واحد، إثنان..عشرة.
في كل حفل يوجد أكثر من شاعرين،
يتسابقون على المنصة
ويحصون عدد التصفيقات التي حصدتها قصائدهم.
في الحانة أيضا،
كل السكارى صاروا شعراء.
فذلك الذي يشرب بشراهة
يكتب من أجل حبيبته التي تخونه
لأنه أحبها أكثر مما ينبغي..
وذلك الذي يواسيه،
يرسل قصيدة لحبيبته التي ستهجره قريبا.
لأنها بدأت تكبر في العمر..
و شاعر آخر منزوي في الركن،
يحدق فيهما بحقد.
ثم يكتب قصيدة طويلة ومملة،
يقول فيها أنه وحيد..
و أيضا هناك آخر غير مبال بالجميع،
لا ينظر إلا لنفسه.
ويحصي كم فتاة ستجعلة يضاج، تلك القصيدة
واحد، إثنان..عشرة
ما هذا العدد الكبير من الشعراء؟
حتى المتسول الذي ينام على الرصيف صار شاعرا !!
أهمل الدراهم التي رماها المارون على الأرض
وكتب قصيدة بمعدة فارغة،
يلعن فيها المتسولين و الفقراء..
أيضا في الحديقة أهمل البستاني أزهاره،
فجلس على الكرسي الإسمنتي.
ليرثي عدد الأزهار التي لن تزهر مجددا..
وهناك أيضا شيء أسود يطاردني،
كأنه سينفجر في وجهي بقصيدة أخرى.
ثم ألتفت، فلا أجد غير ظلي..
واحد، إثنان... عشرة.
آه لو أستطيع جمع عدة أشخاص،
ممن يكرهون ثكاثر الشعراء..
أن يكونوا جنودا متقاعدين،
يجيدون التصويب بدقة.
و رؤساء وملوك مخلوعين،
يشعرون بالملل في منفاهم.
أن يكونوا قتلة ألهمت جرائمهم،
كتاب قصص أفلام الرعب..
و حفارون قضوا سنوات طويلة مع الموتى،
يعرفون كيف تحفر الحفر العميقة..
لأصنع جيشا يستطيع أن يصطاد هؤلاء الشعراء
و يحرق قصائدهم بدون ندم.
ثم نضحك كثيرا،
و نشرب بشراهة و نحن نراقبها تحترق.
لألتفت مجددا و أرى ظلي مرعوبا،
وهو يمزق هذه القصيدة..
واحد، إثنان..لم يبقى الكثير من الشعراء،
وقريبا ستنقرض القصائد
ويمتلئ العالم،
بالتصفيق و السكارى، المتسولين..
فلن تُكتب بعد اليوم أي قصيدة،
يمكن أن تنقد هؤلاء الشعراء..