فوكو و"اللحظة الديكارتية": تساؤلات حول "معرفة النفس" و"الاهتمام بالذات" - ادريس شرود

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

تقديم
    في سياق اهتمام ميشيل فوكو بمسألة الذات، تساءل عن الأسباب التي جعلت المؤرخين يتركون على الهامش موضوع "الاهتمام بالنفس"، في الوقت الذي تم إعطاء أهمية متزايدة لمسألة "معرفة النفس". فالتأريخ الفلسفي لم يعط قيمة تُذكر بالنسبة لمبدإ "الاهتمام بالنفس" مقارنة مع سؤال "معرفة الذات". وهنا يربط فوكو بين إهمال مبدإ الاهتمام بالنفس ومشكلة الحقيقة وتاريخ الحقيقة، ليُلح على المكانة التي احتلها هذا المبدأ خلال ألف سنة من الثقافة القديمة، كما يحمل مسؤولية محو مكانته منذ بداية العصر الحديث إلى "اللحظة الديكارتية".
فكيف يفسّر ميشيل فوكو العلاقة التي ربطت بين نسيان مبدإ الاهتمام بالنفس وتمجيد مسألة "معرفة النفس"؟

1- ميشيل فوكو والأمر السقراطي:"اعرف نفسك"
     استقطبت إشكالية الذات والحقيقة اهتمامات ميشيل فوكو الفكرية والفلسفية، دفعته إلى البحث في مفهوم أو تصور "الاهتمام بالذات"  epimeleia heautauودراسة العلاقة بين الذات والحقيقة. هذا المفهوم الذي لم يُهتم به كثيرا في التأريخ الفلسفي، في الوقت الذي تم إيلاء اهتمام خاص بمسألة "معرفة الذات".

يرجع فوكو أصل "مسألة معرفة الذات" إلى ذلك التصور الذي نحث على مدخل معبد دلفي القائل "اعرف نفسك"gnosthi seauton  أو cura sui باللغة اللاثينية، والذي وجد رواجا تاريخيا في أفق الفكر الفلسفي الأوربي في حين تم تهميش صيغة الاهتمام بالنفس. يشير فوكو إلى أن وصية "اعرف نفسك" التي تم نحتها على حجر المعبد، لم يكن لها في بدايتها هذه القيمة التي أعطيت لها لاحقا، ويعرض جملة من التأويلات والقراءات تجعل هذا التصور بعيدا كل البعد عن الصيغة التي كتبت به، وعن اعتباره أساسا للأخلاق ومبدأ للعلاقة بالآلهة. بل يذهب ديفرداسDéfardas   في كتابه:"مواضيع الدعاية الدلفية" إلى أن "اعرف نفسك" لم تكن أبدا مبدأ لمعرفة الذات(1).
يؤكد فوكو على أن عبارة "اعرف نفسك" قد ظهرت في الفلسفة عندما ارتبطت بشخص سقراط Socrate، مشيرا إلى أن ظهور النصيحة الدلفية كانت مقرونة ومتوائمة مع مبدإ "اهتم بنفسك"(2). يتمثل التمييز الجديد الذي ألح  عليه فوكو في تبعية الاهتمام بالنفس بقاعدة "اعرف نفسك". ففي داخل هذا الاهتمام أو على رأس هذا الاهتمام، هنالك قاعدة "اعرف نفسك"(3). يربط فوكو تصور "الاهتمام بالنفس" بشخصية سقراط، فهذا الفيلسوف اليوناني هو صاحب وظيفة ومهمة تنبيه ودفع وإثارة الآخرين على أن يهتموا بأنفسهم، وأن يعتنوا بأنفسهم، وأن لا يهملوها، حتى يصيروا أفاضل. يقول سقراط:" إنني رحت أخدم كل واحد منكم بشخصه أعظم الخدمات (بحسب ما أقول)، آخذا هذا في إقناع كل شخص منكم بأن لا يقدم العناية بأي شيء من شؤونه على العناية بنفسه، من أجل أن يصير أفضل أخلاقيا وعقليا(4).
دعا فوكو إلى وجوب إخراج مفهوم "الاهتمام بالنفس" من فتنة وسحر "اعرف نفسك" التي قلّل من أهميتها، خاصة وأن هذا المفهوم والقاعدة المرافقة له، لم تتوقف على أن تكون مبدأ أساسيا لتمييز الموقف الفلسفي طوال المراحل اليونانية والهلنستية والرومانية تقريبا. فهناك أهمية مؤكدة لهذا المفهوم عند أفلاطون وعند الأبيقويين وعند الكلبيين(السنيكيين) والرواقيين، بل توسع كثيرا على مدى تاريخ الفكر الهلنستي والروماني، بحيث أصبح ظاهرة ثقافية جامعة، وكان حدثا فكريا في الوقت نفسه كما يؤكد ميشيل فوكو. وقد امتد مفهوم الاهتمام بالذات إلى ما بعد بداية المسيحية، حيث توسع مفهومه وتعددت معانيه ودلالاته، وشكل إلى حد ما مدار التحضيرات والمقدمات الروحانية للرهبنة والتنسك المسيحيين. وبهذا يكون لدينا، مع موضوع الاهتمام بالنفس، تصور فلسفي مبكر ظهر واضحا منذ القرن الرابع قبل ميلاد المسيح، وهو تصور قطع مسارا إلى غاية القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد، قطع كل الفلسفة اليونانية والهلنستية والرومانية وكذلك الروحانية المسيحية(5).
يظهر إذن قيمة مسألة "الاهتمام بالذات" في تاريخ الفكر، وارتباطها بنمط وجود الذاتية الحديثة حسب فوكو؛ فلدينا مع هذا التصور الخاص بالاهتمام بالنفس، مدونة تحدد كيفية الوجود أو طريقة الوجود، وتعيّن توجها وموقفا، وشكلا من التفكير، ومن الممارسات التي شكلت نوعا من الظاهرة المهمة جدا، ليس فقط في تاريخ التصورات والنظريات، ولكن أيضا في تاريخ الذاتية (...)، في تاريخ ممارسة الذاتية(6).

2- ملاحظات فوكو حول "الكوجيتو الديكارتي"
    يرى فوكو أن مسألة "الاهتمام بالنفس" حملت معها طيلة ألف سنة أشكالا من المواقف الفلسفية، ومن الخطوط الموجهة، لكنه استغرب للإهمال والنسيان والتحريف الذي لحق بهذا المفهوم، والإيحاءات التي أبعدتنا عن التفكير في القيمة الإيجابية لمسألة الاهتمام بالنفس، الشيء الذي دفعه إلى طرح الأسئلة التالية:
- ما الذي حدث وأدى إلى تجاهل هذا التصور الخاص بالاهتمام بالنفس عند محاولة إعادة كتابة الفلسفة الغربية؟
- كيف حدث وأن تم تفضيل كبير وإعطاء قيمة وانتباه أكبر لتصور "اعرف نفسك"، وترك جانبا، وفي الظل على الأقل، هذا التصور الخاص بالاهتمام بالنفس، الذي إذا ما نظرنا إليه من الناحية التاريخية، وعندما نطالع الوثائق والنصوص نجده أولا يؤطر مبدأ "اعرف نفسك"، وكان بمثابة العماد والسند لمجموعة من التصورات والممارسات وأساليب الوجود الغنية والمكثفة؟
- لماذا هذا التفضيل ل"اعرف نفسك" على حساب "اهتم بنفسك"؟(7).
من المثير جدا التذكير مع فوكو بدور اللاهوت (هذا اللاهوت، الذي تأسس على تعاليم أرسطو Aristote وظهر مع القديس توما الأكوينيThomas d’Aquin والحركة المدرسية "السكولاستيكية...إلخ، واحتل مكانة معروفة في التفكير الغربي) الذي يعتبر تفكيرا عقليا قد أسس، انطلاقا من المسيحية بطبيعة الحال، إيمانا له توجّه "كوني" Universelle، وفي الوقت نفسه، تأسس مبدأ النفس العارفة العامة التي تجد في الله نموذجها وكمالها المطلق، ودرجة كفاءتها العالية، وفي نفس الوقت خالقها ونموذجها. إن العلاقة التبادلية بين إله يعرف كل شيء ونفوس قابلة للمعرفة، تحت شرط الإيمان بالطبع، هو أحد العناصر الأساسية التي [مكّنت] الفكر -أو أشكال التفكير الأساسية- الغربي، وبشكل خاص الفكر الفلسفي، من أن يخرج وينعتق وينفصل عن تلك الشروط الروحية التي رافقته لحد الآن، حيث كان مبدأ الاهتمام بالذات الصياغة الأكثر عمومية(8).هكذا سيستمر التوتّر بين توجه فلسفي ينتصر للمعرفة ولمبدإ "معرفة النفس"، وتوجّه آخر يؤكد على ضرورة "الاهتمام بالذات"؛ هذا المبدأ الذي تراجع تأثيره خاصة مع بروز تحولات قيمية وأخلاقية ودينية مع انتشار المسيحية وتزايد تأثيرها. والمسيحية ستعمل، من خلال إدماج مسألة الخلاص، على خلخلة موضوعة الإنهمام بالذات اليونانية والرومانية بالعمل على ربطها بالخلاص والزهد في الدنيا(9)، عن طريق الإيمان والقيام بممارسات الهدف منها التكفير عن النفس ومحاسبتها تأمينا للخلاص الأخروي، بل و"الاهتمام بالذات" لكن من خلال التكفير عنها. هكذا سيستمر النزاع حتى بداية القرن السادس عشر؛ أي خلال إثني عشر قرنا بين الروحانية واللاهوت، بين ذلك المبدأ القائم على عبارات النفس العارفة والضرورة الروحية لعمل النفس حول نفسها والمطالب المتعلقة بكينونة النفس وشروط تحويلها. إنه من المهم أن نرى - يقول فوكو- كيف طرحت في القرن السابع عشر مسألة العلاقة بين الشروط الروحية ومسألة المنهج المؤدي إلى الحقيقة(10)، وكذا ذلك التصور المتعلّق ب"إصلاح الفهم" مع باروخ سبينوزا (رسالة في إصلاح الفهم) وفلسفة للمعرفة مبنية على مسألة المسار والمنهج المؤدي إلى الحقيقة.
يتوقف فوكو عند "اللحظة الديكارتية" كنموذج لتجاهل مبدأ "الاهتمام بالنفس"، وتفضيل تصور "اعرف نفسك". إنها اللحظة التي مجّدت فلسفيا "اعرف نفسك"، في المقابل أبخست وأحطّت من قيمة الاهتمام بالنفس. فطريقة ديكارت التي نقرأها مباشرة جدا في الـتاملاتMéditations  ، قد وضعت في الأصل ومن البداية والمنطلق الفلسفي، مبدأ البداهة، البداهة كما تبدو وتظهر، أي كما تعطى للوعي، ومن دون شك محتمل [...]. (إنها إذن) معرفة الذات، على الأقل بوصفها شكلا من الوعي، الذي ترجع إليه الطريقة الديكارتية. وأكثر من هذا، فإنه بوضع بداهة الوجود الخاص بالذات في المبدإ ذاته المتعلّق بالوجود، فإن هذه المعرفة بالذات (ليس في شكل برهان البداهة ولكن في شكل عدم تحديد بداية لوجودي كذات) هي التي جعلت من "اعرف نفسك" المدخل الحقيقي للحقيقة(11)، في حين تم إقصاء مبدأ الاهتمام بالنفس من حقل التفكير الفلسفي الحديث.
يربط ميشيل فوكو بين بداية الدخول للعصر الحديث واليوم الذي قبلنا فيه أن ما يؤدي إلى بلوغ الحقيقة، وأن الشروط التي يمكن بها للذات أن تبلغ الحقيقة، هي المعرفة، والمعرفة فقط(12)، وهنا تجد "اللحظة الديكارتية" مكانتها. فالأمر يتعلق بشروط داخلية وأخرى خارجية لا تتعلق بكينونة الذات العارفة: إنها لا تتعلق إلا بالفرد في وجوده المحسوس أو الملموس، ولا تتعلق ببنية الذات بوصفها كذلك(13).
فبالنسبة للشروط الداخلية، فالأمر يتعلق بفعل المعرفة والقواعد التي يجب أن تتبع لبلوغ الحقيقة، وهي شروط صورية؛ وشروط الموضوعية(14) وقواعد صورية للمنهج وبنية موضوع المعرفة(15).  وفي كل الأحوال فإن الأمر يتعلق بالبنية الداخلية للمعرفة التي تحدد بلوغ الذات الحقيقة(16).
أما بالنسبة للشروط الخارجية؛ فهي مرتبطة بالتعلم والدراسة، أو بشروط أخلاقية ذات علاقة بالجهد وتجنب الغش، وبالمصالح المالية وظروف العمل (هذه شروط خارجية لفعل المعرفة).
إذن، هناك شروط داخلية للمعرفة، وهنالك شروط أخرى خارجية لفعل المعرفة، ولكنها لا تتعلق بكينونة الذات العارفة: إنها لا تتعلق إلا بالفرد في وجوده المحسوس أو الملموس، ولا تتعلق ببنية الذات بوصفها كذلك(17).
سيمنح إذن ديكارت للذات القدرة على معرفة الحقيقة، وستكفي الفلسفة بذاتها للمعرفة، وسيستكمل كانط ذلك بقوله: إذا كانت للمعرفة حدود، فإنها تكمن في بنية الذات العارفة نفسها، بمعنى أن الذات هي التي تسمح بالمعرفة(18). يرتبط إذن تدشين العصر الحديث بهذه الإرادة الذاتية القادرة على معرفة الحقيقة، لكن الحقيقة كما هي غير قادرة على إنقاد الذات(19)، بتعبير ميشيل فوكو، ما لم تجر عملا ما لتحول كينونة نفسها. وهنا نقع على ذلك المبدأ القائم على الاهتمام بالذات والتي تم إهماله كثيرا، حيث تكون الروحانية(20) شرطا أساسيا لبلوغ الحقيقة.

3- قيمة مبدأ "الاهتمام بالذات" في المدارس الفلسفية القديمة
    يؤكد ميشيل فوكو على القيمة الـتي أسندت إلى مبدإ "الاهتمام بالذات"(21) في المدارس الفلسفية القديمة ضمن ما سمي ب"ثقافة الذات Culture de soi"، حيث اكتسى هذا المبدأ أهمية كبيرة وواسعة، إذ نجده حاضرا بين مختلف النظريات، بالنظر إليه كوضعية وطريقة معيّنة في الحياة يتم تدبيرها من خلال مجموعة من الإجراءات والممارسات (...)؛ فقد جعل الأبيقوريين les épicuriens من الفلسفة "تمرينا دائما للإهتمام بالذات"، معتبرين فعل التفلسف ضمانا لصحة الروح، وهي الصورة التي حملها (سينيك Sénèque) في رسائله. كما أن (مارك أوريل Marc Aurèle) لم يكن يتردّد في "الدعوة إلى الاهتمام بالذات"، ذلك أنه "لا القراءة ولا الكتابة ستمنعان من الاهتمام بذواتنا والعناية بها". غير أن المعالجة الفلسفية الكبرى قد تشكلت مع (إبيكتيتEpictète ) في محاوراته، معتبرا الاهتمام بالذات أمرا موكولا للكائن العاقل الحر(22). فمبدأ الإنهمام بالذات يكاد يغطي حقل الفلسفة بشكل عام، إذ نجده في الفلسفة الإغريقية مع أفلاطون ثم مع الرواقيين les Stoiciens والأبيقوريين les Epicuriens والكلبيين les Cyniques(23). لقد شهد القرن الأول والثاني من المرحلة الإمبراطورية تطورا بالنسبة لفن الحياة في إطار "الاهتمام بالذات"، منظورا إليه (24) كعصر ذهبي داخل ثقافة الذات، علما أن هذه الظاهرة لم تكن تهم سوى فئات جد محدودة في العدد، والتي كانت تحمل ثقافة أعطت من خلالها لمبدإ الاهتمام بالذات معنى وواقعا(25).
يربط فوكو مبدأ الاهتمام بالذات بشكل قوي بالفيلسوف اليوناني سقراط Socrate، حيث سيعمل على استعادة هذا المبدإ ضمن سياق يستجيب لثلاث ضرورات؛ سياسية وبيداغوجية وتصحيحية مرتبطة بالجهل، بحيث سيظهر هذا المبدأ داخل الإطار العام والأرضية الأساس لمبدإ الإنهمام بالذات.

خلاصة
    تشكل علاقة فوكو باللحظة الديكارتية، تطبيقا لرغبة فلسفية تقوم على "التفكير بشكل مختلف"، ولإرادة في قراءة تاريخ الفلسفة بشكل متجدد. فالأمر في المقاربة الفوكوية لديكارت يتعلق بتوضيح ذلك التقييم والتمجيد لمبدإ "اعرف نفسك"، مقابل محاصرة مفهوم "الاهتمام بالذات"(26). لم تكن غاية فوكو من الإشتغال على النص الديكارتي محصورة في الإشادة ب"أب الحداثة"؛ بتأملاته ومنهجيته وعقلانيته، بل ب"اللامفكر فيه" في تاريخ الفلسفة الأوربية، أو على الأصح، بذلك النسيان الذي لحق مفهوم "الاهتمام بالنفس" الذي شكل حقا مدخلا أساسيا للحقيقة. إن استعادة فوكو ل"اللحظة الديكارتية"، يبين المسافة الكبيرة التي تفصل مبدأ "اعرف نفسك" ومفهوم "الاهتمام بالنفس"، ويبرز رهانه القوي عليه عبر ربطه بتقنيات الذات وممارساتها وبفن العيش وجمالية الوجود. وفي هذه التوليفة، يظهر عمل فوكو وسعيه للفوز ب"ذاتية جديدة".
لم يتفق فوكو مع ديكارت في تعزيز دور البداهة في معرفة الذات، بل أكد على العمل والجهد الذي يتوجب على الذات القيام بها من أجل  معرفة الحقيقة. فالعلاقة بين النفاذ إلى الحقيقة وعمل بناء الذات لنفسها علاقة أساسية في الفكر القديم وفي الفكر  الجمالي. لكن ديكارت قطع مع هذا بقوله:"لبلوغ الحقيقة يكفي أن أكون أية ذات قادرة على رؤية ما هو بديهي"(27).

الهوامش:
1- ميشيل فوكو: تأويل الذات، دروس ألقيت في "الكوليج دوفرانس" لسنة 1981-1986، ترجمة وتقديم وتعليق د. الزواوي بغوره، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 2011، ص12.
2- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص12.
3- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص13.
4- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص15.
5- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص20.
6- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص20.
7- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص21.
8- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص34.
9- ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، تقديم وترجمة وتعليق محمد ازويتة، أفريقيا الشرق، 2015، الدار البيضاء-المغرب، ص18.
10- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص35.
11- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص23.
12- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص26.
13- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص27.
14- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص26.
15- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص27.
16- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص27.
17- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص27.
18- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص33.
19- ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص28.
20- تعني الروحانية:
- مجموعة من التمارين والإختبارات التي يلزم إجراءها على الذات لكي تتمكن من الوصول إلى الحقيقة (ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة،ص7).
- البحث والممارسة والتجربة التي من خلالها تجري الذات على نفسها مجموعة من التحوّلات الضرورية للوصول إلى الحقيقة. الروحانية إذن هي مجموعة من الأبحاث والممارسات والتجارب التي يمكن أن تكون أشالا من التطهير أو الزهد أو الإعتكاف أو التنسك أو أشكال من التوبة (...) والتي تشكل بالنسبة للذات وكينونتها، وليس المعرفة، الثمن الذي يمكن أن يؤدّى للوصول إلى الحقيقة(ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص13).
21- في نفس الوقت يشير ميشيل فوكو إلى مفارقة أخرى يجب طرحها من أجل أن نفهم الطريقة أو الكيفية التي ضاعت بها نصيحة الاهتمام بالنفس، في العتمة. ذلك أن هذه الاخلاق، هذه الاخلاق الصارمة والنابعة من مبدإ "اهتم بنفسك" وبقواعدها الزهدية، قد أعدنا استعمالها: بما أن هذه القواعد ستظهر من جديد إما في صورة الاخلاق المسيحية أو في صورة الاخلاق الحديثة غير المسيحية. إلا أن ذلك حدث في مناخ مختلف تماما. إن هذه القواعد الزهدية سنجدها متماثلة في بنية النظام، ها هي وقد تم تنشيطها من جديد، ونجدها منقولة ومحوّلة داخل سياق أخلاق عامة غير أنانية، إما في شكل مسيحي قائم على واجب التنكر للنفس والزهد، أو في شكل "حديث" يقوم على الواجب نحو الآخرين، سواء كان ذلك تجاه الآخر أو تجاه الجماعة أو الطبقة أو الوطن...إلخ. إن كل هذه المواضيع، وكل نظم الزهد هذه، قد تم إعادة تأسيسها في المسيحية والعالم الحديث في صورة أخلاق غير أنانية، في حين أنها نشأت داخل هذا الجو  الذي تميّز كثيرا بالإلتزام بالاهتمام بالنفس. أعتقد -يقول فوكو- أن هذه المجموعة من المفارقات هي التي تشكل أحد الاسباب التي من خلالها كان موضوع الاهتمام بالنفس قد تُرك على الهامش وأُهمل من قبل المؤرخين. ميشيل فوكو: تأويل الذات، ص22 و23.
22- ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص10.
23- ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص12.
يؤكد (ديميتريوس Demetrius) بأنه من غير النافع الاهتمام بتأمل بعض الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والعواصف، وأن الاهتمام يجب أن ينصب على الاشياء التي تهمنا مباشرة، وعلى القواعد التي يمكن أن تقودنا إلى الاهتمام بذواتنا. أما الرواقيين وبخاصى سينيك Sénèque) فالأمر واضح، إذ يشكل مبدأ الإنهمام بالذات أساس كل ممارسة عقلانية بالنسبة لحياة نشيطة وفاعلة. ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص12.
24- ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص10.
25- ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص11.
26- يمكن أن ندرج من بين عوامل محاصرة مبدأ الاهتمام بالذات الدور الذي لعبته المسيحية؛ فإذا كان اليونانيين قد استهدفوا في انهمامهم بذواتهم  أن يتركوا سمعة حسنة بعد الموت، فإن المسيحية ستعمل، من خلالها إدماج مسألة الخلاص، على خلخلة موضوعة الإنهمام بالذات اليونانية والرومانية بالعمل على ربطها بالخلاص والزهد في الدنيا(...). الخلاص الذي يمثل الحركة التي توجه الوجود إلى النقطة التي لا يكون أي شيء أمامها غير إمكانية الموت، ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة ص18.
انطلاقا من ديكارت، سيجد التلفظ أساسه داخل تجربة عقلية خاصة ببداهة ذاتية، من خلالها تنغلق المعرفة على ذاتها: بأي حال من الأحوال، فإن الحقيقة ليست أخلاقية – جمالية بالمعنى الإغريقي للمصطلح. ميشيل فوكو: الإنهمام بالذات، جمالية الوجود وجرأة قول الحقيقة، ص129.
27- ميشال فوكو: هم الحقيقة، ترجمة مصطفى المسناوي، مصطفى كمال، محمد بولعيش، منشورات اختلاف، الطبعة الجزائرية الأولى، 2006، ص97.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟