إهداء
إليها
إليَّ
إلينا
إلى ما تمرَّدَ فينا علينا
الحياة كما أنا أفهمُها
الحياةُ كما أنا أفهمُها
لهفة ٌ لسماءٍ ملوَّنةٍ بالنداءاتِ
روحُ الينابيع ِتحملُني مثل عطرِ الندى
إحتراقُ الأباريق ِ في قُبة ِ ألليل ِ
طعمُ ألنساءِ ألمُدجَّجُِ بالنار ِ.....
فوضى ألقصائدِ والأغنياتِ ألبريئةِ....
نومُ الأحاسيس ِ في قاع ِ نهرِ أللُغهْ
وإقتناصُ زهورِ الفراشاتِ من أربعاءِ الرمادْ
وألحلولُ ألنهائيُّ للعشق ِفي جسدِ الصبح ِ
وهو يزفُّ البياضَ النبيلَ لقلبِ ألبلادْ
شهوةٌ من حريرٍ تلفُّ الفؤادْ
رفيفُ رخام ِ الأنوثة ِ أو لمعانُ ألقرنفل ِ تحتَ السوادْ
ألحياةُ كما أنا أفهمُها
لا كما أنتَ تفهمُها فتفسرُّها بالجَمادْ
****************
غواياتْ
تتجلَّى غواياتُها البيضُ لي
من سماواتِ برزخها وبرازخِ فتنتِها
فأغيبُ على مَهَلي
خلفَ أعضائِها ........
هيَ ما تتركُ الجاذبية ُ من شبقٍ ضائع ِ الوجهِ
في مفصلي
هيَ أصلُ البدايةِ / أصلُ النهايةِ
في الأوَّلِ
هيَ ما يجمعُ الشهدُ والبرقُ لي
من سرابِ عذاباتِهِ
وإشتهاءاتِهِ
السَلسل ِ
تزوَّجَ نظرتَها شجرُ ألكستناءِ
ألمسافرُ في ألليلِ نحوَ بلادٍ من ألمُخمَل ِ
******************
علَّمتني
علَّمتني إنكساراتها العاليهْ
أنني لستُ غيرَ إنعكاساتِ
أشيائِها في ألمَداراتِ
أنَّ كلامي الأخيرَ لها
قبضُ ريح ٍ مُسوَّمةٍ في المَرايا
وأنَّ دمائيَ قدَّاحُ ليلٍ على رملها .......
أنَّ روحيَ أيقونة ٌ عاريهْ........!
*****************
ما تشائينْ
ها هنا ما تشائينَ لا ما أشاءْ
فأنا فارسٌ من زمانٍ مضى
وإنقضى حبُّهُ ..مثلَ قطرةِ ماءٍ
هوتْ في العراءْ
لونُ عينيكِ يثقبُ قلبي كما إنغرسَ السيفُ
في زهرةِ ألهندباءْ
ويطرَحني نازفاً بالقطيفة ِ أو بالحَمام ِ المُلَوَّن ِ
أو بخطاكِ على كوكبٍ مُعشبٍ بالأغاني الجريحةِ
أو بالرؤى فوقَ صدر ِ السماءْ
ها هنا ما تشائينَ لا ما أشاءْ
آب 2007
*****************
فوق هُوّةِ إيقاعها ألعابرة
(إلى داليا رابيكوفتش)
صوتُها لا أطيقُ إبتسامتَه الماكرة
ليعلّقَ أحزانها فوقَ أفراحِ قلبي
ويبرأُ من دمها.........
ألحزنُ ذئبٌ بعينيَّ أعرفهُ.........
ألحزنُ ذئبٌ بريءٌ يلاعبني ويُمسّدُّ لي وجعَ الذاكرة
لا أطيقُ الغمامَ الخفيَّ الذي يتصاعدُ من دمعها البشريِّ
ومن ولهي بالندى كلمَّا إنتحرَتْ شاعرة
فوق هوّةِ إيقاعها العابرة
***********
كانتْ الروحُ في عامِ 91 تختزلُ اللحظةَ المُشتهاةَ
وتصنعُ للحُبِّ جغرافيا من جهاتِ القصائدِ
تفهمُ أشواقها الطائرة
كانَ بيني وبينَ جهنمَّ سبعونَ ألفِ خريفٍ
تؤجلُّني مثلما أجلَّتكِ عصافيرُ يافا
على شرفةٍ في غدٍ ساهرة
كانَ لي ولكِ الطيرانُ على جنةٍ ماطرة
**********
لا أطيقُ إبتسامة عينينِ ِ ملءَ المدى
تسبحان ِ
وملءَ الندى
تكتبانِ عذابي
على لهفةِ السنديان ِ
***********
أما كانَ متسّعٌ ضيّقٌ واسعٌ /
خادعٌ
بيننا لقصائدِ سيلفيا بلاث الأخيرةِ ؟
أو لنرّتبَّ حاضرَنا ليليقَ بلونِ الفراشةِ؟
أو لنقيسَ المسافةَ ما بينَ أرواحنا والصدى؟
في زقاقِ المدينةِ في أسفلِ الليلِ /والظلّ
والزهرِ / والشعرِ
والرغباتِ الأخيرةِ.......نصعدُها
ثمَّ تصعدُنا للسحابِ
***********
ويجهشُ فينا هنا
ملءَ أحلامنا
شجرٌ من ضبابِ
***********
نأخذُ الفرحَ المُختلَسْ
ثمَّ نجلسهُ في حديقةِ أجسادنا
ونمشطُّ شعرَ الينابيعِ حتى إنطفاءِ المياهِ
ونبكي على الأندلسْ
***********
وفي تل أبيب ِ نُضيّعُ أسماءَنا
كلَّ يومٍ على حافةِ القمرِ المُرِّ.........
نرمي بأشيائنا نحو يركونها
ويدورُ بنا الإنتظارُ فرادى لما ليسَ يأتي ......
إنتظارٌ لجودو بيكيتْ رُبمَّا.....
ولما ليسَ يحدثُ في أمسنا المُنتقى.....
***********
سأروّضُ روحي إذنْ لتأملِّ وجهكِ تحت الرذاذِ
المُسيَّجِ بالنارِ واللوزِ....أو بجمالِ الحياةِ
الذي يقتلُ الشعراءَ .....
أنا صفةٌ للحصانِ الحزينِ الغريبِ
فهل قطعةٌ أنتِ من عنفوانِ الفرَسْ؟
************
يتناسلُ منكِ شريطٌ تلوّنهُ الذكرياتُ
وأنتِ على شفقٍ من رخامكِ مرميّةٌ
لا شذى يتصاعدُ من نارِ قلبكِ
لا وردةً / آهِ لا قبلةً /..... تتبخرُّ ما بيننا
الطبيعةُ ماتتْ هنا لا نفَسْ
************
تتناسلُ أحلامُكِ العاطفيةُ
مني ........كما يتناسلُ وردُ الشوارعِ
من تل أبيبِ الصليبِ الأخيرِ لعاطفتي
فوقَ جلجلة العالمِ المُتحَضَّرِ
تقتلني ثمَّ ترفعني كي أمسَّ شفاهَ السماءِ
على فمِ شاعرتي آهِ لكنني غيرَ
صوتِ دمي لا أمَسْ...
أيلول 2007
***********************
أغنية تحت أمطار أبابيلية
في ليلةٍ ما عندما يصحو الندى في حنطةِ الأيام ِ
سوفَ يضيئني وجعي الذي أدمنتهُ
زمناً ...وتركضُ في مفاصلِ وردتي نارُ المجوس ِ.....
يحيلني ندمي
الى أنقاضِ فردوس / ٍيحيلُ دمي
فقاعاتِ النبيذِ المُرِّ في قلبِ إمرئِ القيسِ
المُعذَّبِ بالجمالِ الحُرِّ أو بلحاقِ قيصرْ
في ليلةٍ ما عندما تأتينَ سوفَ يضيئني شوقي
بأعقابِ النجومِ وزرقةِ المنسيِّ من أحلامها
في مخدعِ الأفعى وقلبِ الشاعرِ البدَوّيِّ
يبحثُ عن حفيفِ القبلةِ الأولى
وعن معنى غموضِ الحُبِّ فيما بيننا وجمالِهِ.............
في ليلةٍ ما عندما تبكينَ
سوفَ يصيبني ذهبُ الحنين ِ بلونكِ المملوءِ بالناياتِ
سوفَ تخُضني الدُفلى لأملأ من يديكِ دموعَها الأنثى
كما الأجراسُ تملأني برائحةِ إشتهائكِ
تعبرُ الدنيا على جسدي الموّزعِ في خلايا مائكِ الجنسيِّ
يصرخُ دونما صوتٍ.......
ويركضُ في مفاصل ِ وردتي ماءُ الشموسْ
بكِ أو بغيركِ سوفَ أحلمُ ......
لعنتي / حُريّتي
في البحثِ عن أسرارِ عرّابٍ
يزوِّجُ صيفنا لشتاءِ محمودٍ وريتا
بكِ أو بصبحِ طيوركِ الملغاةِ
من شجري سأحلمُ هكذا حُرَّاً
بلا طوقٍ يشُبُّ القلبُ عنهُ وعن يديكِ
وألتقي بصباكِ في ظلِّ الغنائيّاتِ
أو بالآخرينَ المسرعينَ
إلى إقتسامِ الحُبِّ في قلبي وقلبكِ في سدومْ
الآخرونَ همُ الجحيمُ / الآخرونَ همُ الجحيمْ
وضياعنا الأبديُّ في هذا الزحام ِ
على الحياةِ جميلةً وملوَّعهْ
كُلُّ الطيورِ البيض ِ تجفلُ في دمي
وتفرُّ منكِ حزينةً ومُروَّعهْ
ما حبُّنا إلاَّ رماحُ النار ِ
في جسمي وجسمكِ مُشرَعهْ
أمطارُهُ تهمي أبابيليةً
وأنا أغنِّي....../
سأحرسُ نومها المائيَّ بالقبلاتِ
أحرسُ ليلها المنخوبَ بالشهقاتِ
أحرسُ ظلها بأصابعِ النعناع ِ
أتركُ ما يهبُّ من الأغاني والندى الليلّيْ
على جسدي يجفُّ كما تجفُّ الريحُ في دمها
وتصعدُ نورساً مائيّْ
إلى شفتيّْ
يطيرُ نداؤها بي في الفضاءِ كأنني أسعى
على عينيَّ من قاعِ الحياةِ
كأنَّ شوقَ دمي إلى دمها
يقبّلُ زهرةَ الأفعى .../
**************************
موسيقى مرئية
/ قدماكِ تعزفان ِ موسيقى مرئية
بي رغبة ٌ لإحتضانها حتى الضياعْ /
(1)
من قاع ِ نهر بويبَ تصعدُ لهفة ُ السيّابِ
يأتي صوتهُ المحمولُ فوقَ الريح ِ
يصرخُ في عراءِ الروح ِ
يعصفُ بي كوردٍ غامض ِ المعنى
يعانقُ داخلي المجروحَ
دونَ دم ٍ أثيريٍّ : ....أحبيّني لعلَّ طفولة الأشجار ِ
تحملنا الى ماض ٍ هلاميٍّ بلا عربٍ وعاربةٍ .......
يُرفرفُ فيكِ نهرٌ قاحلُ الإحساس ِ
يصرخُ آخري : لا تنظري لسدومَ _ وجهكِ لعنتي ورؤايَ_
أوقدتُ الزهورَ جميعها فيها
وماتَ على مداخلها إنتظاري
لبهاءِ ما أحرقتِ من لحم ِ الشموع ِ
ومن ضلوعي
إذ ينازعها محارُ بويبَ أوجاعَ
الندى والعاج ِ في سرِّ وصلصَلةٍ
( أحبيّني لأني كلَّ من أحببتُ غيركِ لم يحبوني )
وداسوا القلبَ مرميَّاً على نوّاركِ المحروق ِ بالقبُلاتِ .........
يذبلُ فيَّ صيفُ الحُبِّ والرؤيا وتزهرُ فيكِ ناري
(2)
من ألفِ دهرٍ ضائع ِ القسماتِ مثلكِ أو يزيدْ
ودمي يُصفِقُّ في ربيع ٍ مرَّ أو صيفٍ بعيدْ
ربَّيتهُ بفحيح ِ عطركِ وإنحلالكِ في مساءِ الروح ِ
يا جسدَ الورودْ
ربَّيتهُ بغيابكِ المملوءِ بالأحلام ِ
عارية ً وحافية ً تنامُ على إشتعال ِ الماءِ بالنارنج ِ والدفلى
كأنَّ دمي وليدْ
ربَّيتهُ بغدٍّ يرفرفُ فيَّ مثل الحلم ِ
أو بيدِّ من الشفقِ ِ المجنَّح ِ في فراشاتِ النشيدْ
(3)
من ألفِ حُبّ ٍ ضائع القسماتِ مثلكِ أو يزيدْ
وأنا أسيرُ لهوَّةِ الماضي السحيقة ِ
باحثاً عني وعن ......لغةِ الحقيقة
سيزيفُ أحملهُ ويحملني على جبلِ الخطيئةِ والعذابِ
لكلِّ قلبٍ حلمُهُ العذريُّ منا والمُكفّنُّ بالضبابِ
يطلُّ من شجرٍ يضيءُ عليهِ
أو من كوّةِ القمر ِ العتيقة
(4)
لا غابة ُ الأشواق ِ تعرفنُي
ولا حزنُ السنونو في دمي يبكي
ولا عشبٌ على هُدْبٍ يُلامسني يحيلُ دمي حديقة
وغداً حلولي فيكَ يا جسدَ القصيدةِ وإنكساري
في مراياكَ الشفيقة
وغداً حلولُكَ فيَّ يا معنىً بلا لفظٍ
يؤثثُّ بالصراخ ِ وبالرؤى مجدَ إنتصاري
(5)
ومن إنهمارِ الناس ِ مثلَ الدمع ِ
في وجع ِ الزحام ِ أو الكلام ْ
ينسلُّ وجهُكِ مثلَ عصفور ٍ شماليٍّ
يُودُّعني وملءَ حفيفهِ ورفيفهِ
تأتينَ من عبق ٍ ومن شبق ٍ
كأقواس ِ الغمامْ
الشمسُ تغسلُ كاحليكِ بما ينزُّ من المَحارْ
من لمسةٍ عطشى يذوبُ على أصابعها الظلامْ
ضوءاً رخاميّاً ........تفتَّحُ فيهما زهراتُ نارْ
(6)
لا تتركي داوودَ آهِ رأيتُ جالوتاً رماهْ
فوقَ الصخور ِ ..........رأيتُ أحصنة ً بأجنحة ٍ
ترِّفُ على دماهْ
....لا تتركي فوقَ الصليبِ يسوعَ وهو يصيحُ آهْ
(7)
تفاحة ٌ عيناكِ تقضمها الأفاعي في كهوف ْ
ثلجُ السنين ِ يسُّدها عني وعن قمرِ الخريفْ
عيناكِ ..؟؟!
أم جنكيزُ خلفَ البحرِ يشحذ ُ لي السيوفْ
وأنا سمائي كُلُّها تغفو على نقر ِ الدفوفْ
(8)
سأعيشُ مسكوناً بنبض ِ يديكِ
مدهوناً بزهرِ البرتقالْ
وموسيقى سمفونيةٍ مرئيّةٍ
للحُبٍّ تهمسُ بي تعالْ
سأعيشُ رغمَ قريشَ أكتبها
بعطر ِ دمي يصفقُّ في الرمالْ
وأجيءُ رغمَ قريشَ .......
في قلبي المُحَنطّ ِ ألفُ رؤيا للجمالْ
ربيع عام 2006
*******************
ألنوارس في دمي تبكي
سألمُّ يوماً ما تناثرَ من صدى
قدميكِ حولَ ضفافِ قلبي
مثلَ عطرِ النارِ يفجأُني ......
النوارسُ في دمي تبكي
لأوَّلِ مرَّةٍ في الروح ِ.... تملأني بدمعِ شقائقِ النعمان ِ
قلبي زائدٌ عن حدِّهِ
أو ناقصٌ من وردهِ
شفة ً تقلِّمُ لي حنانَ الأرض ِ وهو يفيضُ عن وجهي
وعن لغةِ إرتحالي في الضبابْ
سألمُّ يوماً ما بأهدابي زهورَ بحيرةِ الحُمَّى
تهدهدُ روحَ لامرتينَ في شفقِ العذابِ
تضيئني لغتي بلا قمَرٍ رخاميٍّ
ويطفئني عراءُ جمالكِ الممهورِ بالموجِ الحزينِ
على ذبول الصمتِ والمهدورِ بالنعناعِ في أبدِ السحابْ
***********************
لهفة ُ الفينيقْ
روحي تنامُ على تنفُّس ِ مائِها الدُريِّ في أشعارِ هولدرلينَ
فيما جلدُها الرخوُ المضمّخُ بالنعاسِ وبإنسيابِ العاجِ
يشهقُ في شراييني ويعوي في شتائي
لم أقترنْ بفضائها اللغويِّ إلاَّ كي أردَّ النقصَ
عن أسرابِ موسيقايَ .......
أقطفَ حكمة ً بيضاءَ من بستانِ فردانيَّتي ....
أنا لهفة ُ الفينيقِ في غدِها المُحنَّى بالحدائق ِ
والرمادِ الأرجوانيِّ المُعطّرِّ بالحنينِ الى مكانٍ
لستُ أعرفهُ الحنينِ الى زمانٍ
ليسَ يعرفني ....ولوعة ُ أسئلهْ
ترفو عذابَ الليلِ في قلبي ......ونارُ قرنفلهْ
بدمي أراها في الهواءِ الرخص ِ
تنحلُّ القصيدة ُ دونَ قُبلتِها ووحدي لا أرى
عطشَ الإباحييّنَ ينضحُ من أصابعها
على قمرِ القرى
في القلبِ وهو يخبُّ في جمرِ
الغوايةِ كائناً / صفة ً لعينيها ويلحقُ قيصرا .
أيّار 2005
**********************
حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
هل أرَقتُ على مثلها ندمي ؟
أم دمي ؟
أم عراءَ الربيع ِ وقبلة َ عينيَّ
في شهرِ آذارَ ؟ أم دمعَ نوَّارها ......؟
زهرة ُ الريح ِ مرَّتْ بنا
في مرايا المساءِ الأخيرِ هنا
حينَ كنَّا
على طرفِ الأرض ِ نبحثُ عنَّا
بلا طائلٍ ...فتمسَّ هي النايَ في شغفٍ بالغ ٍ
وأنا دونَ وعي ِ العبارةِ أصرخُ من ألمي
هل أرقتُ فمي فوقَ صلصالِها ؟
ونثرتُ على ليلها
سبحة َ القلبِ , والعمرِ , والأمنياتْ ؟
هل أرقتُ على مثلها
ندمي أم دمي البكرَ ؟
أم نرجسَ الشبهاتِ العصيَّةِ ؟ أم حبقَ الأغنياتْ ؟
أم كسَرتُ رتابة َ أحلامها ؟
ربمَّا .... بصراخي مريضاً من الوجدِ للأنبياءِ " أنا أبنكمو
والفتى الضالُّ في فلواتِ المزاميرِ
ضعتُ فلا تتركوني .... وحيداً / شريداً / طريداً
سيأتي زمانٌ وينقذني " ربمَّا ربمَّا .......
كنتُ ذاتَ خريفٍ أليفٍ
كسّرتُ هشاشة أيامِها
ونهرتُ الهواءَ القديمَ الجديدَ عن الذكرياتِ ؟
التي سوفَ تأتي غداً كالمسيح ِ
لتغسِلني من خطايايَ
أو لتربِّي رؤايَ
على مهلها ....
مثلما حجلُ الديرِ يكبرُ
أو طفلة ُ الغيم ِ من مُنتهايَ
تسيرُ الى مُبتدايْ
حينَ لا أجدُ الشعرَ كيْ أرتقَ الروحَ
بالبحر ِ أو بخطى الكلماتْ
حينما أجدُ النهرَ في ثقبها
وهو يجري بنحلٍ تلوِّنهُ
شهوة ٌ كالصباح ِ البريءِ إلى ما وراءِ الحياة
حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
فتبتلُّ أغصانُ أعلى الشجَرْ
وتبتلُّ ريحُ المعاني مسافرة ً في المَطرْ
هل أرقتُ عليها / عليَّ القصيدة َ
فإنغمسَتْ في دمي
كالشواظِ المُشعِّ سنا / وأنا
كنتُ في حضرةِ الناي ِ أصرخُ من ألمي
حاملا ً دونَ سيزيفَ صخرَ فمي وضلوعي
وإرثَ العدَمْ
نحوَ هاويَّةٍ في خيال ِ القممْ
آذار 2008
************************
أغنية إلى طروادة ثانية
ساعة ً سأعرِّي خطايَ من الدم ِ ....
من رغبتي في إقتناص ِ العباراتِ رنانة ً
وأسمِّيكِ أعلى من الإنحدار ِ الى مجدنا
المتأرجِّح ِ في زمن ِ العنكبوتْ
ساعة ً سأعرِّي القواميسَ من لغتي
والمساءاتَ من فرحتي
إذ يؤجِّلها صوتُ ملحمةٍ في جنوبِ الضلوع ِ
بغير ِ حصانٍ ومن دونِ بحرٍ
يطلُّ على ما وراءِ السماءْ
/ وطروادةُ إنكسرتْ في الأساطيرِ
وإنتحرتْ ربَّة الشعر فيها /
ساعة ً سأمرُّ على ما يقولُ المضارعُ
في كلِّ أوقاتها
ما تقولُ الشوارعُ , أشجارُها , العابرونَ
الى عالمٍ حالمٍ , صمتها , لونها , وحدائقها العامة ُ ,
الأرجوانُ على ليلها , وإنكسارُ النهارِ ,
نوافيرها ,
وأزاهيرها
في المساءِ الملوِّن ِ تُذبحُ لكنها لا تموتْ
/ آهِ يا آخري
أنا أعرفُ أنكَ تكرهني دونما سببٍ مقنعٍ
لصراعِ الحضاراتِ لكننَّي سأجاملُ
حتى النهايةِ من أجلِ معنى الحنين ْ
لأعرفَ ماهيَّتي .... من أنا ؟؟ ما أكونْ ؟؟ /
لن أفكرُّ الاَّ بحريِّة ِ الأغنياتِ التي سَجنوها
فنامتْ على صدر ِ طروادةٍ ثانية
بذا قضتِ الطائراتُ هنا
بينَ أهلي وأهلكِ من قبلُ أو بعدُ
ملءَ عراءِ البداياتِ
ملءَ عراءِ النهاياتِ
أو إنها حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ
إلى شمسنا العربية
كي يشربوا ماءَ أحلامنا
ولكيْ يقضموا زهرَ أيامنا .......
حكمة ٌ للبرابرةِ القادمينْ
ساعة ً سأعرَّي يديَّ من الذكرياتِ
ونوَّارِ آذارها الفجِّ .....
حريَّتي من دمي / مفرداتي من الشمع ِ
عينيَّ ممَّا تغنّي النجومُ وراءَ الأبدْ
ساعة ً سأسمِّي دمي حبقاً مشتهى
في حدائق ِ عينيكِ يعلو الى الإنعتاق ِ ...........
وأسمِّي رؤاكِ فضاءَ الجسدْ
***********************
محضُ فم ٍ وحيدْ
متنصِّلاً من لعنةِ الأسماءِ من دمكِ الشفيفِ
كزهرةِ الليلِ المخضبِّ بي ومن أشهى نبوآتي
ومن دمع ِ السماءِ يهبُّ في لغتي
وفي قوس ِ الدم ِ القزحيِّ
في الما بين ِ من جسدي
أنا المصلوبُ في شفق ٍ
أعانقُ في أعالي الأغنياتِ
ضبابَ أيامي بلا عنق ٍ
عليها ختمُ أفعى من ثمودْ
مترَّجلا ً عن شهوةِ الألفاظِ
عن قمر ِ المجاز ِ المحض ِ ........
حينَ يصيرُ آخرَ قبلةٍ عمياءَ في شفةِ المعاني
متشكِّلاً منِّي ومنكِ هناكَ
في هذا الرخام ِ الحيِّ
كيما أطمئنَّ الى كياني
وأنين ِ روحينا الخفيِّ اللون ِ
يقبعُ في نهار ِ قصيدةٍ أخذتْ حناني
ومضت .....فمن يرثي الرخامَ الحيَّ ؟
لونَ الليلِ ؟وردَ النارِ ؟سرَّ الثلج ِ ؟عنوانَ إنكساراتي ؟
المجازَ الصرفَ ؟ من يرثي مسائلتي ؟
مكاشفتي البريئة كالأغاني ؟
من للندى العفويِّ ينهضُ في الصباح ِ ؟
ولإحتضار ِ قطيفتي ؟ لسفرجل ِ الأيام ِ بعدَكِ إذ يعاني ؟
لأمدُّهُ بيديكِ أو ليمدُّني بغدٍ
أعانقُ فيهِ أحلامي على حقويك ِ
ألثمُ ما تعرَّى من خيالاتِ القصيدة ِ فيكِ
كلُّ دمي وكلُّ نشيدِ إنشادي وكلُّ يديَّ
عينيَّ
إرتعاشاتُ المجرَّةِ فيَّ
محضُ فم ٍ وحيدْ
أنا نايُ حزنكِ حينَ تعبرني رياحُ الشرق ِ
أصهلُ في مرايا الذاهبينَ الى الشمال ِ بلا حكايا
أو مواجدَ لا تهاجرُ كالنوارس ِ
مُشعِلاً في كلِّ ما يرثُ المدى المسحورُ
من خفقان ِ أجنحتي على غاباتكِ العذراءِ
ثلجَ شفاهكِ الظمأى وأغصانَ النشيدْ
شتاء 2008
********************************
الحُبْ الدامي
هذه قصة حقيقية جرت أحداثها في ضاحية من ضواحي حيفا . ربط الحب فيها بين روحين بريئين سعيدين بالحياة .حزينين ومخلصين لفرحهما المختلس.ولشوق الحياة .
روحين مشتعلين بأوار الجسد وبنداءات الملائكة الأرضيين . روحين لآفي ورونا
التي أحبها آفي حتى جنون أعضائه المبعثرة في مجرّة قديمة ضائعة خارجة على مدار الزمن.أحبها رغم كل شيء . رغم فشله الذريع في عمله وفوضويته وتقلبه في حياة مضطربة عاطفيا واجتماعيا وماديا ونفسيا. وفي النهاية تحملَّ فشله في كل شيء
ولم يستطع ان يرّتبَ نهاره المنعوف كزهرة عباد الشمس فوق شاطئ كريات يامْ. ولم يتحمل فشل حبه لرونا التي ضاقت بفوضوية حياته وطبعه المشاغب البريء .رونا التي كوّنتْ عالمه جزءاً جزءاً هناك على ساحل أبديته .فكانت النهاية موجعة ومأساويه وملأى بالدمعِ والدم والأسئلة الغامضه .وبنشيجٍ يغمغمُ في روحه . وكانت ليلة ً لجنون الرصاصْ .
غرقتْ نارُنا في دموع ِ المحبيّنَ
وأشتعلتْ في مراياكِ تحملني للأبدْ
نحو صبحٍ بلا قُبلاتٍ يضيءُ
على جانبيكِ صهيل َ الزبدْ
غرقتْ فيَّ نارُكِ أو أيقظتْ
فيكِ ناري فحيحَ الجسدْ
يتمتمُ آفي كلاماً غريباً
عن الحبِّ .....والبندقيةُ بينهما........
ـ عانقيني لأطلقَ بعضَ الرصاصِ
على نورسٍ خائفٍ في عيونكِ
بعضَ الرصاصِ على قمرٍ
يتسكعُّ ملءَ سمائكِ أو ملء حيفا
وبينهما البندقيةُ نائمةٌ
وتنامُ على جسدِ البحرِ حيفا
بلا قمرٍ وبلا ذكرياتٍ.........
ورونا كأحلامِ غوغانَ
تغفو على مهلٍ مثل طفل ٍ حزين ٍ
رياحُ النجومِ تهبُّ على ثلجها فيشبُّ............
بلا وعيها الخاصِّ تحلمُ ضائعة الروح ِ
ملتفة ً بملاءةِ غوغان يكسرها البحرُ..........
وهو بجانبها مثلَ نهرٍ بعيد ٍ غريبِ النجومِ
يحشرجُّ أو يستعدُّ لموتٍ قريبِ الخطى .........
ـ سوفَ ألعنُ هذي الحياة بما ملكَ القلبُ من قرفٍ ....
غمغمتْ شفتاهُ........
ولا شيءَ يقتلُ كالذكرياتِ
الجميلة ِ ...لا عنفوان النساءِ
ولا البندقيةُ ما بيننا نائمينِ
بلا جنةٍ خلف َ بلّورِ روحي وروحكِ ............
لا شيءَ يقتلُ كالذكرياتْ
كانَ آفي على موعدٍ مع صهيل ِ الجسدْ
يوّدعُّ أحلامه بسوادِ النحيبِ الخفيِّ لشاطيءِ كريات يامْ
يصطفي ليلَ رونا بأكملهِ
ويزيحُ الشذى الصلبَ عن جسمها باللسانْ
ولكنهُ كلمّا شعّتْ الأسئله
تخمدُ النارُ في روحهِ
ـ آهِ رونا الجميلة ُ حتى البكاءْ
أنتِ لي قدرُ الحبِّ والموتِ
في جنة الأرضِ أو في جحيم السماءْ.
ايُّ معنى لحبِّ الغزالةِ للذئبِ...؟
حبِّ الحمامةِ للأفعوانْ؟
أيُّ معنى لنقش ِ جنونِ الرصاص ِ
المُحبِّ على جسدِ الأرجوانْ؟
...................................
ينزعُ الليلُ قمصانَه الدموّية َ عن زهرِ صفصافةٍ
يرفعُ البحرُ زرقتَه كنداءٍ الى الله ِ
ـ من أيقظَ البندقيةَ ـ ؟
ليس َ سوى البحرِ من شاهدٍ
والحقيقة ُ تحتَ ندىً لامع ٍ ..........جُثتّانْ
والعصافيرُ منهكة ٌ تحتَ قصدير ِ
شمسٍ صناعية ٍ صدئتْ مثلَ وردِ المقابر ِ
في المطر ِ الحامضيّْ
العصافيرُ ميّتة ٌ حيثُ شئتَ هنا أو هناكَ ..........
وفي الحبِّ متسعٌّ للرصاص ِ ........وللسخريه
ومتسعٌّ لدمِ الأغنيهْ
*******************************
في مهبِّ العناقْ
إنَّ نصفَ القصائدِ أحرقتهُ
والبقيّة ُ في سلةِ المهملاتْ
رمتها عيونُ النساءِ اللواتي
إلتقيتُ بهنَّ على عجلٍ في مهبِّ العناق ِ
على شرفةِ الذكرياتْ
بعدما إشتعلَ الحُبُّ شيباً ... وماتْ..!
**************
في الطريق
في الطريق ِ يوّحدُني صوتُها
نحو َ بحر ٍ مُسجّى من الشِعرِ والأسئلهْ
في الطريق ِ تُوزعّني قبلة ٌ لا تُسمّى
على جنّةٍ مُقفلهْ
في الطريق ِ سأرمي يديَّ على فسحةٍ في خواءٍ قليلٍ
ضليلٍ
وأسألُ حتى صراخَ العناصر ِ
في شهوةِ الريح ِ والشهدِ من شهريارَ
أيا شهرزادُ الجميلة ُ
من ذبحَ الصبحَ في ليل ِ عينيكِ أو أجّله ْ؟
كوردٍ أخير ٍ على فم ِ عاصفةٍ مهملهْ
كجسمين ِ في برزخ ٍ للشتاءاتِ
راحت تقلِّمُ زهريهما
وتزوّجُ نهريهما
مقصلهْ
***************
رؤيا ماياكوفسكي
ماياكوفسكي تراءى لقلبيَ في يقظةِ الحلم ِ.......
كانت تتوّجهُ شهوةُ الأغنياتِ
الشقيةِ بالنرجس ِ الغامض ِ اللون ِ والروح ِ ........
كانَ يئنُّ كقطعةِ ماس ٍ ومنطرحاً فوقَ ثلج ِ سيبيريا
ويحلمُ بالصيفِ والعطر ِ والغيم ِ والنجم ِ
في سقفِ زنزانةٍ تشبهُ القبرَ أكثرَ من أيِّ شيءٍ
وكانَ صدى الذاهبين َ الى السينما
جرسَ القلبِ في ليلهِ الخاصِّ .......
يجعلهُ زهرةً من دماءِ الجليدْ
وآنا التي رجعَ القلبُ من صوتها
سالماً ........ ضاعَ في موتها
من جديدْ.......!
***************
هنالك حُبْ
هنالكَ حبٌّ فقيرٌ ويمشي على قدمين ِ
حريريتينْ / مُكللّتين ِ
بغيم ِ الزوابع ِ ضائعتينْ
على ساحلٍ أبيضَ الحلم ِ لا ينتهي
نائم ٍ في رسوماتِ فان غوخ َ
حبٌّ نظيفُ الخطى والفؤادِ نظيفُ اليدينْ
هنالكَ حبٌّ صغيرٌ سعيدٌ بلون ِ اليمام ِ
الذي يغسلُ الدمَ عن وجهِ قانا
بأجنحةِ النور ِ يغسلُ عن قلبِ قانا الظلامْ
هنالكَ حبٌّ كبيرٌ يغنيّ لفاطمة َ القرشيّةِ
تحتَ السياطِ وفوق لظى عمرو بن ِ هشامْ
ويسعى على قلبهِ
فوق حبل الدموع ِ الى ربّهِ
هنالكَ حبٌّ فقيرٌ هنالكَ حبٌّ صغيرْ.........!
***************
وجهُكِ خلفيّتي في القصائد
سأكتبُ بالدم ِ حبَّّّكِ فوقَ البُحَيْراتِ
وجهُكِ خلفيّتي في القصائدِ خلفيّتي في فضاءٍ
يُمسّدُ ظلّي بعطرِ الأساطير ِ
تهطلُ من قلبكِ المستجيبِ لرائحةِ البحر ِ في طرفِ الأرض ِ
والمستجيبِ لموج ِ العصافير ِ في أوّل ِ الروح ِ ........
وجهكِ خلفيّتي عندما أكتبُ الشعرَ يوماً
على ماءِ قلبي
وحريّتي
إذ ْ أربّي
دموعَ النوارس ِ في معصميكِ.... لتولدَ بريّتي
منكِ ........ وجهكِ خلفيّتي
سأكتبُ بالقُبلِ السائلاتِ على حنطةِ الظهر ِ حبَّكِ
أو ببياض ِ الغيوم ِ على خصركِ الأستوائيِّ
أجنحةَ الأكاليبتوس ِ وهيَ تثرثرُ ما ضاعَ منّا
وما ذابَ من حُبّنا في ثلوج ِ الشمالْ .........
صوتُ خصركِ يُغمدني في المُحالْ.
**************
ولا أنا عاشقُ حريّتي
منذ ُ عشرينَ عاماً ونيّفَ تقتلني أمّتي
بسيفي المكسَّرِ تقتلني ......
ثمَّ تصلبُ لي بسمتي
فوقَ وجهي وتلصقها بالمساحيقِ
أسألني لمَ تقتلني ؟؟
لستُ أيَّ رسولٍ إليها ولا أنا عاشقُ حريتي
لتمررَّّ أنملها كلَّ يومٍ على عنقي مثل َ أمٍ رؤومٍ
تقبّلني مثل قطتّها شهرزادَ
ولكنها في نهاية ِ رغبتها الموحشة
وقبلّ إنهمارِ الضحى في دمي
قبلَ تزيينِ أقمارها لسماءِ فمي
تشحذ ُ السيفَ لي أمتّي
بأظافرها.....وتمددّني دونما رحمةِ
ثمَّ تقتلني ....ثمَّ تقتلني .....
**************
هكذا حدّثني صديقي
حدّثني صديقي مرةً عن عمرهِ الضائعِ
وراءَ إبتسامات النساءْ
عن جحيمهِ الخاصِّ الجميلْ
عن إنكساراتهِ وإنتصاراتهِ الغابرة
وبلهجةِ خمسينيِّ أرهقتهُ الأماني الكبيرة
حدثّني عن الحجرِ الضخمِ
المرعبِ الذي نزلَ من السماءِ
كأنهُ لعنة ٌ تتدحرجُ نارُ ها
وطاردَ ظهرهُ في كلِّ أزقةِ الدنيا وساحاتها
وبراريها وبحارها .... وسهولها وغرفها
وحاناتها وشوارعها ...ومدنها وقراها ...
ليستقرَّ أخيراً فيهِ
فقط حجرٌ ملعونٌ واحدٌ طالهُ من السماءْ
في زمنٍ أمطرتْ فيهِ السماءُ
ذهباً وفضةً وكنوزاً ودولاراتْ
كنتُ أضحكُ من حديثهِ بوجعٍ ظاهرٍ على وجهي
كنتُ أغتصبُ فرحي المُزيّفَ لأجاملهُ
وأكبحُ جماحَ أحزانهِ
بينما سماءٌ إستوائيّة ٌ خضراءَ وضائعة ٌ مثلي
كانت تبكي وتشهقُ داخلي
***************
لي ولها
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ القواميسُ لي ولها
كلُّ ما تتمخضُّ عنهُ النفوسُ التي إحترقتْ مرةً
في فضاءِ البنفسجِ وهيَ تزينُّ صلصالها
بأغاني النجومِ..........
ألحياةُ التي أفحمتْ شاعري بالفراغِ البريءِ
وما تتمخضُّ عنهُ المزاميرُ لي ولها
لي جنونُ أبي الطيّبِ المتنبي
وخسرانُ سلمِ بن عمرو
وموتُ إمرىء القيسِ
من غيرِ معنى يؤكدُّ ماهيّةِ الرملِ والشعرِ
أمّا لها
فالنهارُ الذي يسكبُ الآن َفوقَ جفافِ الكلامِ جدائلها
والحمامُ الخفيُّ الذي يتساقطُ كالدمعِ من ناطحاتِ السحابْ
لها قسوةُ الأمنياتِ وكلُّ إحتضارِ الضبابْ.
**********************
لن أبوح بسرّكما
آهِ يا صاحبيَّ إحملاني على وردةِ الغيم ِ
مثلَ الشهيدِ الأخيرِ إدفنا فيَّ سرّكما
وأعدّا رذاذاً خفيفاً يليقُ بأحلامِ قيصرَ أو ذي القروحْ
آهِ يا صاحبيَّ أعدّا لباساً لنهركما
المتفّتحِ في جسمَ فاطمَ مثل شهيقِ الجروحْ
شبقٌ في دمي مذ خُلقتُ يصيحُ
إحتفاءً بأشيائها .....
آهِ يا صاحبيَّ إنزعا خضرة الحُبِّ
عني وعنها لكي تتنفسَّ أسماكهُ في الفضاءِ
الحبيبِ على دمنا
لن أبوحَ بسرّكما
لن أبوحَ بسحركما
المتشبّثِ مثلَ المزاميرِ بي لن أبوحْ
تملأُ الكائناتُ سماءَ كلامي
وتختضُّ في الريحِ شمسي
وتنهضُ من نوم ِ روحيَ روحْ
أنتما الآخران ِ الجميلان ِ
لي ..وأنا الشاعرُ الجاهليّْ
حيثُ ألفُ معلّقةٍ سأخطُّ لها .....
تحملاني ...وفوق الصليبِ ألمُّ نجومَ الدجى
في الظهيرةِ عن ثوبِ فاطمَ .....
أنثرها في العيون ِ لتزهرَ مثلَ دموع ِ المسيحْ
وكلَّ شتاءٍ وصيفٍ كما يتسّلقني شجرُ الياسمين ِ
تعرشُّ أعراقُ قلبي كأغصان ِ لبلابَ
في شرفاتِ الحنينِ الأخير ِ
على ما إختفى من شراعٍ لأعضائها
ثمَّ أقبلَ ملءَ رؤايَ وملءَ دمائي يلوحْ
أنتما أنا يا صاحبيَّ
دمي وقصيدي تفرَّق بينكما
وأنا أنتما ........
في المساءِ البعيدِ سأمشي على طرق ِ الروم ِ وحدي
وأرجعُ من جهةِ البحرِ ......ممّا تقولُ الرسائلُ
أحملُ أعضاءَ جسمِ غلام ٍ تفتحَّ عن زهرةِ الشعرِ
مثلَ الملاكِ الذبيحْ
أنتما أنا حتى إنطفاءِ مجرّاتِ آلامنا
والوصولِ الى سدرةِ المستحيلْ
أنتما أنا حيّاً وميتاً تشاغبُ زهوي سيوفُ الملوكِ
وتصنعني وردةً / نورساً / قبلة ً / شجراً غائماً / دمعة ً /
بسمة ً من صفيحْ .
*********************
في لحظةٍ ما
في لحظةٍ ما خارجَ الزمن ِ إلتقيتُ به على حدةٍ
أعودُ إليهِ من حمّى الجحيم ِاللازورديِّ الزهور ِ
ومن قراءةِ باولو كويلو أعودُ من السماءِ إليهِ
كانَ فؤادُه يبكي بدمع ٍ غير مرئيٍّ ومرئيٍّ
على أعتابِ مجد اللهِ
كان كأنهُ معنى مجازيٌّ بلا لفظٍ يجسّده ُ...
وطيفٌ غامضٌ ينحلُّ في أوج ِ إنكساراتي ....
ويغرقُ في إنحلال ِ الصمتِ في عينين ذابلتين ِ
يغرقُ في رسائلهِ الأخيرةِ عن دم ِ الأبنوس ِ
عن ماهيّةِ الإحساس ِ....
أقصدُ لستُ أقصدُ ما أقولُ
فؤادهُ لا قلبهُ يبكي على ....
المتشاعرينَ يزوّجون َ غيابنا للمفرداتِ
أقولُ في سرّي هناكَ وراءَ هذا اللا زورديِّ العميق ِ
سألتقي بهوايَ ذات ضحى ًوأصنعُ من دمي
أسطورةً شخصية ً كالخيميائيِّ اللعين ِ.........
هناك َ بوصلتي التي إحترقتْ
بلون ِ الحبر ِ وهيَ تشيرُ نحوكِ
آهِ حيثُ هناكَ
لا بشراً زنادقة ً ولا أنصافَ قدّيسينَ
لا بشراً ملائكة ً ولا أرباعَ فرّيسين َ
روحي شعلة ٌ زرقاء ُ تبحثُ خارج َ الرؤيا عن اللا شيءِ
عن معنى إنتحار ِ الضوءِ داخلها
تحدّثُ نفسها عن نفسها
عنّي وعن عينين ِ من لهبٍ
ومن حلم ٍ خريفيٍّ بأندلس ٍ
وعن نهرين ِ من ذهبٍ
وغمغمةٍ أريدكِ هكذا
قمراً بلا ريح ٍ تسمرّه ُ على صدري
وشالاً لإختزال ِ الوردِ والنعناع ِ .....
ليلاً عارياً في القلبِ يجرحني.....
أريدكِ هكذا أبداً مسيحاً لا يموتْ
***********
سماؤكِ تسكنني
سماؤكِ تسكنني والنجومُ الخفيضة ُ والكهرمانُ
الليالي التي إحترقتْ وهيَ زرقاءُ فضيّة ٌ كشموع ِ القصائدِ
نهرٌ يمرُّ غريباً كوجهي
الحدائقُ يصعدُ منها الندى وهو يلهثُ نحوَ دمي
كُلُّ عصرِ الخرافاتِ يسكنني ....
ويحوّلُ بحرَ سمائي
الى كِسَرٍ
ودمائي
الى قمرٍ
شاردٍ............
************
بالأنملين ِ أغمضي روحي
بالأنملينِ أغمضي روحي كزنبقةٍ
تمتدُّ كالقلبِ مفتوحاً على التيهِ
أو فأيقظي صوتها من قاع ِ رغبتها
ترتدُّ مثل َ المنى في ثغرِ معتوهِ
كتبتُ عنكِ لأنَ الحسنَ فيكِ رؤى
تفيضُ عن جانبيْ قلبي وتصليهِ
كتبتُ كي ألمسَ المعنى الذي إنفتقتْ
عنه ُ كنهر ِ فراشاتٍ معانيهِ
هل كنتُ فيهِ سوى نرسيسَ يركضُ في
فضاءِ عينيكِ أو لا لم أكن فيهِ ؟
*************
الى ناظم حكمت ْ
(حاضراً في الغيابْ)
دموعُك َ لا أعينُ السجناءْ نجومُ السماءْ
دموعُكَ لا أعينُ السجناءْ
تضيءُ الليالي التي إمتلأت بالليالي
دموعكَ لا أعينُ السجناءْ
قناديلُ ليلِ الشتاءِ
على سجن ِ بورصة َ ....كلُّ أيادي النساءْ
غصونٌ لجذعكَ تلثمهُ ثمَّ ترشحهُ بالطيوبِ
وكلُّ قلوبِ البشرْ
هالة ٌ حولَ قلبكَ تحرسهُ أيُهذا القمرْ
دموعكَ لا أعين السجناءْ
حنينُ سماءٍ يسمّى ....مطرْ