نخب أحلامنا أيها الوقت
نفتح شباكنا للحنين ونصغي لخطو نهاياتنا
كم كبرنا وفي دمنا يكبر الخوف من أجل سوف يأتي بلا أجل
كم عددنا الحصى خطأ لنكذّب أنفسنا ونظل صغارا فنحيا على أمل
كيف نغرس أيامنا في صقيع ونشرب ملحا ونكتب شعرا
ونهدي وردا لأحبابنا
حين ننصت للريح وهي تدب على قدم من هباء
حين يطمس أشباحنا الليل تذكر أرواحنا أيامنا
وهي تعدو غزالا يلاعب أنثاهنخب أحلامنا أيها الوقت.
لا شعر يكتبني كي أموت بلا خجل
من عدوي ومن قارئ حذق
من رفاقي الذين أحبهم ويحبونني
انا لست عدوا لمن يغمد الرمح في كبدي
انا لست عدوا لمن قتل الحبّ فيّ
ولست عدوا لذي حسد.
الشجيرات تمنحني ظلها
والشجيرات تمنحني حبها
فاكتبوا في سجلاتكم أنني لست منكم
انا ابن الشجيرات حتى وإن متّ لا انحني.نخب أحلامنا أيها الوقت
نقرأ ما كتب الأولون لنا
ولنا كتبوا ما قرأنا فماذا تركنا لأحفادنا
غير فصل من الجوع والسكر والجنس والنكسات
هزمنا عزائمنا باللغات
فضاعت هويتنا في هوية أحفاد لوط وتهنا بأبواب جنتنا
الغزالي يكنز أوراقه من جيوش التتار الجديدة
لم يبق منه سوى صور في غلاف الجريدة
لم يبق منه سوى صدف للصفير
تركنا الغريب يسوق قوافلنا
وأضعنا الطريق إلى ابن الخطيب وروضته فبكينا ولم نعتذرْ
ورقصنا ونحن نقدم قرباننا للجحيم ولم نعتذرْ
واشتعلنا على بابه وانطفأنا فضاعت هويتنا في سجلات أمواتنا.
نخب أحلامنا أيها الوقت فاشربْ دمي... نخبك.
نخب أحلامنا أيها الوقت ـ شعر : عبد الرحيم عوام
أدوات
شكل العرض
- أصغر صغير متوسط كبير أكبر
- نسخ كوفي مدى عارف مرزا
- شكل القراءة