كنت جالسة على الأرض اسند ظهري للأريكة أضع أمنيتي الصغيرة البيضاء نصب عيني جالسة ساقيها البريئة مسرحة على بساط من الصوف رمادي اللون تبعثر أمامها بعض الألعاب والدمى المبتورة الأطراف والمنزوعة الرؤوس وحتى السليمة منها كانت إما منكوشة الشعر أو وجهها مغطى بالكامل بألوان وخطوط أقلام اللبد التي اعرف مسبقا أنها لن تزول حتى وان قمت بتنظيفها كلها كملحمة تغسيل جنائزي لجثامينها الناقصة
وعلى ركبتي أمل ذو الخمس سنوات بشعر أسود كثيف ووجهه الأبيض وعيون واسعة برموش كثيفة وحواجب دقيقة وكأنها رسمت باليد....يغط في نوم عميق
انحنيت صوب أصابع الأقدام أحاول إصلاح طلاء أظافري
بعدها سأقوم بإصلاح العالم من حولي بهاته الشقة الصغيرة
استندت إلى نفس الأريكة كي انهض بعد أن زحزحت بحذر شديد رأس الأمل من على ركبتي ووضعته على الأرض كي يكمل نومه
توجهت إلى المطبخ بلباس قصير خفيف لباس المنزل عادة يكون من بقايا ما لا يمكن أن البسه بالشارع إما لأنه صار قديم من كثرة التنظيف أو انه صار ضيق أكثر من اللازم ،حافية وشعر حر ...حرية اقرب إلى العبثية أو إلى العشوائية إن صح التعبير
لا حزينة ولا سعيدة، لا متحمسة ولا باردة حد اللامبالاة
وضعت القليل من الماء على الموقد الغازي كي اعد فنجان قهوة
متعة استنشاق رائحة القهوة ربما اكبر من متعة شربها
متعة اللمسة الأولى لمن نحب اكبر من اختراقه وهضمه وبلعه
العشق واللهفة والحب يكون ألذ لحظة التماس الأول لحظة الفزع الأكبر الرعشة المجنونة وهروب قطرات الدم من القلب والى القلب في كل الاتجاهات من الجسم كأطفال مدرسة بعد سماع جرس الخروج
كالجنود بعد إشارة إطلاق النار أو الهجوم
أو كآلة ري ترش الماء بكل الاتجاهات
سكبتها بأقرب فنجان إلي على الرف ، الرشفة الأولى والثانية والثالثة وهكذا إلى ان ظهر لي بقعر الفنجان جندي باللباس العسكري وسيدة بزي فرنسي أنيق من عصر نابليون بونابرت
وألان هل أكتب أو اقرأ رواية أو أشاهد برنامجا أو فلما أو استحم أو انتحر
"جلست على مكتبي وسط أشيائي وسط فوضاي وكتبت جزءا أخرا من روايتي الجديدة "ذكريات جميله