سأقص الأسطورة
أسطورة ذاك الذي هرب
و حمل طيور الاند
على الصمت في قلب الليل
عندما سمعناه أوّل الأمر
كان الهواء عميقاً رخياً
و كانت آلة موسيقية مجهولة
تطلق ألحانها من مكان لا ندري أين هو
- 2 -
لقد كان قنصلاً في مدريد
و كان في السادسة و الثلاثين من عمره
عندما احالت النار السماء الزرقاء
فوق شبه الجزيرة , إلى سماء قانية
و غمر الدم في غرناطة عبير البرتقال
عندما انطفأت أنغام أبو الحناء المبحوح
هذه هي نهاية لعبة طيران الحمام
. . . . .
هوذا أنت كما هو أنت
و هناك تنتظرك تشيلي
و ينمو في الحرم المغني الذي بلغ الأربعين
- 3 -
لا شيء ابداً يسلخ بعد الان
الكلمة المغناة عن الشفاه
و كل شيء يقارن بالحرية التي لا تتجزأ
اننا نتكلم اللغة نفسها و تربطنا الأغنية نفسها
و القفص هو القفص
سواء كان في فرنسا أو في تشيلي
- 4 -
و لكن مغامرة قاسية انقّضت على تلك البلاد
حاملة معها الديكتاتورية
ديكتاتورية الرئيس فيدولا
و نيرودا الذي اماط اللثام عن وجه الرئيس كان بالأمس صديقه
فأراد الرئيس ان يزجه في ظلمات السجن
عقاباً له
و منذ ذلك الحين الغامض
ما فتئت الكلاب تقتص آثاره
من يدري أين يثوي بابلو ؟
و مع ذلك فإننا نسمع غناءه !
. . . . .
- 5 -
سواء كنت غائباً ام حاضراً
فأنت غير مرئي و لكنك مغدور
لكم تشبه بلادك الشقية يا نيرودا
ان ذلك لن يستمر طويلا
فهو ذا الفجر الشاحب يطل
ان اليونان و القدس و الصين الممزقة
و العالم كله تحلم
و انها لشمس عظيمة
تلك التي تمسكها يد طفل