هي امرأة ٌ....سيّدةُ الصخُور والبرتقال.
هي ما تناثرَ من زهور اللوز على سطحِ البحيرة.
بزيت الجَوز لمّعَ الدُوريُّ صورتها ومال....
إلى الطلقة القاتلة!
"هي طلقتي القاتلة"، قال لي شاعرٌ وهو يرسم
فوق الرمال...ظلاّ غريبًا على ظِلهَا /.
...................
تضيقُ المسافة بين الظلال... يمرّرُ كفـّهُ
في شعرهَا، فيبتلُّ كفه باللوز و التوتِ والبرتقال ...
(فتهمس خذني إليك. أنا الآن أجمل !)
ببطء...ببطء ... إلى ثغرها، لينفثَ في ريقها
غيمة، وعصفورة، و وعلا جريحا ينام
على زرقة البحر فوق الجبال...
(تناديه خذني إليك. أنا الآن أجمل !)
...................
يَمرُّ غريبا على نهدها، يقفزُ كالوعل من تلـّةٍ صوبَ
أخرى: ما أجمل الكونَ، وما أوسعَ الأرضَ من
ههنا – كأنّها أكبرُ من كل شيء، وأصغر من شكلها!
كأني نبيٌّ، يُطل على الكون من فوق
هذي التلال
(فتهتف: خذني إليك. أنا الآن أجمل).
...................
تضيق العبارة شيئا فشيئا / يحثُّ خطاه
إلى بطنها... يرى قرية ًمهملة، و سربًا من الأغنيات
يحط ُّعلى صخرةٍ. يقول:
" سأبني هنا خيمة، وأشعل نارا وأدعُو الغيابَ
إلى خبز قمح وكأس نبيذٍ...وأشربُ نخبي ونخبَ
بحارةٍ متعبين وأعزفُ للكائناتِ مقطوعة الكرنفال !"
(تصيحُ به: خُذني إليك. أنا الآن أجمل).
...................
فجأة يحُلّ عُطلٌ طارئٌ على الأغنية.
يرى البحر يدنُو بخفةِ ذئبٍ فيفصل ظله
عن ظلها، ويمحُو الظلال!
" قد كسَرْتنِي أيّها البحرُ" يقولُ و يبكِي. يقلـّب
كفـّيه بين الرمال: يفتـّش عن قرية مهملة،
عن خيمةٍ و سربٍ من الأغنياتِ يحُط على صخرةٍ ...
يفتـّش عن كائناتٍ
وعن كرنفال! /
.....................
.....................
لا شيءَ غير الغياب هنا، وغير لا شيء
يمنحُ أسماءَهُ صورة الانتظار.
" قد كسَرتنِي أيّها البحرُ، لكنني أكبرُ منك:
أحتاج بعض الحروف لأرسمَ بحرًا وموجا، ورملا،
و أرصفة و بحارة متعبين ... / و لكنك أنتَ الأسيرُ
ما بين ماءِكَ أو سمائِكَ....(فانعَمْ بسجنك!)
وأنا الحُرّ الطليقُ في الخيال
...................
أيّها البحرُ...ما أضيقَ الأرضَ لولا الخيال!!!
