النشيد الوطني ـ شعر : محمد منير

عنِ النّشيدِ الوَطنِي
***
لجُرحِنا وِلادةٌ ونزِيف
بَلسَمٌ ووهمُ السنين
يُوارِي مخاضَ العَذارَى
جنِينٌ وحنِين
القومُ سُكارَى
وحُلمٌ سخِيف
نِداءٌ وحُداء
سَعَفٌ وشبْهُ رغِيف
والمائِدةُ نشيدٌ وطنِي
***
لأحْلامِنا بقِيّةُ أضْغَاث
كوَابيسُ بلا عُنوَان
تُفسّرنِي بضَاعةً مزجَاة
وتُؤوِّلنِي بِلا ألحَان
نشيدًا وطنيّا
الكلِماتُ ابتِزاز
واللحْن نشَاز
ويقُولُون فقَط
هيَ أحْلامٌ وكوَابِيس
***
لأحْلامِنا موْتٌ وموْت
رحلةُ الماضِي والهوَامِش
سفرًا وخبرًا وأغنِيَات
لا أثرَ للرُّؤى والخُطى
لا أطلالَ ولا ظِلال
إلاّ الأمنِيَات على الفوْت
شتاتٌ ورفات
تنْثرُني دَقْلاً وخُلال
في حروف النشِيدِ الوطنِي
***
لِموْتِنا أمْنياتٌ وسَفر
رحىً تدُور وتحور
قَطرَةً فخطرة
ورعْشةُ العواصِفِ أنشودَة
عويل أحجارٍ وصخور
 وزغرُودَةَ عِشقٍ للمَطر
والموْتُ مِيلاد
على رقصات القمَر
وعزف على وِزانِ النّشيدِ الوطني
***
ولِعِشقنَا قصَصٌ وأهَازِيج
صخْرٌ ورمْلٌ وحكَايَا
موْجٌ وآهَاتٌ ونشِيج
وحشْرجَاتٌ وموَاجِيد
همْسٌ على نُدُبِ الرّزَايا
وصوتُ الرّثا على صدْرِي
يجْتاحُ الزّغارِيد
ترَاتيلُ على فمِي ودمٌ يجرِي
في عروق النشيد للوَطني
***
وللذّاكرةِ غيابٌ وغِيَاب
وللنهاية حسرة على البداية
وهي الأجنحة والردى
وللذاكرة أوزان على المدى
 وهي التي تنسى في الذهاب والإياب
وهي التيه في المنفى
والطيف لا ظل له
والجرح في المعلقات
وهي النفس والفدى
إنها النشيد الوطني