عَشيّة ُالميلادِ في غزة -شعر : حسن ابراهيم سمعون

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

بعشيـّةِ الميلادِ ثـلج ٌ
لا يُغايـرُ صَمتـَه ُ
إلا لهاثُ أيائل ٍ
ورنينُ أجراس ٍ
يـَزفّ ُ قدومَ طـَيفِ الأرجـوانْ
وبكيسهِ أحلامُ أطفال ٍ
تـُمايـزُحُـمْـرة َالثــّوبَ المُغايـر ِ...
صفحة َالثــّلج ِالمُـعـَلــّق ِفي عُـيون ٍ
بالمَـداخن ِوالــدُّخانْ
تـتناولُ السرّ المقدّسَ...
تـقرأ ُالقرآنَ  في قـُـدّاسها

يامريمُ  العـذراءُهـُـزّي شمسنا
لـتــُساقـِط ِالـقـربانَ دفـئـًا
في مَساربِ غَـزّتي
فــَدمُ الشـّـقائِـق ِباردٌ بالأقحـوانْ
بعشيـّةِ الميلادِ تـَلـتـَمُّ الهَـدايا
والشُّمـوعُ تـُراقـصُ الكاساتِ من
طِـيبِ الحكايا
والصَّبايا تـَملأ ُالأطـباقَ
تــَـشوي الكستناءْ
في غـزّتي
تــُشوى ُالعمائـمُ والعـَذارى
والنـّساءْ
وتـَمائمٌ هَجـَعـتْ رِهابـًا أغـمضتْ
لم تسمع ِالأجراسَ من صَخـبِ السّماءْ
فـَتــَزاحـَمـَتْ في حـُلـْمـِها
أشلاءُ بائـعةِ الحليبِ ...
وكـفّ ُ فاطمة َالــّتي بـُتـرتْ
بــدسِّ (عـروسة ٍ)
في جـيـب ِ(مَـريولٍ)
يـَـقـيـها شـرَّمَصّا ص ِ الدّماءْ
في غـزّتي
حَـبـْرُ الطــّـواقي السّود ِعـَربدَ جا محًا
في كـيسهِ خل ٌ وملح ٌ
من هـَدايا الجُـلجُـلهْ
للأولياء ْ
في غـزّتي
قـصفَ الفريسيـّونَ مَسرى الأنبياءْ
في غـزّتي
تــَـتـغا يـرُ الأشياءُ ...
والألوانُ ...
والأحجارُ...
والأزهارُفي
طـقس ِالشواءْ
*************
في غـزّتي
خـَـتــَنَ الفـريسيـّونَ  ليلا ً
غـُـرّة َ العـام ِالجـديـد ْ
فتطاولَ اللـيلُ البـَهيم ُ كخيمة ٍ
شـَـدّ الجـِوارُ مُـغـارِها فــَـتلا ً
بأمراس ِ الحديد ْ
في غـزّتي
قصفـوا المغارة َوالوليدْ
في غـزّتي
صَهـَروا الترابَ ولمْ نلاق ِحِـفـْـنـة ً
لـفـَم ِالشـّهـيـد ْ
في غـزّتي
نارٌ يطوّقها الجَّـلـيدْ
*************
في غزّتي
( أستيرُ ) ترقصُ عاريهْ
رقصَ السَّماحْ
وبجيدها
حَطبُ المحارق ِكازُنا
فـَضحَ العشيـقَ بريحـهِ
نـَـتـِنـًا فـَفـَاحْ
وبـغــَمـزة ٍ من شهـريارَ مُغازلا ً
صَمتـتْ بيـادقـُنا عن الهـَمس ِالمُـباحْ
فرعـونـُنا
قـَطـعَ ( السُـبا تي ) خانـقـًا
لـفـَـم ِالجـراحْ
قـد شـق ّ موسى للـقبـيـلة ِ مَعـبـرًا
فـَعـَلامَ  ياهامانُ في
وجـهِ القـبائـل ِغالــــقـًا
وبحَـبْلكَ المَسحور ِ يَسري
بالفـريسيـّنَ  دِ فءٌ
لـَـم َّ شُـذ ّاذ َ البـِطاحْ
في غـزّتي
قـتـلوا المـَآذنَ...
والمـُؤذ ّنَ والـنـّواحْ
في غـزّتي
سقـطتْ أناشيدُ الصّباح ْ
*****************
فحَـناجـرُ الأطفال أسكـتها الرّصاصْ
وبديكها الرّوميِّ...
يـنـفجـرُ الرّصاصْ
وخديجة  ٌرَسمـَت حَمامًا أبيضًا
كقـَميصِها المَذؤوبِ
لوّنـَهُ الرصاصْ
فسماء ُغـزّة مِـن رصاصْ
وشواظـُه ُ في عـُلبةِ التــّـلوين ِ...
والآيات ِ...
والعُـكــّـاز ِفي طقس ِالصّلاة ْ
ولـهـيـبه ُ
حـَرقَ الشـّواهـدَ والرُفا تْ
في غَــزَّتي
وَضَعوا المَصاحـفَ ...
والأناجيلَ العتـيقة َشاهدًا
فوقَ القـبور ِورقــَّـنوا
بعشيـّةِ الميلادِ تاريخ َالوفا ة ْ
**********
في غـزّتي
حـَرق َالـغـزاة ْ
الصّوفَ والزيتونَ والسّلوى
وأكوام َالحجارهْ
في غـزّة
نـَـفـِد َالنسيجُ فكـفــَّـنوا
بالباقي منْ أستـاركعبـتـِـنـا
وأقـماط ِالمَـغارهْ
في غـزّتي
نـَـفِـد َالضّـماد ُ تــَضـَمـّدوا
بـُردى الرسول ِ
وثوبِ عـيسى قائمًا
فـِصح َالبـِشارهْ
*************
في غزّتي
سَيلُ الجنائـزِ ساخـنٌ
ونـَجيـع ُغـزّة ساخـنٌ
والثــّلج ُمـن خـلفٍ وقـدام ٍ
ومنْ كل الجها تِ ...
على المعابـر ِوالحدودْ
وسماءُ غـزّة أمـطـرتْ نارًا
وهُـمْ فـيها قـُعـودْ
فـتـدثــّروا (رَبـع َالمزواي)
يـومـُنا المَوعودُ آت ٍ شاهـدًا
فـَحـَذارمِن تـقـويـمـِكـم ْ
صَفحا تـُه مـُلـِئــَتْ
بأسماء الشّهـودْ

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟