هي ذي تجلّتْ ثانيــَـــةْ ..
سارقةُ الأحلامِ
تدنو من منامي
تدّعي إغماضةً
كي يرتخي حذَري
ويسهو إذ يراها غافيـــَــةْ .. .
ها قد تجلّتْ ثانيــَـــةْ
من بعدِ أولى
غافلتْ حلمي بلا وقعِ خطىً
فاجتازت الأرجاءَ
واحتازتْ مدى منها
يؤازرها سكونُ الريحِ
تهفو بين حشدٍ من ظلالٍ حافيـَــة ..
.
هي ذي تدانتْ ثانيــَـــةْ ..
كظباءِ روضٍ لا يفارقها التوجّسُ
ربّما تخشى فراراً من رقادي
في برارٍ من ليالٍ نائيـَــة ..
بدأتْ حديثاً سلسبيلاً
كانهمارِ الغيثِ
مدراراً وتشكو الأرضُ نُدرتهُ
فيا للأرضِ من طمعٍ ومن ظمأٍ
ويا للهاطلِ المنسابِ رقراقاً
وكلاّ..
لم يكن صوتَ اختلاسِ الحلم الغافي
ولا همسَ الظباءِ الحافياتِ
بل الخريرَ
إذا تهادى من حديثِ الساقيـَــةْ .. !