ليلة العبور والعراء – شعر : خالد أخازي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
... إلى روح الراحل شاعر الأرض والناس والأنفاس العابرة للقارات ...الشاعر محمود درويش
يوما ما حتما
يوما ما
سأموت...
سأغفو على جناح الشمس
وسأمضي دونما احتراق
قد تنهك لغتي ورغبتي
قد أمضي غريبا
في صمت بلا أجراس
لكن سأنظر في عين الموت

لأمضي محملا بروعتي
لكن يا ويلي..
لو مت بعيدا عن حدائق الكلمات...
يا بؤس روحي إن سافرت بلا علامات...
من كلمات...
ترسم للرحيل الأخير...
طريق الرحيل....
توزع في غياهبه...
بريقا وصهيل...
فللروح مع الصهيل والهديل
والخرير والهدير...
ألفة من زمن و غدير
تجرد وحشة السفر العسير...
من عباءاتها الملتفة
حول الطريق الكئيب
يوما ما حتما
سأموت...
سيفقد الجسد مركبه المضيء...
سيفقد اللسان بهلوانه الجميل...
ستغيض النظرات...
ستسقط فواكه وجودي الأخيرة...
على شفتي ...
لن تمتد يدي لكنس الظلال...
سيغادر الضوضاء الجميل...
إناه الخزف البالي....
قد أنظر حولي نظرة من بهاء...
بحثا عن نبع الضوء الكثيف...
قد أحاول تركيب العبارة...
للقول:" ليس الرحيل كما تظنون...
عنيفا ...
رهيبا..
سقوطا في الظلمات....
أو اندثارا بين الذرات...
إنه  تغيير سريع...
في لون الروح ووجه العبور..
إنه اقتصاد بديع...
في رحلة التراب...
نحو مصابه المجهولة..."
سأموت يوما ما...
حتما يوما ما...
و يا ويل روحي لو كان العبور...
بلا كلمات ولا نجوم ....
بلا قناديل وفرتها الروح...
لليلة العبور والعراء..
بلا قصيدة أخيرة...
ترسم المسار للضياء...
وتخفف عني صدمة الخروج..  
من الوجود
إلى الوجود...
منعطف البداية                         
وتسمر الحياة في ثوب جديد
من حرير أو غيم أوطين
فعند المساء
تحضر لغتي كل فضاءاتي الثكلى
تعانق أطياف العبارات...
وتجدد الحياة في الأشياء
وبقايا الذات في أكثر من زقاق..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟