أوزِّعُ الأكوانَ بالدِّلاء ! – شعر : سامي العامري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
حالات:
شَجَرٌ تتساقطُ مِنهُ فصولُ السنةِ ,
خريفٌ يختطِفُ الأضواءْ
قاماتٌ مُنْتصِبَهْ
بِظلالٍ حدباءْ
موجةُ أنهارٍ تجتاحُ الأعتابَ
مِياهاً ملتهبهْ
وصياحُ ديوكٍ فوقَ شِراعْ
وغُرابٌ ورديُّ اللَّونِ
سَنيٌّ لَمّاعْ !

فيض
--------
يا وطناً ,
قِوامُهُ خريرْ
لقاؤنا المُبرَم فَخٌّ وثيرْ !
وها انا أوزِّع الأكوانَ بالدلاءِ ,
إذْ أختلبُ المَدى
بَدءاً من الشوقِ فصاعدا !

*****

أبو غريب
-----------
عند اليمين تَلوحُ الإذاعهْ
وكُنّا نراها فَحَسْبُ !
فلا صوتَ غيرَ صياحِ اللقالقِ ,
ظلَّتْ لقالقُها مَعْلَماً
فهي عند الظهيرةِ ظلٌّ الينا
وفي الفجرِ تأتي مَزارِعَنا صادحاتٍ
ومنها تغارُ الديوكُ
لأنَّ مناقيرَها ما تزالُ تَتِكُّ كساعهْ !
ومن ثمَّ تعلو بنا صوبَ أعشاشِها الباسقاتِ
فيا لَلفظاعهْ !

*****

قناطير
---------
حُبُّك رحلةٌ من اللئاليء الى اللئاليء وبالعكس !
ولأنَّ حبَّك ثروةٌ لا تنضب
فسأفرِّقُ  قناطير من فرحي
مَعونةً 
او شيئاً كالزكاة !

*****

مِن بين الأصابع
-----------------
مَهما اختنَقْتَ او تنَفَّستَ بلا رئهْ
مهما تكنْ محطّاتُ رؤاكَ هادئهْ
مهما كتَبتَ او أضربتَ ,
مهما تكنِ العِبارةُ البادئهْ
لا بُدَّ أنْ تُطِلَّ مِن بين الأصابعِ امرأهْ !

*****

خطوات
----------
للآنِ ما بَرِحَتْ مَداراتي سِجالاً
يا سؤالاً كالمَباخرِ إذْ تَدورْ
مَن يدهسُ الأعشابَ مِن بَعدي
بِخُطوات النهورْ !؟

*****

يقين
----------
دافعُ تحنيطِ اليقينِ فاجرٌ
يُطري لَذاذاتٍ
مَراسيها الضَّغينهْ
شوارعُ التَفَّتْ على الأعناقِ هكذا
كحَبْلِ سُرَّةِ المدينهْ !

*****

إستمرار
----------
ما أدرى الواهمَ ما الغربهْ
هي في الخاطر منذ صبايَ ,
تلقَّفَها – إنْ شئتَ – كأيةِ لُعبهْ ! ؟
-------
فرانكفورت
1993

*****


نَزْوَةٌ فَغَرَقٌ
------------
مُتَحَفِّزَةٌ للنُعاسِ الهُمومُ
وبَرْقٌ خَطَرْ
كوكباً شَتَوياً أُلاحِقُهُ
حيث قارِبُهُ مَنْجَمٌ للسَّفَرْ
والفَناراتُ راعِشةٌ كالسنابِلْ ...
 صدى نَزْوَةٍ أين
منه الصدى ؟ ...
كوكبٌ سارَ بيْ وسْطَ موجٍ وليلٍ
ورَفْرَفَ مُبْتَعِدا !
----------
هامبورغ
1991

*****

مأوى
----------
أنا تمثالٌ مصنوعٌ من حَجَرِ النيازك
آوي إليكِ أَبَداً
لأنني لسْتُ كبَعضِ الطيور
أُحسِنُ التنَبُّؤ بأوقاتِ الزلازل !

*****

أرخبيلات
----------
قد تمَّ هنالك تتويجُكِ
في روحي ,
في إيوانِ رحيقْ !
واليومَ تجلَّيتِ
وكم أشجاني أنكِ عِقدٌ من جُزُرٍ
وتحلِّقُ فوقكِ نجماتٌ
كالجزُرِ الحمراء
فما للجزُرِ وللتحليقْ !؟

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟