذ لم أعد أدرك شيئا حين هنيهة "بعثي"
وقلت لما تبقى من روحي...........، في آخر سهو يأويني من عذاب اليقظة :
" فلتنزعي "ستيانك" الأحمر......... فوق سرير البوح و الاعتراف
وارفعي بيننا أرجوك كل تكليف
فأنا أشبه " فان جوغ " حين يبثر أصبعه في رسمك ذات "نوبة"
لا بل، في رزئك الثقيل، أشبه "سيزيف "
.....................؟؟
**********
6- لازلت أرفل في خلوة حميمية مع الروح،
على حامة "مولاي يعقوب" الساخنة
مثل قيصر زمانه المعطل
و بضع قطرات من الندى لازالت عالقة في ذاكرتي
أنثر قليلا من "الشبة" و"الحرمل"
هنالك وهنا................ هنا وهنالك
أشعل بخورا على القوافي الهائمة
وأجعل "الفاسوخ" و "الجاوي" قاموسا للغتي القاتمة
ما زلت جاثما هناك بين ضفاف المسودات.......... على ريشتي الناعمة
ميتا.................، ومن قلب انبعاثي اللاإرادي
أستمر في رسم الأرداف الصاخبة على نفس الجدار
كأني أنا......................،
ما زلت ميتا.................، أسبح في لجة الاحتضار
أو كأن رميم أشلائي كما حروفي........... لم يتبدل ".
**********
7- شيء ما كان بيننا،
كي لا تنسيني أو تجاهري بنسياني
شيء ما كان بيننا،
كي لا تفضحي بوحي المستفز وعصياني
كي لا تحكي لباقي النساء والحكام ما دار بيننا من كلام ممزق
أو ترددي لصديقاتك و بعض الوشاة ما تحقق........... وما لم يتحقق
صحيح أني شربت خمرة موتي على أردافك الدافئة
وأني ركبت، مثل "فارس بني يقظان"، صهوة نهدك المعتق
وأني تجردت، أمامك، مما يجمعني ب"إنساني"
صحيح أني تغنيت بسفورك ذات "خلوة شعر" غير شرعية
وأني صدحت ب"الرحيل" على "شاماتك" الأطلسية
مثل "باكو" ومثل "بوجميع"
أو مثل أي شاعر أحمق
لكنني الآن.....................،
أعيش احتضارا "لا دستوريا"
وأموت، ألف مرة، شوقا في كرامة الصلصال
إذ لم أعد أطيق ما يعتريني من ضجر
فقد حاصرني أيتها "الروح المطمئنة"................... صمت الريح وبرودة الحجر
رغم أني جربت كل التعويذات و جميع الوصفات،
حتى تحوير إسمي و وجهي والكلمات
وحتى تدوير رفاتي ولفافة قلمي الأزرق
**********
8- ولذا قررت اليوم، أن أحط الرحال إلى الأبد
من صهوة "اليراع المهادن"
!!! آآآآآ روحي الغجرية
فلتهدئي قليلا من فضلك
وقري عينا................ برغم أنين الجوانح التي تحطمت
بين رغد الهوى وعثرة السلطان
ما زلت حكيمة في "منطق الهذيان"
تعتقلين اليراع الثائر على رفوف الدفاتر و الأوراق
تسجنين حرفي بين طيات نهديك
تمنعين كلماتي من الطيران
وتحاصرين المعنى "المتشائل" جدا
إن كنت تذكرين.............،
فسأعود معك إلى قوس البداية من جديد
!!! آآآآآآ روحي المهاجرة
شيء ما كان بيننا................ مثل الفستق والرمان
شيء ما...............، غير قابل للمحو ولا للجحود ولا للنسيان
........................؟؟
***********
9- كلمة لابد منها :
إلى كل الأحياء الميتين............. والميتين الأحياء
إلى كل الجلادين والخفافيش والصقور
إلى عفاريت اليم وصيادي "العبور"
إلى حراس " الفراغ العام "
إلى جميع " النائمين على الوضع القائم "
إلى منظمات "حقوق المتغولين" و جمعيات "أولياء القبور"
إلى ماسحي العوالق والمتلاشيات من دبر الذباب
إلى أصحاب الدبابيس الصفراء والنياشين المزورة على الأكتاف والصدور
إلى دناصير وصراصير المكاتب المزركشة بالعود الدمشقي
وبائعي السجائر والضمائر والمراسيم و قوارير الخمور
إلى بعض المتربصين بالأسى والغم الكامن بين السطور
إلى من اخترعوا نوافذ التهوية
و أوقدوا أفران الغاز وصمموا محاكم تفتيش
تحت أعماق الأقبية
...........................؟؟
إليكم يا "نزق النضال"
أيها الآمرون بصرف إتاوات ل"الوطنية"
إليكم يا أبطال "الظلام المتحرك" و يا فرسان بؤسنا الورقية
أهديكم علبة ألغام متفجرة بالبارود
وأرمي كل القنابل التي في يدي على صناديقكم الذهبية
حتى تسقطوا عرايا .............ترقص أجسادكم على الركح دون رؤوس
..............؟؟
فخذوا دعوتي، الآن، إلى شاهد قبري
حيث تشتعل القناديل الحمراء وتتأجج الزنابق الصوفية
حيث تتراقص الجنيات حافية القدمين
فأرسم ببضع حروف ثائرة و بيضاء،
نشيد الموت الصامت جدا على تقاسيمكم الجافة
"انتحار قصيدة عارية" : أكتب أغنية قصيرة سميتها
أهديكم أيها الراقدون تحت ثرى سلطة فانية
في عيد موتي الأزلي............، أهديكم قنبلة عنقودية
أهديكم نثرا ثائرا على وضعه...........مع أصداف بئر لا قرار له
وأسكب نبيذا معتقا بعبق الفخار على رفاتكم
أسقيه من معين الروح الهوجاء على الرابية
**********
10- أعلم ذلك................،
فهذا اللغو عميق جدا على فهمكم،
لذا اكتفيتم بشرب عرق الكادحين والصامدين والبؤساء
وأجزتم حشيشا أبيضا يفوح غمولة ...............شرابا للمعدمين
وأبحتم للعبيد والأجراء والمظلومين أن ينهشوا لحوم أغيارهم
حتى تمارس صفوتكم شذوذها الفكري
على مؤخرة الكلام الساقط سهوا من أفواهنا
وعلى سوءة مراياكم العاكسة
فمع كامل المرارة التي تنخر عظامكم الآن،
مع كل الأسى والتقزز و النفور
أهديكم مدفعا مترنحا و قنبلة يائسة
تمحو خطاياكم.................. وتسجي شظاياكم تحت اليابسة
"بمناسبة اليوم العالمي للشعر 21 مارس 2023، قصيدة لجميع الثائرين عبر العالم".