أشياؤُك اللئيمةُ أحبُها ـ شعر : تسنيم حسون

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أشياؤك اللئيمة
 أحبُها...

كتُبك المنهكةُ
سريركَ الـ يحتضر كل ليلة
أحلامٌك الثكلى كأمٍ خذلها الله
و حقيبتُكَ الـ ملّت الترحال..
كأنت..

أحبُها..
أحذيتُك الملقاةُ على الأرضِ بلا اكتراث


 كجثة خائن..
وفنجانُ قهوتكَ المُنهكُ من فرط البرد
والغربة القابعة في عينيك
حين صدفةً.. تضحك..

صورُ النساء اللاتي مررّن على ليّلك بصمتٍ فاضح  
ورائحةُ دمعك على وسائدَ من كُثر خيبتها
 وشتْ بك...

أحبُها...
السيجارةُ السجينة بين أصابعك
والاستسلامُ الذي يعتريها حين هي بين شفتيكَ تئنْ
وانا بكامل الأنوثةِ
 أحلُمْ..

الفوضى التي تغمرُ كل قصائِدك
كطقوسِ نومك
كحدائق أنفاسك
كمذاقِ الحرية في عينيك..

أحبُها..
ادعاءاتُكَ بأن الرجولةَ صَنْعةَ من فقدوا الحب
والوطن..
تماديك على الحياة والقدر
وانكساراتك كشراعٍ مركبة تغرق
 أمام فتات أحلامك..

أحبه..
انتقادكَ لفجرٍ لم يحمل حماماً
وشتاء لم يأتي بصيفٍ
وسماء لم تأتي بفرجٍ
و وطن لم يُخلّف إلا الموت..

أحبهُ...
صمتُك الأثقلُ من كل الكلام
صوتك الأمرد يعتلي صخب الأغاني
أكاذيبك المستهلكةُ حدّ الإسراف
في حين
أهُزُّ أنا بكل الودّ رأسي:
أنْ أكْمّلْ..
 أنا أُصدِّقُكْ..!

أحبهُ..
إصرارُك على أن الله كان لأمثالك من الحزانى
والسكارى..
أحاديثُك المكررةُ عن أمٍ تلوكها الوحدة
ويلَوكُ قلبُكَ الحنين إلى عِطْر شَعرها
عن أبٍ تفانى في الخطيئةِ
عن حبيبة تركْتَها على صدر حُبٍ آخر
ورحلت..
 
أحبهُ..
نهر مسنٌ ينام على كفِّ مدينةٍ شاحبة
تُلقي فيه أنت جُثثَ أسرارك
حين ينبشُ الليل بكل الملوحةِ ذاكرتك..

وأحبهُ..
إتقانك في سرد قصص لم تحدث
تكررها من فرط اليأس
وانتقاؤكَ العشوائي لجُملٍ
من فرط سذاجتها
أحفَظُها أنا كطفلةٍ
عن ظهر قلب
كما أحفظُكْ...

أحبه
انشغال نفسكَ بنفسكْ
وكأنك مليكُ الحياة و وحيدها..
________

و أنت لو تدري..
مليكُ قلبي و وحيدُهُ
وحتى قلبي من أجلكَ
أحببتُه..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟