أنفاسأصبحت الانترنت جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب، وتحولت إلى عالم كامل يلتقون فيه بالأصدقاء وحتى بشريك الحياة أحياناً. لكن الخبراء يحذرون من خطورة نشر المعلومات الشخصية، التي يمكن استغلالها من قبل بعض الشركات.
لا يمر يوم في حياة معظم الشباب دون الإبحار في عالم الانترنت، ولو لمدة قصيرة، يقضون معظمها حسب ما تؤكده معظم الدراسات في الدردشة سواء بهدف التعارف أو البحث عن أصدقاء ذوي اهتمامات مشتركة أو البحث عن معلومات في غرف الدردشة والمنتديات المتخصصة في موضوعات ما. وفي حياتهم "الافتراضية" على الشبكة العنكبوتية، يعطي الشباب الكثير من المعلومات الخاصة بهم دون تفكير أو وعي بما قد تعنيه هذه المعلومات بالنسبة لبعض الشركات.
المعلومات الخاصة لا تهم الأصدقاء فقط !:
ولم يعد الأمر مقتصراًَ على المعلومات الخاصة ببطاقات الائتمان أو أرقام الهواتف النقالة فقط، فعلى بعض الصفحات "الاجتماعية" مثل صفحة فيسبوك Facebook، يعطي الشباب الكثير من المعلومات الشخصية عن أنفسهم وعائلاتهم وأصدقائهم. هذه الصفحة حققت شعبية كبيرة خلال وقت قصير جداً، فمع بداية العام كان عدد مستخدميها المسجلين 15 مليون شخص، وصلوا مؤخراً إلى حوالي 78 مليون عضواً من كل أنحاء العالم، وإن كان معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
على هذه الصفحة يعطي الشباب معلومات غاية في الخصوصية، مثل الصور الخاصة بهم ورقم الهاتف والعنوان وأيضاً أسماء أفلامهم المفضلة أو كتبهم المحببة، وهي معلومات تسعى الكثير من الشركات لمعرفتها كما يؤكد جيف هاميرباخر، المعني بتقييم معلومات المستخدمين في صفحة فيسبوك، قائلاً: "عملاؤنا، الذين يضعون الدعاية على صفحاتنا، يهتمون جداً بتلك المعلومات، ويسألون عن الكثير منها. حماية المعلومات الشخصية تعتبر أولوية أولى لدينا بالطبع، لكننا أيضاً نريد أن نعطيهم ما يمكننا إعطاؤه من معلومات". تلك الشركات تهتم بتحليل المعلومات الموجودة على صفحات مثل فيسبوك، وباستخدامها لأغراض التسويق فهي تعطيها فكرة عن أكثر الأفلام المطلوبة أو أكثر أنواع الموسيقى المفضلة لدى العملاء من سن محدد.

انفاسهل مستعملو شبكة الإنترنت يشكّلون مجتمعا له ثقافة متميّزة عن ثقافتهم الأصلية ؟ هذا السؤال كان بؤرة اهتمام عدة دراسات ! خلاصتها ان الشبكة تمثل بنية فوقية مجتمعية مدعمة بثقافتها الخاصة ! والسؤال الآن ماهى السمات الرئيسية لثقافة مجتمع شبكة الإنترنت ؟ وللإجابة على هذا السؤال ، نتفق أولا ماذا نقصد بمفاهيم مثل المجتمع Society  والثقافة Culture .
لا يختلف مفهومنا للمجتمع ، عن المفهوم العلمى في المراجع المختلفة ، فهو مجموعة منظمة من الناس تضم ذكورا وإناثا يشتركون في ثقافة واحدة . أو سكان إقليم واحد يتحدثون لغة واحدة عادة لا يفهمها سكان الإقليم المجاور ! او هم مجموعة من الناس تشترك في موطن واحد ويعتمدون لبقائهم ورفاهيتهم على بعضهم البعض ، ولهم طريقة حياة معينة واحدة ، والمجتمع أيضا هو الطرق والوسائل التى يتفاعل بها البشر , ونقصد بالمجتمع هنا كل ذلك.
نفس الموقف في الثقافة ، فالثقافة في المراجع العلمية هى السلوك المشترك المتعلم من قبل اعضاء المجتمع ، وهى الاعتقادات والمواقف والاتجاهات والمثل العليا التى تميز مجتمع أو سكان معينين ، او هى طريقة حياة مجموعة من الناس ، وهى ايضا مركب المفاهيم المشتركة وأنماط السلوك المتعلم , التى تسلم من جيل لآخر, من خلال وسائل اللغة والمحاكاة . والثقافة في الاثنوجرافياEthnographic علم الثقافات هى ذلك المركب الذى يتضمن المعرفة والمعتقدات ، والفنون ، والأخلاق ، والقانون ، والعادات ، وأى مكتسبات أخرى يكتسبها الأنسان كعضو في المجتمع . والثقافة أيضا هى الأساليب المألوفة والمعتادة التى تمارسها المجموعات الإنسانية لتنظيم سلوكياتهم في علاقتها ببيئتهم . والثقافة بصفة عامة هى جميع الأنواع المتعلمة والمشتركة في السلوك المكون للوسيلة الرئيسية لتكيف الإنساني ، والثقافة بصفة خاصة هى طريقة حياة مجتمع معين . ونقصد بالثقافة هنا كل ذلك تجنبا للتحفظات التى أبداها العلماء حول تلك التعريفات ، فهناك مجتمعات كثيرة لا ينطبق عليها مصطلح الأمة nation ، وهناك كثيرا من الأمم خاصة الجديدة ، يعيش داخل حدودها أناس مختلفون يتكلمون عدة لغات غير مفهومة لبعضهم البعض ، وعلى ذلك فأن مثل هذه الأمم تتكون من عدة مجتمعات وعدة ثقافات مختلفة . وأيضا قد يتضمن المجتمع الواحد عدة أمم تعيش داخله ! فنحن نقول على سبيل المثال، ان الكنديين والأمريكان يشكلون مجتمعا واحدا لأن كلتا المجموعتان تتكلّم الإنجليزية ، عموما ليس كلّ شخص يوافق على مثل هذا البيان؛ والبعض يفضّلون اعتبار الولايات المتّحدة وكندا مجتمعان مختلفان لأنهما كيانات سياسية منفصلة.

انفاسمجتمع المعلومات, مفهوم أضحى شائع التداول بل أصبح من الأهداف المنشودة من طرف صناع القرار ببلادنا.وقد صاغ «دانييل بيل" فكرة عن المجتمع ما بعد الصناعي( مجتمع المعلومات), اذ صنفه إلى ثلاثة كيانات : اجتماعية, سياسية, ثقافية. فالكيان الاجتماعي تشتمل على النواحي الاقتصادية و التكنولوجية و نظم العمل, والكيان السياسي يعنى بتوزيع السلطات, أما الكيان الثقافي فيهتم بالمعاني و الرموز. وكل هده الكيانات تحكمها محاور. فالبناء الاجتماعي يحكمه المحور الاقتصادي و الكيان السياسي يحكمه محور المشاركة و الكيان الثقافي يحكمه محور إبراز الذات و الهوية.
و على ضوء هدا التصور تتغير أدوار الأفراد في المجتمع, كما تظهر أنماط جديدة للسلوك و تنشأ علاقة تنافسية بين الكيان الاجتماعي و الكيان السياسي مادام مجتمع المعلومات قائم على تطور البناء الاجتماعي و بروز الجوانب المعرفية مما يسحب البساط من تحت أرجل النخبة السياسية. وكل هدا من شأنه تكريس النزعة الفردانية.
إذن يبدو أن مجتمع المعلومات يتمحور حول عملية المعرفة كضابط اجتماعي و كموجه لعمليات الإبداع و التغيير مع إعطاء الأولوية للتوجه المستقبلي القائم على البحث العلمي و الوعي الفردي لمتطلبات الغد و تنمية روح الابتكار.
فأين نجن من كل هدا؟ وما هو دور المعلومات في اتخاذ القرار عندنا, ومن ثمة الوصول إلى مرحلة التطور الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي من خلال استفادة مجتمعنا من الشبكات المعلوماتية؟ وأين مجتمعنا في مجال إدارة و تدبير التكنولوجيا كأحد الجوانب الأساسية في نجاح الجهات و المؤسسات التي توظف التقنيات المعلوماتية؟ وهل مجتمع المعلومات حقيقة قائمة الآن في المجتمع المغربي؟
فما يمكن قوله في هدا الصدد هو أن المجتمع المغربي مازال لم يصل بعد إلى ما يمكن نعته بالظاهرة المعلوماتية و دلك لعدم تغلغل انتشار أدواتها بشكل منظم في مختلف قطاعات المجتمع سواء المؤسسات أو على مستوى فئات المجتمع.علاوة على أن المغرب لا يزال يعتمد على استيراد جميع مكونات التقنيات المعلوماتية و عدم وجود صناعة معلوماتية بالمعنى الإنتاجي ببلادنا.

انفاسإن العلاقة الملتبسة بين المثقف والسلطة كانت باستمرار تمثل اكبر تحديات المثقف العربى ، لكن عصر المعلومات جعل تلك العلاقة أكثر توترا واضطرابا فالتكنولوجيات المتقدمة فى المعلومات والاتصالات رغم انها قوة مضيفة لثقافة الديمقراطية ، الا انها تؤدى أيضا إلى السيطرة على المعلومات التي قد تقود للحفاظ على السلطة. ومن ناحية أخرى نجد أن عصر المعلومات أضاف تحديات جديدة وخطيرة أمام المثقف العربى ، اولها ظاهرة فيض المعلومات وفيها تفقد القدرة على الاختيار والترجيح، وتغري بعناصر اللهث والجري خلف المعلومات وحولها، والتي قد تشل التفكير. ونشرت وكالات الأنباء فى الايام الماضية زيادة اعتماد الناس في جميع أنحاء العالم على وسائل الاتصال بأنواعها مثل الانترنت والهواتف بأنواعها وكل شبكات الكمبيوتر المتصلة ببعضها محلياً بحيث صار نصيب الفرد من المعلومات غير مسبوق في تاريخ البشرية. ويقدر الباحثون في الولايات المتحدة أن متوسط نصيب أي إنسان على وجه كوكب الأرض من المعلومات سنوياً هو 800 ميجابايت وهو رقم غاية في الكبر بكل المقاييس. وأظهرت الدراسة التي قام بها هؤلاء الباحثون أن المعلومات المخزنة على أي وسيلة تخزين سواء كانت تقليدية مثل الورق أو حديثة مثل الأقراص الضوئية تضاعفت منذ عام 1999 حتى الآن. ومما يبعث على الدهشة أن الوسائل الورقية زادت في السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 43% على الرغم مما كان متوقعاً بتراجعها أمام الوسائل الرقمية الحديثة.
ووجد فريق البحث الذي ينتمي لجامعة كاليفورنيا ببيركلي أن التزايد في المعلومات المخزنة على أي وسيلة منذ بداية التدوين في فجر التاريخ تزايد بمقدار 30% في كل عام من الأعوام الثلاثة الماضية وحدها. ولملاحقة الأرقام الضخمة التي ظهرت لم يعد يستخدم المليون كوحدة للقياس، بل استحدثت أسماء جديدة لإحصاء المعلومات. وهذه الأرقام الجديدة هي أساساً مليونات مرفوعة لجذور عالية. ولإلقاء الضوء على تلك الأرقام الجديدة، نضرب مثلاً بأكبر مكتبة مخطوطات ومدونات في العالم وهي مكتبة الكونجرس. وتحتوي تلك المكتبة على 19 مليون مجلد و56 مليون مخطوط وهي تعادل 10 "تترابايت" من المعلومات، ولفظة تترا تعني أربعة وهنا تعني انها مرفوعة للجذر الرابع من المليون، أي مليون مضروبة في نفسها أربع مرات.