مُوحِشٌ زَمَنُكِ ،
مُوحِشٌ وَقَاتِلٌ كَنَصْلِ مُدْيَةٍ حَاقِدْ ،
مَنْ شَكَّ هَذَا الزَّمَنَ فِي خَاصِرَتِي ؟
لَا يَا أُمِّي ! لَمْ يَعُدْ فِي الْأَرْضِ مُتَّسَعٌ لِلْفَرَحْ ،
لَمْ يَعُدْ فِيهَا ،
مَا يَجْعَلُ الْغَيْمَ سَنَابِلْ ،
وَالْبَنَادِقَ تِبْغاً وَقَصَائِدْ ،
لِمَ تُأْكَلُ نُهُودُ النِّسَاءِ عَلَى مَوَائِدِ أَعْيَادِ الْمِيلَادْ ؟
لِمَ تُقَدَّمُ أَفْخَادُهُنَّ ، نَيِّئَةً عَلَى أَسِرَّةِ الَّليْلْ ؟
لَا يَا أُمِّي ! لَمْ نَعُدْ نُوجَدُ إِلَّا عَلَى هَوَامِشِ الْأَوْطَانْ ،
نَبْكِي عَلَى سِيقَانِهَا الْمُطْبِقَةِ عَلَى الضُّرُوعِ وَالْخَنَاجِرْ ،
نَبْكِي أَمَامَ الْأَبْوَابِ الْمَشَبُوهَةِ ، الْهَارِبَةْ ،
تُرْعِبُنَا الْمَعَاطِفُ الْمُبَطَّنَةُ بِالرِّيحِ وَقُلَامَاتِ الْأظَافِرْ .
تَعِبْنَا مِنْ حَمْلِ الْحَقَائِبِ الْمُعَبَّأَةِ بِالضِّمَاضَاتِ وَالدُّمُوعْ ،
وَقُصَاصَاتِ الْأَوْرَاقِ وَالزَّنَابِقْ ،
وَالشِّفَاهِ الْمُشَوَهَةِ وَطِلَاءِ الْأَظَافِرْ ،
تَعِبْنَا مِنْ عَدِّ خَسَائِرِنَا عَلَى أَصَابِعَ لَمْ تعُدْ لَنَا ،
تَعِبْنَا مِنْ إِحْتِسَاءِ خَيْبَاتِنَا عَلَى مَشَارِفِ الْخَنَادِقُ ،
نَحْنُ ، هَيَاكِل هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ الْمُتَآكِلَةْ .