كان الباب الكبير مواربا ..
كنت أتلذذ وأنا أسمع صريره كلما انفتح أو انغلق ..
كنت أعلم ــ ولست الوحيد في القرية ــ أن هذا الصرير يعني أنها دخلت البيت الكبير أو خرجت منه ..
صريره اللذيذ يجبرني على الالتفات .. أقصد يجبرنا على الالتفات ..
هي تتلذذ بتعذيبنا بصرير الباب الكبير انغلاقا وانفتاحا ..
ونحن نتعذب لأننا كُثر ننتظر مرورها كالحلم الهادئ ..
كنت أتجنب تجمعاتهم .. وأكتفي بالاستماع إلى الصرير وأتخيلها بين ذراعي أخيط على مقاسنا ــ هي وأنا ــ حلما يجمعنا بعيدا عن الأنظار ..