تاريخي الأوحد ـ شعر : فوزية العلوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

ها آنا في حبسة المعنى
وتزاحم الأضداد
أرصّف هذا الخواء
وأستدني طيورا ماكانت لتعجزني
حطّي هنا ياحدءات الرّيح
وضعي بيضك الأعمى...
ماعاد  صباحه مثقلا بالبركات
هذا الكاهن الموتور
ولا الّليل معراجا إلى فتنة عينيه
لا الريح مفضية بي إلى قلاع أبّهته...
ولا الليل مقمر إذ أشتهيه...

حطّي هنا يا عنقاء الوقت
ولا تحترقي أبدا بأواري
وإن احترقت....
ناشدتك لا تنهضي أبدا....
تكفينا الولادات الشوهاء
وما تخلّق من رحم الفحم.
إنّي سأعيد ترتيب التاريخ اللغوي البائد
وأنسف كلّ أباطرة الحمإ المأفون
وحدي  سأنشئ أساطيري و سلالاتي
وأمدّ تاريخي إلى أبعد من ذالك الفجر
سيزيف هذه المرة
لن يكون حمّال شقاء
والصّخرة  الصمّاء تلك
حتما ستبلغ الجهة المقابلة للشمس...
لتطمر بغبارها الكونيّ
كلّ الخرافات الأحفورية
وما تحلّل من موميات الحلم المجهض...
مالي أضعت كلّ فصولي
أستمطر  كاذب الغيم
وأريق بلّورات العين على عتبات الهيكل الخاوي؟
أنا ياقوتة الزّمن المتمنّى
ولؤلؤة الدهشة الملكيّة
أنا الكاهنة المتبتّلة في تراتيل الماء
طيري يا أكاليلي ...
توّجي رأس الهدهد الموعود بسرّ النبع
يكفيني عطشاوهراء
أنا قدّيسة النهر الأخضر
وسيدة  البحر الطّافح بالحنان المرجاني
اليوم يبدأ العصر العٌلويّ الأول
ومعي
ستورق كلّ الشجرات
التي أخطأ النّوء أفنانها العطرات ...
بيدي أدقّ على الغيم
وبالأخرى سأزرد غلالة الريح...
سيأتيني قادح الليل
حاملا شمعدان الدهشة الحبلى
ودورق الخمر الشفقي
رويدا رويدا سيسرج لي مدارج الرّوح
ومنارات الجسد...
وسيلبسني برد الغبطة القصوى
ليس لبرومثيوس أن يلتاع هذه الليلة
ولا الطيور بآكلة فلذة كبده
ستأتيه النّار إلي بيته...
محمولة في عربة الحمرة الشقراء
وسيصطلي ما شاء له القرّ
معه سأشوي الكستناء البري
والبلوط المفرق كحطب البراكين السريّة....
اليوم تأنس لي كلّ حوريات الأرض
ويقبعن عند أعتابي
أحكي لهنّ حكاية سلطاني المزهر
وأشدو لهنّ شدوه الباهر
هذا الذي أدرك  اليوم
كم هو خواء بدون لحوني
وكم أنا قيثارة عمياء
بدون أنامله الحبلى بالبرق.....

فوزية العلوي
تونس


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟