تمهل أيها القلب ...تمهل
لا تدار غبار الروح بفتيلة شوق تلتهب
و لا تناور ببقايا بسمة على تضاريس الروح و تتوعد
اللعبة انطلقت و الكل يتأهب.
كل المرايا سحقها النور
و السحر تبدد.
و لم يبق سوى شلال الشعر يتجدد
و شتلة من الضوء على الجبين تتلألأ.
لا تقايض النور بالظلام و تندد
و ترتدي كفن الرجولة
و عذر الخنوع و للشعارات تردد
و أنطفأ النور من المآقي و الكل بالخضوع يتلذذ.
أطفال غزة أشلاء على الطر يق تتعدد
و الكل ينعي صلاح الدين و يفند
أن القدس سبية عندهم و يتوعد.
زمن البغاء هذا أم أن العربي تخنث
سكن الخيمة و بالحلية تشبث.
يتلو التلمود خفية وبالزابور يتودد
يشحذ بقعة الصفاء في لجج الدم
و لعويل الثكلى و دمع اليتامى يجند
يعصر الخمر على رأس الشهيد و يردد
لا طاقة لنا بالإفرنج و علينا أن نقلد
المسير على مرمى خنوع فلنتريث
و لنعزف لحن الوفاء لكل من يجدد
عملة الزمان ليس الدينار و لا الدرهم
و لا الماس و لا الزبرجد
الثمن يا أحبابي قطعة أرض و شعب يتشرد
و رضيع يحبو على ألسنة البركان
و فطيم نسي سورة الرحمان
و شيخ طاعن في السن
تاه على الشطآن
و للموج يترصد.
هل في زبد البحر خاتم سليمان
أو عصى موسى أو قدرة الرحمان
و في متن الرمل وصية الحبيب
و سورة الحديد
و حفنة من شعر الصحابة
نغرسها في الأرض ليذهب العقم و يتبدد.
تمهل أيها القلب ... تمهل
لا تواري سوءة أخي
و ترسم البسمة على وجهك كي يتوهج
و لا ترسم للخيانة حدودها
فالكل منخرط في اللعبة يتلذذ