طوابير الجياع تأكل النار من أمانيها
وصمت المكان هدنة أخيرة للرحيل
فلا همز ولا غمز حين تصطف المرايا على بعضها
الجدل يفضح السريرة
ووتيرة القطيع البرية تثقلها قهقهة الغياب
فكم يلزمني من قطرة ماء
لصدِّ تيارات الندى
وكم من فجر لأجعل رمال المحيط
في خانات المنسيات
وطأتي الموالية تزن حلم هروبي
وأي عثرة في جنباتي ستكلفني مزيدا من الغرق
البحر يسكن عيوني
وتسكن عيوني غيمة الخريف
فإما سداد بالتقسيط والأبواب مترعة
وإما رعشة هوجاء تحمل الماء للماء
البر جمرة باردة في راحة البعاد
ممدودة لهزيع الليل وفشل النزوات
غضب أحمر يكوي مضجعي
وزفراتي تسيل مستهل العصيان الابدي
ميّال بالآلاف على طرف شهوتي
فأجثو على الحلم كالغمام
مصحوبا بدندنات الصبى...
كلها الوجوه أمام المرايا كاذبة
وكلها المرايا ساخرة من استقامتنا
فلا عجل في ركوب الشرود
فقمصان أحلامنا ملطخة بالدماء
وأعمارنا تنتظر آخر مقام
ويبقى تمرد المرايا دائم العصيان
ناولتها اليسار فكان اليمين ثارة
فأيقنتني الخدعة صوابا
أعدت ربط مخيالي بشطحات الهوى
وتابعت سبيلي أرجو سرابا
قرأت رسوم ظهري
على صفحات ضلال المرايا
أحتمي وراء حبات الرمل
وأنين الهجير يضاجع ضياعي
حالما بالقبل
مسكت بيدي دخان العهود
فسار ربيعي قبسا ترابيا يودع البقاء
وسارت أنثى خيالي متبرجة في متاهات الهروب
تسكن فضاء العراء ....
فلا المساحيق أبقت أثرا
ولا تخاريف الاشكال أنابت عن حيائي
وحدها المرايا تتشفى في أطماعنا
وتقبل زيف الصور ...
فلا همز ولا غمز حين تصطف المرايا على بعضها
فلا عجل في ركوب الشرود
فأي عثرة أخرى مجانية
في جنباتي اليتم
ستكلفنا مزيدا من الغرق