إلى الذي لازال حيا ببيض أفعاله – شعر : امحمد برغوث

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
إلى روح طيب زمانه: عبد الرحمان

عفيف كريم كتوم حافظ للسر
صادق حاذف عاشق للخير
عطوف ودود نصوح للصغير والكبير
صريح سموح أنيس للغريب والمستجير.
إنه الناسك في محراب عفافه،
الراسخ في تربته والصابر على بلائه،
الرافل في نعمة كبريائه وصفائه.
بالأمس القريب كان لنا ساعدا يسندنا كي نواجه المصير،
كان لنا الحكيم الذي نستنير برأيه والمشير،
كان الزائر السائل دوما عن الغائبين والمتعبين والذين شدوا الرحيل.
أيا طيب الأفعال كيف مضيت تدفن همومك في رحيق الكميت
وسموم الدخان تستعير منه دفء المسير في صقيع الزمن الجاحد الكبير، ليسود جدار صدرك الذي أسلمك لمحنة المرضى الخطير.
فارتمى الجسد المنهوك مطروحا وما فارقته الصرامه،
صرامة الناصية والعينين والشارب وكل قسماتك المنهاره،
ارتعشنا حينها وقلنا: هي بداية النهايه.
كبرنا بك يا طيبا، يا عبد الرحمان،
فكبرت في أعيننا ببيض أفعالك
وسمو شمائلك
ونبل سجاياك.
رحلت كما رحلت شمس ثلائك التي ودعتك بحمرتها القانية،
بعدك يا راحل تبدلت الموازين، وانقلبت الأقيسه.
كم كنت رائعا وأخاذا بكلامك وصمتك،
بكلامك حين تنفث حكمك العفوية دون عناء تفكير،
وبصمتك الحكيم الذي يدل على أكثر من تعبير.
انتفض الربيع لتعزف شحاريره مفاتن الحانه
فما هزتك ألحانها
وآثرت أن تستريح قرب مرفإ قصر البحر المنير،
تتنسم عبير الرياح العاتية، وتضعي لهدير الموج المائج وخفقان أجنحة الطيور المهاجرة البليلة.
فلمن أسلمتنا يا عريس البعد والنوى؟
فلا البعد بقادر على أن ينسينا فيك،
ولا النوى بمستطيع أن يحجبنا عن وميض دررك ولأليك
فاخلد للراحة الأبدية أيها الحبيب الغائب الحاضر
وارقد قرير العين، يا طيب زمانه.
صاحبي في غرة الصبح ودع أهله،
ولواحظ "هند" و"عائشة" تسبل نداها على كتفيه تسترحم ربه،
وتحرس مثواه، وترطباه وتصوناه
ليبقى محج المغتربين هنالك "هيكل" و"نابلس"
وموطن الدعاء لروحه من رفاقه وإخوانه وخلانه وأقربائه.
                        رفيق دربك وكاتم سرك
                        امحمد برغوت

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟