كافيه ليل بيروت – شعر : رائد أنيس الجشي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
وحيد على حافة الأمنيات
أداعب كعكة جبن
وأرشف لحن الكثافة
من قهوتي العربيةِ
بيروتُ تعزف لي نايها
والمقاهي تلف ابتسامتها
في شحوب
وتنحت بسمة وجهي
الغريبْ

تضيع الملامح
لا شيء غير الحروف
الـتحلق مثل الفراشاتِ
أو تتضاحك مثل الصبايا
جميلٌ كومض من الرشفاتِ
كنبض الصداع الذي
يستبيح مساحات عيناي
عند الكتابة

كما قلق الموجِ
عند ارتشاف الصخور
كقرميدة راقصت
ذكريات الرصاصِ
وأطربها النايُ
حين تهادى المقامُ
بوحي الجنوب

أمرر بوحي
إلى خافق الحبر
ارسم بعض الوجوه
التي باغتتني سلاما
يلون زاوية الانتظار
وبعض السلام سكون
وبعض السكون
انزواء مميتْ

ويلسعني السردُ
لكنني كالغرامِ
عصي على النثرِ
حمَّة إيقاعه جبتي
ربما يخلق النثر شعري
على الشاطئ المستفيق صباحا
وأنسى انتمائي إلى غربتي

ولكنني غجري القصيدةِ
في غربتي موطني
لا أبيع على عربات الحكايةِ
تأشيرة الموسِ
أو رقص ( ستيانة)
 أنكرتها القصيدة
أو حلم سيجارتي العاطفية
حين أدخن وحي الشطور
وأنثر قشر الحروف
دلالات عبادِ شمس
إلى التائهين

أقامر في ليل بيروت
أحتاج رقمين ذابا معا
يستبيحان عذب الدعابات
لم يسألا أيَّ نرد عن اللون
عن جهة الصنع
عن يوم ميلاده في القمار

أقامر بعض القمار
خطوط انقلاب
ونقطة تنوير عمر
ودقة رزنامة من حياة

أقامر في قهوتي
ليل بيروت يجتر فجر البياض
وفي قضمة الكعك
رزنامة العمر
تجتر آخر شهر من التوتِ
تمضع نور انكساري هلالا
على صحنها
لا أرى غير صحني
ومعجزة القهوة العربية
حين تكون المرارة
جوهرة الاشتهاء
......
رائد أنيس الجشي

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟