في تمام السيمفونية التاسعة – بقلم : محمد أحمد عدة

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسالقدر يدق على الباب*
إني اسمع خطوه الرتيب على الممر العتيق في ذاكرتي، أتخيله بوجهه الرمادي ، و معطفه الرث، يدق على الباب من دون يدين، و كلما دق على بابي جاء القوم يستبشرون، يصطف الأطفال في انتظار هداياه من مملكة سانتا كلوز، أما أنا فأعرف ماذا يحمل…
 للقدر وجه يمتد في العدم، و لي وجه يمتد في السؤال
 القدر دراجة نارية من الحرب العالمية الثانية أو فيلم صامت..
للقدر صوت يقترب من الصقيع، و صوتي يرنو إلى المدفأة، هذا هو التناقض بيننا، و حين أسأل صديقي الشيوعي يقول القدر دكتاتورية البروليتاريا في ساحة الماكدونالد أو القدر صراع طبقي في كتابات هنتنغتون.
القدر يدق على الباب
لعينيه شكل المتاهة و لغته تفتقر إلى الاستعارة
 القدر ليس مسألة فلسفية، إنه مجرد بحث في أرشيف البشرية المغبر، أو عقارب ساعة حالمة..سبورة تقاوم إسفنجة الحب و الصلاة، هو يعقد اتفاقا مع العجائز و يلهو بنا في البريد، و المرأة الوحيدة التي أهداها إلي تقول: ألا تبدي ما يكفي من الاحترام للسيد القدر؟ ألا يكفي أنه يعلب البؤس و السماء في ورق ملون، و يدعونا لتناول الشاي في الحديقة..
إنه في الخارج ، نعم بكل أوصافه الباردة، لا يميز بين ديسمبر و مارس اللعين، و هو الضيف الثقيل الذي يسرع بالمغادرة ليتركك مع الدهشة و المسدس ...


* عنوان السيمفونية التاسعة لبيتهوفن

محمد أحمد عدة

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة