زال البناء المشبعُ برائحة الذكرى، نافذة الصفيح الواطئة، الوجه المريمي المطلّ في الصبح يعلنُ بهجة الشمس، العينان الخجولتان المتواريتان في رقة الستارة؛ ترنوان لخطوي، الهمسة الآتية مثل نسمة، أو في المساء حينما يتداركني مع القمر خطوّها لنغافل معا أزقة العتمة.. زال البناء، وتبقت الشجرة اليابسة.. تترقب حضوري.. طقسي الطفولي..
وأنا أعيد المبنى الصغير ، وأستحضر كل شيء من جديد، وأعيد مجدي.. مثلما كان.. وأعود مثل مجذوبٍ يعرف كيف معها يهيم..والناس ترمقني إن صبحا، أو مساء،، يتمتمون ، ثم يستعيذون بالله!