يعتقد مؤسس شركة تسلا (Tesla) الأميركية إيلون ماسك أن روسيا لن تكون قادرة على تدمير شبكته من منظومة الأقمار الصناعية الفضائية "ستارلينك" (Starlink) التي طورتها شركته الأخرى "سبيس إكس" (SpaceX).
ويحلق مسبار سبيس إكس فوق مدار أرضي منخفض، مما يسمح له ببث الإنترنت إلى العالم.
ويقول ماسك -أغنى رجل في العالم- إن شبكته ستارلينك في مأمن من محاولات التخريب الصاروخي الروسية.
أوكرانيا تشكر ماسك
وشكر نائب رئيس الوزراء الأوكراني ماسك على شحنه أطباق ستارلينك الفضائية التي أرسلها الملياردير في الآونة الأخيرة، في محاولة لإبقاء أوكرانيا متصلة بالإنترنت خلال الحرب الروسية عليها.
وتبرع ماسك بشاحنة محملة بالأطباق لأوكرانيا التي مزقتها الحرب وشهدت اتصالاتها تضررا، فشحن آلاف أجهزة استقبال الأقمار الصناعية إلى الأوكرانيين، وهو ما سمح لهم بالبقاء على اتصال بالرغم من تدمير مصادر الإنترنت التقليدية.
وكشف ماسك في وقت سابق عن مخاوف من أن روسيا قد تتجسس على اتصالات ستارلينك، لكنه في مقابلة جديدة قال إنه ليس قلقًا بشأن تدمير روسيا أقمار ستارلينك الصناعية بالصواريخ.
وأخبر ماسك في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر (Business insider) أن هناك الآن عددًا كبيرًا جدًا من أقمار ستارلينك الصناعية في السماء، وأن وتيرة إطلاق سبيس إكس للمزيد من الأقمار أسرع من قدرة آلة الكرملين الحربية على إسقاطها من الفضاء.
وقال: "إذا حاولت روسيا إزالة ستارلينك، فهذا ليس بالأمر السهل، لأن هناك ألفي قمر صناعي"، وأضاف: "هذا يعني الكثير من الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية.. آمل ألا نضطر إلى اختبار هذا السيناريو".
وتابع: "لكنني أعتقد أنه يمكننا إطلاق أقمار صناعية أسرع مما يمكنهم إطلاق صواريخ مضادة للأقمار الصناعية".
ماسك يحلّ مشكلة الطاقة
وقال ميخايلو فيدوروف نائب رئيس الوزراء الأوكراني وزير الشؤون الرقمية إن أقمار ستارلينك كانت جزءًا رئيسيًا في الحفاظ على اتصال خدمات الطوارئ. لكن في ظل انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، حذر من أن البلاد بحاجة الآن إلى مولدات كهربائية، للحفاظ على استمرار عمل الأطباق.
ورد ماسك قائلا إنه قام بتحديث البرنامج الذي تعمل به الأقمار لتقليل استهلاك الطاقة، مما يعني أن ستارلينك يمكن أن تعمل بطاقة منخفضة، كما قام أيضًا بتنشيط ميزات التجوال عبر الهاتف المحمول، بحيث يمكن للمركبات المتحركة البقاء على اتصال بالإنترنت أيضًا.
وفي حديثه عن الحرب في أوكرانيا، اعترف ماسك بأنه صُدم من حدوثها، وقال "من المدهش رؤية ذلك في هذا اليوم وهذا العصر"، وأضاف "اعتقدت أننا قد تجاوزنا نوعًا ما هذه الأحداث وأصبحنا نركز على ما هو أبعد من الحروب والنزاعات".
وشدد على ضرورة مواجهة روسيا، حيث قال: "إذا استطاعت أن تفلت من العقاب، فستكون هذه رسالة إلى البلدان الأخرى بأنه ربما يمكنها الإفلات من العقاب أيضًا".
روسيا لا تخطط لمهاجمة ستارلينك
روسيا من جهتها لم تشر إلى أنها تخطط لمهاجمة شبكة ستارلينك بالصواريخ، لكن الدولة التي شنت حربا على جارتها أوكرانيا تم ربطها مبدئيا بـ"تخريب الأقمار الصناعية" الذي حدث في نفس الوقت الذي بدأت فيه الحرب.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا إن اختراق الأقمار الصناعية هو "سبب آخر لخوض الحرب"، وسط تقارير عن قيام مجموعة القراصنة أنينوميس (Anonymous) بإغلاق شركة روسكوزموس (Roscosmos) وهي وكالة الفضاء الاتحادية الروسية.
ونفى ديمتري روجوزين نائب رئيس الوزراء الروسي حدوث اختراق للوكالة، لكنه أصدر رسالة تهديد شديدة اللهجة لأي شخص قد يحاول القيام بذلك.
وقال لوسائل إعلام روسية "أريد أن أحذر كل من يحاول القيام بذلك من أنه في الأساس جريمة يجب أن يعاقب عليها بقسوة"، وأضاف "أن تعطيل مجموعة الأقمار الصناعية في أي بلد هو بشكل عام سبب يدعو للحرب"، وسنبحث عن الذين وراءه.