امرأة العزيز ـ شعر : يوسف أعبوب

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

دعيني أبوح لك بسر القبلْ
وكيف تموت أسرار  قبورنا  دونما الكفنْ
حين يروي حمَّاد الرَّاوية شعر السياب ،
وحين تنطفئ فوانيس الحقول .
دعيني أصف لك فرسا في اخر  السَّبق..الذي  لا أعرفه ،
دعيني أعانق أثافي المضارب ،
ما تزال ترسم  وجنتيك في  ايهابْ
حيثما يغيب القمر .
دعيني أكتب بالإبر على آماق البصرْ
انطواء خصلات شعرك،
دعيني ألمس  شعر الخنساء ،

يربت بمناديل خبزنا العاري ..
على  كتف دموع الرزايا .
****   ****   ****
أكلما رسمت البحر ، تعالتْ أنفاسك،
تمرمر  كالصدى ..
والصدى ..
يلازم اليراعْ
أكلما توسَّدتُ  المدينة  سحبتني موجة ،
أنا  ما أحببت في الشعر غير القوافي الغرثى
في مساحات  لغات
وشرفات ينأى عنها القمر ...
لازلت أبحث عنك ..
فيندلق السؤالْ
لا زلت أبحث عنك... 
فتنسلُّ جنادب الصباح
لا أجد في بحثي غير الرياح ْ
ووردة  مالتْ وقد هزَّها الحنين
الى  بلاد كنعان
عيون  اللغات  ثملة 
قالت لي الوردة : ليس في صحرائنا غير الرياح...

عيناك...
عيناك ... يا امرأة العزيز..
تشغلني ثقل زمن الدمار ..
وقدوم السنين العجاف.
وأنا في غيابات الجب 
قًدْ قُدَّ قميصي من دُبرْ
فما عساي أقول ؟
أقول.. أنا العبد البائس  ضحية الحب والذئاب ْ
في الجُبّ كان  لي عشق المرايا..
وفي السجن أضاجع رؤيوات
****  ****      ****  
يسألني عنك العشق
لازلت أبحث عنك في الزَّهرات ،
وثمرات الوادي  تشهدْ
لا زلت أقرأ  لك الذكريات ْ
والقبَّرات تنشد البعاد ْ
على كتب بلقيس نحتتُ اليَخْتَ
على جداريات  طرْوادة  رسمت السيف.
والقبرات تعتلي الشجيرات
ترنو الى نشيد البجع
بعيون سوجاءْ
تهاجر الشرق  والجزيرة
على هذه الأطلال  استوقفت الرفيقْ
لنعاود الذكرى
لنعانق المنازل الصماءْ
نظمت الشعرَ
نقشت  السّير
فعاودني السؤال
بلا أوتار انكسرتْ  زجاجات النبيذ .
انمحت كل الكلمات
ذبلت أزهار الشطآن
****  ****  **** 
ياإمرأة العزيز
هل ظعنت   في الجدب الأخير ؟
هل توسَّدْت السُّهاد؟
وترحلين
وترحلين
عن الدّيار ترحلين
ولما ترحلين على هودج الجمالات  الصفر؟
لما يرحل  صمت وجنتيك  ؟
أنا..  أنت
وفي الغياب  تضيع أقفال الأبواب  الموصدة
خلف السنابل العجاف.
ظللتُ طريق الصحراء باحثا عن أثافي الخيام ْ
ظللت  وما أنا   بمهيار
ينقل مضارب  الجزر الزرقاءْ
أسير.. وأنت  من هم َّ بي....
في غيابات الجب  كتبت الرؤيا
راودتني الخطايا لولا برهان ربي
الذئاب تذئلني كل مكان ْ
فلما الرحيل؟
زادي في السيَّارة  رُطبٌ تمضغ النسيان ْ
فلما الرحيل؟
أيشهد صاحبي؟
أيذكرني   في أذْنَاب البقرات العجاف ْ؟
أفي  لظى السجن كلمات ْ؟
يا امرأة العزيز  ترحلين في إسار
والعير تنهدات ْ
تراقصُ خطواتها  أعمدة  راحتي.
لتنتهي   القصيده
لتنتهي   القصيده.....

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟