بهاء شذرات نيتشوية ـ نص : محمد بقوح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

-1-
كنتَ هنا .. و من هنا مرّ ظلك المختلف على متن صهوة حصان طروادة الشامخ ..
التاريخ لا يعود .. إلا حين تدفع الإرادة بسواعد قهقهة الفكر ..
كما المطر يسقط عنوة .. بعد كل صحوة جبارة لغيم يحتفي بنغمات ديونيسيوس العظيم ..

-2-
احذر أيها الداخل التائه
إلى دوائر نص حالم يرقص بجسد حارق يلتوي خارج الإطار الآثم ..

-3-
من هنا كانت بداية شغفك الكبير سيدي بقوة اختراق المجهول ..

جمال العالم يكمن داخل جمجمة العبيد ..
يا سيد تراب ..
حلّق بأجنحة أبجدية السؤال التراجيدي ..
في خفايا السماء الثامنة .

-4-
لقد صلت و جلت بين أدغال أقنعة كائنات من هذا الأديم المشدود ببقايا عظام عمْي الزمن ..
كائنات حكي عليل يؤمن بتشغيل محرك رماد الذات العليا ..و النار
هي أشرطة ماء بين حروفي ..
فعْل كان و مافتئ يدهش العالم الأرضي ..
بمفارقه العميق داخل أسوار جماجم صغيرة ..

-5-
أبدعتَ بفكر المحايث الخلاق .. بلهيب الشموع الأبدي ..
حين تساءلت بلغة هدم المألوف السائد ..
في إرث تقادمت عجلاته الحضارية ..

-6-
سؤالك المكسو برونق مطرقة رؤيتك الغريبة و الجريئة
كان و لا يزال يشغل الناس في مدن ترتديها الكثل الثلجية ..
مدن هي اليوم باتت تحتفي بشرارة عقل
بات يصف الأرصفة بمتعة مرفوضة و لا يعريها ..
فكان عودك الأبدي الجميل
عكاز كل مسافر ضل طريقه
يبحث عن معنى الأشياء ..

-7-
ما الأخلاق في لغتك الشاعرة سوى بساط من حروف الموج الكاسح ..
صنعته الحيتان القديرة ..
عبر صيرورتها الطويلة لتحصد بها أعناق سنابل كل التواريخ و أتربة العيون ..
سواء الجارية منها أو الآتية ..

-8-
معاناتك العاشقة للروح المقلوبة لصيحة هيجل المتعالي ..
معهم كانت صرخة عنيفة ..
فجرتها كتاباتك الراعية لنسور حرة بتحليقاتها النارية ..
و جديدك المكشوف الصدر ساحات حرب جميلة .. لا حد لها ..
في مكان ينسل منزاحا  كل يوم بين أصابع كل الأجساد المتعبة ..

-9-
أما  غريبك في الحفر العمودي .. فراق و جميل ..
بلسعه الخادش لوجه قدر الذين ثبتوا الأوتاد ..
و لخطب الأصنام السعيدة انبطحوا مسالمين ..
يطبّلون لسفك دماء البحر ..
و الشجر الحزين يطلبونه قربانا لسلطان السراب ..

-10-
هكذا استقبلت قببُ مستنقعات الأديرة
زرادشتك القوي
بإرادته الخارقة لحجب مسارح المدينة ..
في غابات زمنك المفروش بورود الحروب ..
بالمزيد من الرشق المفلح بالحجارة الناصعة       و
أسقطت زيف المرايا ..
فكنت من الخارجين عن طاعة أعمدة بالية ..
سنّتها إحدى فرق  قبيلة الأمس البليد ..
-11-
فكانت كلماتك هدما ..
و تشييدا بهيا و شائكا ..
لدهشة قوس قزح أمّ الشموس ..
جنوباً ولدت
في جنون أزمنة الهنا و الآن ..


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟