وعابر للسبيل
منهك
قد تبعثرت خواطره في صدره..
يشتهي ظلاّ وبعض هناء..
قرب سور عتيق يرتمي بكيانه..
يوسّع جوفه بأنفاسه السّاخنة
الناقمه..
ومقلتاه تجوسان الفضاء؛
فضولا..
تبحثان عن المفقود فيه..
ولا حسن يرى..
أعقاب سجائر..
سطل مهمل حوله تناثرت رمم منخورة
[ ربّما لكائن قد حيا هنا
ــ زمانا ــ وإلاّ ففريسة غذاء, هي, أحضرها وحش البراري إلى المكان خيفة عين متطفلة..]
وعلى البسيط نفايات تعفّن أدمها
وحللت الأنواء أوصالها
من حولها أشعل الفطر سرابا مشتّتا..
وأصداف بيت الحلزون تِؤثّت الفراغ..
بقايا نحلة قد تفسّخت على حائط مهترئ
وتدلَّت من حبائل عشّ عنكبوت
خفيّ غار في غاره..
زيتونة قد تآكلت..
يحوم خميس النمل حول نواتها..
زجاج مهشّم
سلاه بريقه القديم..
وذات
هدّها طول ترحال عنيد إلى ما لا نهاية..
راود السهاد نواياها
فلم تستسغ حالتها..
كرهت فوضى المكان..
وعاودت رحيلا جديدا
في متاهات جغرافيّة غائمه.