مالي كلما صُغت ألامي في حيائي
تفردت من حولي المداعبة
ونال مني الهون نشوة الخلود
وتراء لي الصمت تائها في معاطفي البالية
يراقص كما يشاء زفراتي اليتيمة
مالي كلما صار لي في القرب فرصة
أخدني الشوق للوراء
ولفّعتني الغيرة بحصارٍ ينسج الضياع
عَودتي تخيط الملالة وصفوي كدّره البهتان
مالي كلما أيقنت حالي بالبقاء
تحركني عواصف الغضب وتشل بداياتي
وتعيدني بالسهر خلف عهودٍ تُسَخِّر النار للنار
ولو أني مصفّد اليدين دامية القدمين
فروحي تحيى على أغنياتٍ خالدة
وأعيش على ذكرى مرآة سبقت مقدمي
كي أعفو عن متاهتي
مالي كلما رحت سائلاً نُدبتي
تناديني ثقب أسمالي بالابتعاد
وتختفي وراء دمعتي بداية الشهور
وتحلق الطيور البليدة خلف نبراتي العديمة
مصطفة عوائدي قرب نهر يؤثث للودع
قرب صخرٍ يٌؤلف حٌروف الهجر
في زحمة السفن الهادئة تنكسر الألفة
في مجرة السنين المقبلة ترتعش الأماني
ووحدي الحالم بعناق عصفورة الروابي
صغير كالبحر في عين رؤية
نهايتي عابرة
كالتي ألتقي فيها أنا ومن سبقوني بالموت
لست من يوقف شخير العاصفة
ولا من يبثر للريح صفيره
لست حفار القبور تهابني الذكريات
ولا صولة لي على أطراف الجبال لأرسم مهربا للنهر
زادي عصيان أحمرٌ تحمله نجمات السماء
وحلمي عبق فواحٌ تغار منه الأطيافُ
ونصف الطريق بيني وبين هواي
يشتكي وطأ الأقدام
وترهل الأحلام
وعنف الظلام
حيٌّ أنا ومن رحلوا عن العيون
و تلزمنا الذكرى شدَّ حبال أصُولنا
فسماؤنا عالية بنجومها.... عالية برموزها عالية
وأفلاكها سيارة وفق ما نريد
مالي كلما خابت ظنوني في السماء
تلتف حولي أقاويل الارتياب
وتنهال علي الأقوام بسيلٍ من الفظاظة
وترجوا الصراصير سقطتي بين الغربان
فلست من أقفل خزائن الحلم
ولا من خطف للشمس ومضها
ولا حتى من أرخى شكوك الألوهية
فانا بكل بساطة شعلة...
لا يهدأ نورها قبل ساعات الفرح
ولا تروق لي البديهة عمياء
أنا بتفصيل أهل الكلام المباح
ساقية لا تمر إلا على لحن ساخنٍ
فخذوني كما أنا حتى تمر قوافل الحفاة
وتعود لغيّها الأشجار....
فالصرح الذي بنيناه من قشة وتراب
صار الآن وجها حقيقيا لأقنعتنا